لغياب حملة تحسيسية تسبق العملية

الأولياء "متخوفون" من التلقيح ضد الحصبة

الأولياء "متخوفون" من التلقيح ضد الحصبة
  • القراءات: 688
 نور الهدى بوطيبة نور الهدى بوطيبة

يعيش الأولياء هذه الأيام على وقع حالة من الخوف والهلع، بسبب ما تم تداوله مؤخرا حول خطورة التلقيح ضد الحصبة الألمانية الموجهة للمتمدرسين... قلق ترجمه بعض الأولياء في التوقيع على وثيقة،  والمصادقة عليها في البلدية لتقدم لمديري المدارس، أعربوا فيها عن عدم قبول التطعيم.

يتساءل الأولياء منذ الإعلان عن إطلاق حملة التلقيح عن حقيقة ما يتداول في مختلف وسائل الإعلام حول خطورة التلقيح ضد الحصبة، الأمر الذي دفع الكثيرين إلى التجول من مختص لآخر طلبا  للاستشارة، هذا الأخير الذي عجز هو الآخر عن إعطاء أجوبة "مطمئنة" للأولياء.

ورغم تطمينات وزيرة التربية الوطنية نورية بن غبريط، ودعوتها للأولياء بهدف تلقيح أبنائهم، فضل العديد من الأولياء عدم المخاطرة وفضلوا إرسال قرار مكتوب ممضي ومصادق عليه في البلدية، هذا ما وقفنا عليه بعد احتكاكنا بعدد الأولياء الذين توافدوا منذ الساعات الأولى من النهار على البلديات، للمصادقة على "عدم الموافقة بهدف تلقيح أطفالهم"، على خلفية التهويل الذي خلقته تداعيات وفاة أطفال بسبب ذلك التلقيح.

وفي تصريح سابق للوزيرة، استغربت نورية بن غبريط، الضجة التي أثارتها مؤخرا الحملة الوطنية للتلقيح ضد الحصبة والحصبة الألمانية، نافية بذلك أي تأثير سلبي لهذا الإجراء العادي الذي يمس سنويا كافة المؤسسات التعليمية في الجزائر والعالم، مشيرة إلى أن وزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات على دراية تامة بالموضوع، والتلقيح لن يمس بصحة التلميذ"، حيث اعتبرت أن هذا التلقيح تزامن مع حملة عالمية لمحاربة هذا الداء، قائلة "إن ثقتها في وزارة الصحة تجعلها متأكدة من خلو هذه العملية من أية شبهة تمس بصحة الأطفال". 

وفي الوقت الذي يفضل بعض الأولياء تفادي العملية، يقوم آخرون  بتوقيع الاستبيان الموزع من طرف المؤسسة التربوية، ويؤكدون قبولهم بتلقيح أطفالهم، هذا ما أكده البعض ممن مسهم استطلاعنا، حيث أوضح أحدهم قائلا: "لدي الثقة الكاملة في المدرسة ولو كان في العملية خطورة لما قاموا بعملية التلقيح، وحسب حديثه، تبين أنه على غير دراية كافية بخلفيات التلقيح أو الداعي منه أو ضد أي مرض، إلا أنه يكفيه أنها عملية مؤطرة من طرف المؤسسة التربوية". 

التحسيس كفيل بإزالة المخاوف 

من جهته، أكد مصطفى زبدي، رئيس المنظمة الجزائرية لحماية وإرشاد المستهلك أنه على وزارة الصحة وإصلاح المستشفيات تنظيم لقاء تحسيسي ينشطه عدد من الخبراء والأطباء، لإفادة المواطنين بمعلومات موسعة حول هذا التلقيح، حتى يكون للأولياء مجموعة من البيانات والمعطيات التي يمكن الاستناد عليها لمعرفة حقيقة التلقيح والهدف منه وأعراضه، مؤكدا أن غياب التحسيس الذي سبق الحملة واكتفاء مديري المؤسسات التربوية بتوزيع استمارات خلق نوع من الهلع وسط الأولياء.

للمستهلك حق في المعلومة، يقول زبدي ويؤكد: "لابد أن تكون مختلف التفاصيل حول هذه الحملة التي تقام لأول مرة في الجزائر، وما هي الأعراض الجانبية بعد التلقيح". مشيرا إلى أن التهويل الحاصل جاء نتيجة التناقضات التي وقعت فيها الجهات المسؤولة، الأمر الذي بعث على الشك وسط الأولياء.