استبعاد أطفال التحضيري عن المدارس بفعل الوباء

الأولياء في رحلة بحث عن مؤسسات بديلة لتعليم أبنائهم

الأولياء في رحلة بحث عن مؤسسات بديلة لتعليم أبنائهم
  • القراءات: 1484
رشيدة بلال رشيدة بلال

شرعت العائلات بعد الإعلان الرسمي عن موعد الدخول المدرسي، في التحضير له بعد عطلة استمرت لأكثر من سبعة أشهر، حيث بادر البعض إلى تسجيل أبنائهم من المتخلفين عن الموعد، بينما سارع البعض الآخر إلى اقتناء بعض اللوازم المتمثلة في المآزر وبعض الأدوات المدرسية، كالمحافظ والأقلام والكتب، في حين طرح البعض تساؤلات حول مصير أبنائهم المعنيين بالطور التحضري.

إذا كانت العائلات قد شرعت في التحضير، من خلال اقتناء بعض اللوازم المدرسية، فإن البعض الآخر دخل في رحلة بحث عن المكان المناسب لتسجيل ابنه، بعد أن انتشرت أخبار توحي بأنه لا يوجد قسم تحضيري في المؤسسات التعليمة، فضلا عن أن بعض الجمعيات اعتذرت عن التكفل بهذه المهمة، بالنظر إلى تقليص عدد المتمدرسين، من جهة، وثقل تدابير الوقاية، من جهة أخرى، وما يتطلبه البروتوكول الصحي من تدابير تعجز بعضها على تأمينه. وحسب مصدر مسؤول بمديرية التربية في ولاية البليدة، فإن "مصير هذه الفئة لم يفصل فيه إلى حد الساعة، وأن الأولية للأطفال الذين يدرسون في السنة الأولى، وأنه في الوقت الراهن، لا حديث عن تسجيل المتمدرسين بالطور التحضيري على مستوى المؤسسات التعليمية".

من جهته، أكد علي بن زينة، رئيس المنظمة الوطنية لأولياء التلاميذ، بأنه لا مجال للحديث مطلقا عن تمدرس أطفال التحضيري في المدارس العادية، بسبب الوباء، وحسبه، فإن المدارس في العادة تعاني من الاكتظاظ، كما أن تمكينهم من قسم من شأنه أن يفرض على الوزارة الوصية عبئا إضافيا، في  ظل هذه الظروف الاستثنائية، يقول: "بالتالي على الأولياء الراغبين في تعليم أبنائهم البحث عن مؤسسات أخرى، كروضات الأطفال أو الجمعيات، لأن وزارة التربية غير مجبرة على تخصيص أقسام للأطوار التحضيرية".

فيما عرفت بعض المؤسسات التربية توافد عدد من الأولياء عليها، بعد الإعلان عن موعد الدخول المدرسي، بغية تسجيل أبنائهم وشراء الكتب المدرسية، وتسوية وضعية البعض الآخر ممن غيروا مقر إقامتهم، وعرفت في المقابل أيضا محلات بيع اللوازم المدرسية، حسب ما وقفت عليه "المساء"، إقبالا عليها لاقتناء ما هو ضروري للدخول المدرسي، كشراء المآزر والمحافظ وبعض الأدوات المدرسية، مثل الأقلام وعلب الألوان والكراريس وحتى الكتب شبه المدرسية، لتهيئة الأبناء، خاصة أن البعض منهم فقد الكثير من المكتسبات التعليمية بسبب طول فترة العطلة، حسب ما جاء على لسان مواطنة تحدثنا إليها، كانت بصدد اقتناء بعض اللوازم المدرسية بمركز للتسوق، تدرس ابنتها في السنة الأولى ابتدائي، وانقطاعها على التعلم بفعل الجائحة وانشغالها باللعب، جعلها تفقد الكثير من المكتسبات التي تستدعي منها العمل على تداركها، خلال الفترة المتبقية التي تسبق الدخول المدرسي، وهو نفس الانطباع الذي لمسناه لدى مواطنة أخرى، أكدت أنها شرعت بعد الإعلان مباشرة عن موعد الدخل المدرسي، في تخصيص بعض الوقت من أجل تذكير ابنتها التي تدرس في السنة الثالثة ابتدائي، في بعض الدروس، خاصة ما تعلق منها بالرياضيات واللغة، كحملها ـ مثلا ـ على مطالعة نص في اليوم، وحرمانها من بعض الألعاب التي اعتادت عليها خلال فترة العطلة، خاصة الألعاب الإلكترونية. وحسبها، فإن المسألة ليست سهلة بسبب طول فترة العطلة، غير أن شراء بعض اللوازم المدرسية جعل ابنتها تشعر برغبة في العودة إلى المدرسة.

من جهتها، أوضحت أم أنيس التي كانت هي الأخرى، بصدد اختيار محفظة مناسبة لابنها الذي يدرس في السنة الرابعة ابتدائي، بأنها تشعر بفرحة كبيرة بعد تحديد موعد الدخول المدرسي، بعدما اعتقد ابنها أنه لا وجود لمدرسة بعد تفشي الوباء"، مشيرة إلى أن ابنها يشعر بفرحة كبيرة، لأنه أخيرا، سيعود إلى أجواء التعلم، وإن باتت الظروف "استثنائية وتفرض على الأولياء أعباء إضافية، إلا أن العودة إلى المدرسة لا مفر منها"، تضيف المتحدثة.