المختصون يحثون على إبقاء الأطفال في المنازل

الأولياء بين مطرقة الحجز وسندان الوباء

الأولياء بين مطرقة الحجز وسندان الوباء
الأولياء بين مطرقة الحجز وسندان الوباء
  • القراءات: 763
رشيدة بلال رشيدة بلال

وجد بعض الأولياء صعوبة في منع أبنائهم من الخروج للعب أمام المنزل والاحتكاك بغيرهم من أبناء الحي رغم وعي الأغلبية بخطورة الوباء الذي أصبح يستهدف حتى الأطفال والرضع، حسبما كشف عنه المختصون في الصحة، إلا أن احتجاز الأطفال في المنازل أضحى، هو الآخر، من التحديات الكبرى التي يعاني منها الأولياء، الذين وجدوا أنفسهم بين مطرقة الحجز وإدمان الأنترنت وسندان اللعب خارجا والتعرض للوباء، لاسيما أن بعض الأطفال لا يعرفون حتى كيفية وضع الكمامة بالطريقة الصحيحة.

المتجول في مختلف الأحياء والشوارع وتحديدا في الفترة المسائية، يشاهد الأطفال من شرائح عمرية مختلفة، يجتمعون ببعضهم البعض، وأغلبهم لا يرتدون الكمامة، للعب الكرة أو الجري وراء بعضهم، أو حتى تشكيل مجموعات للاشتراك في بعض الألعاب الإلكترونية التي اكتسبت شهرة بين المراهقين، على غرار لعبة “فريفاير” أو” ببجي”.

وفي دردشتنا مع بعض الأولياء المقربين حول سبل حماية الأبناء، خاصة أن فيروس كورونا في نسخته المتحورة “دلتا”، أثبت قدرته على إصابتهم وإدخالهم المصالح الاستشفائية على غرار ما حدث، مؤخرا، بولاية وهران، التي سجلت إصابة عدد من الأطفال بالفيروس المتحور، أكدوا في معرض حديثهم، أنه من الصعب الإبقاء على الأبناء داخل المنزل بدون الخروج، خاصة بالنسبة للمتعودين على التواجد خارج المنزل في الفترة المسائية. وحسبهم، فإنهم يجتهدون في تقديم بعض النصائح لهم؛ كتجنب الاحتكاك بغيرهم، ووضع الكمامة، غير أنه يظل من الصعب مراقبتهم.

وأشار آخرون إلى أن تدابير الحجر التي ترتب عنها إغلاق بعض الفضاءات، جعلت من الصعب الإبقاء على الأبناء في المنازل بالنظر إلى ما يتمتعون به من طاقة بحاجة لأن يتم إفراغها باللعب والجري؛ الأمر الذي يحتم عليهم السماح لهم بالخروج مقابل التقيد بارتداء الكمامة، التي تظل السلاح المعوَّل عليه لتأمين الحماية لهم.

وحسب الدكتور محمد ملهاق باحث في علم الفيروسات، فقد ثبتت إمكانية إصابة الأطفال بفيروس كورونا المتحور “دالتا”. كما أظهرت الدراسات أنهم يصابون بذات الأعراض التي تصيب البالغين. وأمام هذا الوضع دعا الأولياء إلى التحلي بالوعي الصحي، ومنع أبنائهم من التواجد داخل مجموعات خارج المنزل؛ تجنبا لانتقال الفيروس بينهم، مشيرا إلى أن فيروس “دلتا” أثبت أنه يصيب كل الشرائح العمرية؛ حيث تم استشفاء الأطفال بالجزائر وعبر العالم، وفي بعض الحالات يتم تسجيل مضاعفات صحية خطيرة  على الذين يتغلب عليهم الفيروس”.

وأوضح الباحث في علم الفيروسات أن “الأطفال، اليوم، أمام شراسة الوباء واستهدافه الكبار والصغار، مدعوّون للتقيد بتدابير الوقاية؛ من غسل الأيدي والتعقيم وارتداء الكمامة والتباعد الجسدي، والتقليل من التواجد خارج المنزل قدر الإمكان؛ تجنبا للعدوى”.