تعاقب المناسبات أرهق كاهل العائلات

الأولياء بين أعباء الدخول المدرسي وارتفاع الأسعار

الأولياء بين أعباء الدخول المدرسي وارتفاع الأسعار
الدخول المدرسي وارتفاع الأسعار
  • القراءات: 709

تشهد محلات بيع الألبسة حركة ضئيلة مقارنة بالسنة الماضية، رغم تزامن الدخول المدرسي مع فترة التخفيضات التي تواصلت لمدة شهر، وهو ما أكده لـ«المساء"،  أصحاب المحلات في قلب العاصمة، والمواطنون الذين أشاروا إلى أن تعاقب المناسبات أرهق كاهلهم، إلا أن هناك من رفض كسر تقليد اللباس الجديد للدخول المدرسي تيمنا بسنة جديدة ونجاح أكيد مع اللبس الجديد، لاسيما أن الأطفال يفرحون بملابسهم فرحة العيد.

صادف نزول "المساء" إلى محلات العاصمة وبالضبط شارع "العربي بن مهيدي"، حركة غليان على غير العادة صنعها المارة الذين احتلوا أرصفة الشوارع، وأغرتهم هم أيضا اللافتات المعلقة على واجهات المحلات، خاصة أن الفرصة لا تعوض، وهو آخر يوم تخفيضات وفق رزنامة وزارة التجارة. فقد عمد أصحاب المحلات إلى تزيينها بأضواء لامعة لجلب الانتباه ونشر ملصقات "الصولد" داخل وخارج المحل،  لاستقطاب وإغراء أكبر عدد ممكن من الزبائن.

حرص الباعة على ترتيب الملابس حسب الجنس والسن، حيث قسم الأغلبية محلاتهم إلى ثلاثة أروقة، الأوّل مخصص للذكور والثاني للإناث والأخير للأحذية لكلا الجنسين، وكل رواق منها مقسم إلى صفوف أفقية وأخرى عمودية تحتوي على سراويل، أقمصة وفساتين، ومنظمة من الألوان الباردة إلى الحارة وبتدرجات مختلفة،  ومنالمقاساتالصغيرةإلىالكبيرةجدا،ممايسهلعلىالمشتريعمليةاقتناءمايريدفيأجواءتطبعهاالراحةوالهدوء.

الملاحظ أن لهيب الأسعار كان يصد المقبلين على المحلات رغم رغبتهم الجامحة في اقتناء بعض القطع للأبناء، خاصة العائلات التي لديها أكثر من متمدرس، فنسبة اقتناء الملابس الجديدة كانت قليلة مقارنة بسنوات مضت، حسبما أكده لنا أصحاب المحلات، الذين أبدوا بدورهم أسفا عن بقاء بعض القطع الجميلة قابعة في الرفوف، إذ أشار أحد الباعة إلى أنّ نسبة المبيعات انخفضت هذه السنة بشكل جد ملحوظ مقارنة بالأعوام الماضية، رغم التخفيضات المتاحة التي تتراوح بين 50 و70 بالمائة، مؤكدا أن سبب هذا العزوف راجع إلى سياسة ترشيد النفقات التي تمر بها البلاد في السنوات الأخيرة.

في نفس السياق، أكد صاحب محل مختص في بيع الأحذية، أن الظروف المادية للعائلات وراء قلة الإقبال، يقول "تدني دخل المستوى المعيشي للأولياء أو عدم قدرتهم على الشراء أصلا، تعد السبب المباشر في عدم إقبال الأولياء على اقتناء الجديد للأطفال، فمنهم من فضّل الاحتفاظ بملابس العيد للدخول المدرسي".

في حين أشار باعة آخرون إلى أن محلاتهم شهدت إقبالا معتبرا للعائلات، خاصة أنها عرضت الملبوسات بأسعار مقبولة سمحت بإدخال الفرحة على الصغار، إذ تراوح سعر سروال الجينز لديها بين 800 دج و1500 دج، واختلف أسعار الأقمصة بين 700 و1000دج، حسبما أكده سفيان صاحب محل ملابس أطفال قائلا "العائلات عمدت إلى الاستفادة من التخفيضات المتاحة، فنحن نستقبل منذ أزيد من 15 يوما أكثر من مائة عائلة لاقتناء ملابس للأبناء".

الدخول المدرسي فرحة بثمنها

تحرص الكثير من العائلات على جعل اليوم الأوّل من بداية السنة الدراسية مفعما بالفرحة، بغرض إدخال السعادة على الصغار بملابسهم الجديدة وتشجيعهم على الدراسة، وهو تقليد دأبت الأسر على حفظه لما له من راحة نفسية للصغار، وهو ما أكدته لنا السيدة أم سهام التي كانت رفقة زوجها وابنيها وتقول "أفضّل شراء ملابس جديدة ذات جودة رفيعة وعلامة عالمية معروفة رغم ارتفاع سعرها، لأنني كبرت على هذه العادة، ففرحة الأبناء بالجديد لها أثر عميق سواء في نفسيتهم أو على الآباء"، وأشارت سيدة أخرى، كانت بصدد اقتناء أحذية لأبنائها المتمدرسين، من محل رائد في الأحذية الرياضية، بأنها تفضل اقتناء الملابس والأحذية الأجنبية رغم غلاء سعرها، خاصة أنها في نفس الوقت صحية".

في سياق آخر، صرحت بعض النساء في حديثهن إلينا أنهن لم يشترين ملابس الدخول المدرسي لأطفالها، لأنهن اقتنين لهم ملابس العيد وليس بوسعهن الشراء مرة أخرى باعتباره تبذيرا، تقول السيدة هناء "ليس في مقدوري اشتراء ملابس لأولادي مرتين، أولا لأن العيد لم يمض عليه وقت كبير، وثانيا لأنني أراه تبذيرا" وقالت أخرى "للأسف الشديد أصبحت لا أستطيع شراء ملابس جديدة للدخول المدرسي، رغم رغبتي في ذلك، لأن راتبي لا يتجاوز 20 ألف دج أصرفه لقضاء لوازم الحياة التي أرهقتني".