الحرفي في صناعة النحاس، يوسف عاشوري لـ"المساء":

الأواني النحاسية إرث ثقافي تجب المحافظة عليه

الأواني النحاسية إرث ثقافي تجب المحافظة عليه
  • القراءات: 944
نور الهدى بوطيبة نور الهدى بوطيبة
أوضح يوسف عاشوري، حرفي في صناعة النحاس أن ثقافة قطع الديكور العتيقة لا تزال محصورة ضمن فئة صغيرة من المجتمع تقدر قيمتها، والمتمثلة في النسوة الطاعنات في السن اللواتي تذكرهن بروعة "قعدات زمان"، في حين يجهل هذا الجيل سحر النحاس بألوانه الثلاثة الأبيض، الأحمر والأصفر..
يتمتع النحاس برونق فريد، فهو مميز وغير قابل للصدأ، يحتفظ بجماله لسنوات بعد الاستعمال، هذا ما أوضحه محدثنا، مضيفا أنه يمارس حرفة صناعة النحاس منذ 5 سنوات، وهي مدة كانت كافية له لتعلم العديد من تقنيات هذه الصنعة التي ورثها عن عائلته الحرفية، مؤكدا أن هذه الحرفة الأصيلة هي موروث ثقافي من الضروري المحافظة عليه وحمايته من الاندثار، خصوصا أنه يعكس ثراء الوطن ويعد مكسبا لاقتصادنا وعاملا أساسيا في دفع عجلة نمو السياحة المحلية، وحول ضرورة المحافظة على هذا الفن يقول: "تعد هذه الصناعة الفنية من بين أولويات غرفة الصناعة التقليدية والحرفية التي لا تدخر غرفة الحرفيين أي جهد لتحسيس وتوعية حرفيي النحاس من أجل انخراطهم فيها بهدف تثمين وترقية الحرفة". وأشار الحرفي إلى أن هذه الصنعة التي كانت تميز ولاية قسنطينة أصبحت مهددة بالزوال، بعدما تخلى بعض الحرفيين عن الاهتمام بها، لاسيما وأن المدينة كانت مشهورة بـ«عائلة الحرفيين" بعد محاولاتهم الفاشلة في مواجهة العوائق، على غرار غلاء المادة الأولية وندرتها. كما أن أوراق النحاس المعروضة بالأسواق المحلية من النوع الرديء وتباع بأسعار باهظة.
كما نبه الحرفي إلى ضرورة تنظيم حملات تحسيسية من شأنها توعية هؤلاء الحرفيين بأهمية المحافظة على تلك الحرفة والتوضيح لهم أنها مكسب لا ينبغي التخلي عنه، مع أهمية البقاء على صناعة موديلات مشابهة لتلك القديمة مثل "السني"، إلى جانب أباريق الشاي، الشمعدانات، الفوانيس وإناء العروس ـ المحبس - وغيرها من القطع الأصيلة.. موضحا أن غلاء تلك القطع يعود إلى ارتفاع أسعار المادة الأولية بسبب ندرتها.
كما يعمل الحرفي رفقة مجموعة من أفراد عائلته في إعادة تجديد وإصلاح الأواني القديمة التي يشترونها من ولايات مختلفة ويعيدون "صقلها" أو ما يعرف بـ«تشليلها" عند الصناع بمادة خاصة لتبدو وكأنها جديدة.
عرض الحرفي خلال المعرض تشكيلة فسيفسائية من القطع النحاسية بثلاثة ألوان، الأبيض، الأصفر والأحمر، وأكثر ما استقطب زواره تلك القطع التي لا تزال تحافظ على طابعها التقليدي مثل "المرش" الذي يوضع به ماء الورد والزهر، إلى جانب الفوانيس وإبريق الشاي..