يهدد فكر الطفل وقيم شخصيته

الأنترنت.. سلاح ذو حدين

الأنترنت.. سلاح ذو حدين
  • القراءات: 1037
نور الهدى بوطيبة نور الهدى بوطيبة
تعد الأنترنت مصدرا خصبا للبحث في الإنتاج الفكري، وأصبحت الشغل الشاغل لمختلف شرائح المجتمع، باعتبارها قناة المعلومات الرئيسية التي يمكننا من خلالها الإبحار حول العالم، ورغم مزاياها العديدة، إلا أن استعمالها بشكل مفرط دون مراعاة معايير محددة، يجعلها مصدر إساءة للفرد، بالتالي تشكل خطورة على نفسيته.
يخصص المجتمع المدني في العديد من المناسبات، أياما تحسيسية وتوعوية حول وجه الأنترنت الثاني، أي مخاطرها المتعددة، إذ تفيد هذه الأيام في توعية الفرد وإرشاده نحو السبل الصحيحة، لاستعمال هذه الوسيلة والانتفاع منها دون أن تنقلب عليه بشكل سلبي يؤثر على جوانب عديدة من نفسيته وشخصيته.. فاستخدام الأنترنت يتطلب توجيها ورقابة، لأنه نافذة كبيرة على العالم..
وفي هذا الشأن، كان لـ"المساء" لقاء مع سفيان منتصر، أحد منظمي تظاهرة "الأسبوع التحسيسي ضد مخاطر الأنترنت" مؤخرا، بساحة البريد المركزي، قال بأن الأنترنت وسيلة سريعة وسهلة الاستعمال تفيدنا في حياتنا العملية، عبر إمكانية الولوج إلى شتى المعلومات المخزنة في الشبكة، إلا أنها تشكل تهديدا حقيقيا على مجتمعنا، خصوصا الأطفال الذين لم تكتمل عملية بناء شخصيتهم، موضحا أن العديد من الخبراء النفسانيين والاجتماعيين يوصون في العديد من المناسبات بأهمية مراقبة الطفل عند استعماله لهذه الوسيلة، عبر تحديد نطاق إبحاره في الشبكة.
ويواصل بقوله: "تشير إحصائيات عالمية إلى أنه بعدما أصبح الولوج إلى الأنترنت شيئا سهلا ومتوفرا داخل كل بيت، فإن الطفل يقضي ما يقارب 8 ساعات في اليوم الواحد، مما قد يضعه أمام خطر التعرض للصور الإباحية والاستغلال الجنسي، والإدمان على مواقع الترفيه والتواصل الاجتماعي، إلى جانب إمكانية التجسس على الأسرار الخاصة وغيرها من الآثار السلبية الخطيرة".
وشدد المتحدث على ضرورة تحلي أولياء الأمور بروح المسؤولية تجاه أطفالهم، وعدم تصغير الأمر والتهاون عليه، والنظر إليه على أنه شيء عاد، وإنما يستوجب مراقبة الطفل وتوجيهه وإن تطلب الأمر منعه من الإبحار على الأنترنت، دون تواجد شخص راشد برفقته. كما يوضح المتحدث أن البث الفضائي، سواء التلفزيون أو الأنترنت، يعرض العديد من المشاهد التي تؤثر على نفسية الفرد بشكل عام والطفل على وجه الخصوص، فتعمل تلك المشاهد على تدمير الأخلاق من جهة، وإضاعة الوقت من جهة أخرى، مما يتسبب في ‘تخريب’ العلاقة الاجتماعية مع الأهل والأصدقاء.
ويرجع المختص تدني مستوى التحصيل الدراسي والعلمي إلى تتبع تلك الفضائيات التي تجعل الطفل يتسم بالخمول والكسل، ويتحول بذلك إلى ما يشبه الآلة، على حد تعبيره، ويتخلى بذلك عن واجباته الأساسية التي يتعين عليه القيام بها ومتابعتها لدرجة تجعله محصورا في عالم الخيال. وشدد على أنه من دور الأولياء، مهما كان مستواهم العلمي والثقافي، حماية الطفل من هذه المخاطر، بإعداد واختيار البرامج التي يمكن للأبناء مشاهدتها في مرحلة الطفولة المبكرة.
يكون استخدام الأطفال للأنترنت بداية، لإجراء البحوث وإنجاز الواجبات المدرسية اليومية، لكن سرعان ما يصبح ذلك الهدف أمرا ثانويا، حيث ينخرطون في الأنشطة الاجتماعية وتبادل المحادثات مع الأصدقاء والتعارف، ومشاهدة الأفلام وتحميل الأغاني، وغيرها، حيث بات العديد من الأطفال يكشفون بصراحة أن الكمبيوتر هو شيء أساسي داخل البيت ولا يمكن الاستغناء عنه في حياتهم.
إلى جانب المخاطر النفسية للأنترنت، هناك عوارض جسدية لا تقل أهمية وخطورة عن سابقتها، حيث يسبب الجلوس أمام شاشة الكمبيوتر لساعات طويلة جفاف العينين، وآلاما في الرأس والظهر، حسب الشاب منتصر. كما تحوّل الرغبة المتواصلة والإدمان على تصفح تلك الشبكة إلى خلل في الوجبات الغذائية التي تصبح فعلا عشوائية وغير منتظمة، مما يؤدي إلى فقدان الشهية والإصابة بأمراض في الجهاز الهضمي.