تراجع مبيعات "الكتب الإرشادية"

الأنترنت بديل المطبوعات

الأنترنت بديل المطبوعات
  • القراءات: 1025
❊نور الهدى بوطيبة ❊نور الهدى بوطيبة

تراجعت مبيعات الكتب الخاصة بالنصائح المتعلقة بالتغذية السليمة بشكل كبير في المكتبات، بعدما باتت مواقع الأنترنت تشكّل بديلا فعالا و«بالمجان" وملجأ الكثيرين،  لتحميل مختلف النصائح التي يحتاجها الفرد من أجل اتباع نمط غذائي أو نظام معيشي صحي مرتبط بما يستهلكه يوميا. فبعدما كانت تلك الأنواع من الكتب تشهد إقبالا كبيرا من طرف المواطنين، ها هي اليوم تزين رفوف المكتبات العمومية دون أن يلقي عليها زائر المكان نظرة أو يولي لها أي اهتمام.

تبيّن لـ«المساء"، من الجولة الميدانية التي قادتها إلى بعض المكتبات بالعاصمة، حقيقة تراجع الإقبال بشكل ملفت على الكتب، لاسيما تلك الخاصة بالنصائح، في مجالات لا تعد ولا تحصى، تحمل بين طيات صفحاتها الكثير من الإرشادات المقدمة في تخصصات مختلفة، منها تلك الموجهة للمرأة، وأخرى للرجل، فضلا عن تلك الموجهة للجنسين، وهي عبارة عن معلومات مفيدة يقدمها أخصائيون كنصائح في عدد من الصفحات، البعض مرتبط بالحياة الاجتماعية، في حين كتب أخرى مخصصة لنصائح اقتصادية، فنية، علمية ودينية وغيرها..

وبما أن الفرد بات اليوم على وعي أكبر بما يجب عليه استهلاكه، لاسيما بعد ظهور بعض الأمراض المزمنة كالسكري والكوليستيرول، فضلا عن البدانة، وغيرها من المشاكل المرتبطة بنظامنا الغذائي غير السليم، نما لديه وعي كبير بضرورة البحث عن أنظمة غذائية تحافظ على الصحة، بوضع كل ما يتم استهلاكه تحت المجهر، وكان الأمر يتم قبل سنوات بمطالعة الكتب والتقرب من أخصائيين لطرح كافة الأسئلة المتعلّقة بذلك، إلا أن الأنترنت اليوم باتت بديل تلك الكتب، فما الداعي لاقتنائها، حسب تفكير الكثيرين..

عن هذا الموضوع، حدثنا رضا بائع بمكتبة في شارع ديدوش مراد بالعاصمة، وأشار إلى وجود تراجع كبير في الإقبال على الكتب بصفة عامة، والكتب "الإرشادية" بشكل خاص، حيث قال "قبل سنوات قليلة اجتاح عالم الكتب موجة من الكتيبات التي تحمل النصائح، معظمها تجارية، فهي ليست أدبية، وتحمل معلومات من الصعب إيجادها في مكان آخر، على عكس الكتب التاريخية أو الروايات أو الحقائق العلمية أو كتب الشعر أو البورتريهات وغيرها، وعلى هذا حققت في مرحلة ما نجاحا كبيرا لأسعارها المعقولة من جهة، ومن جهة أخرى حملها نصائح كثيرة، منها المرتبطة بعالم المرأة، التنمية البشرية، الدين، تربية الأطفال، وغيرها من المواضيع،

ومنها أيضا كتيبات متعلقة بأنظمتنا الغذائية، وهو ما يجب استهلاكه وتفاديه للحفاظ على الصحة"، ويوضح "لكن بعد سهولة الولوج إلى عالم الأنترنت من طرف الجميع أو بالأحرى الأغلبية، بات اليوم اقتناء هذا النوع من الكتاب لا لزوم له، حيث أصبح من الممكن البحث عبر محركات "غوغل"، عن أية نصيحة أو فائدة أيّ منتج غذائي أو سلبياته، أو كيفية استهلاكه، أو حتى برامج غذائية لشهر كامل، حتى يعطيك ذلك الموقع مئات وآلاف النصائح بفضل كبسة زر واحدة، هذا ما جعل من تلك الكتيبات تشهد تراجعا كبيرا في المبيعات بين ليلة وضحاها".

على صعيد آخر، أكد سفيان من مكتبة "العالم الثالث" نفس الحديث، مضيفا أن الإقبال لم ينقطع بصفة كاملة، بل هناك فئة لا زالت تبحث عن تلك الكتب وهن النساء وكبيرات السن بشكل خاص، واللواتي ليس لهن إمكانية الوصول إلى الأنترنت بسبب جهلهن استعمال الكمبيوتر، رغم انتمائهن إلى الطبقة المتعلمة، حيث تمثل بالنسبة لهن تلك الكتب مراجع حقيقية لأنظمة غذائية سليمة، لاسيما بعد الحملات التوعوية والتحسيس لاستهلاك رشيد ومعقول للأطعمة، والتي تبادر الجهات المعنية بتنظيمها في كل مرة وتعمد إلى الاحتكاك بالمواطنين، الأمر الذي يخلق لهؤلاء فضول البحث والتعمق في النظام الغذائي السليم الذي لابد من اتباعه للوقاية من الأمراض المرتبطة بما نستهلكه من صحوننا.