دعوة إلى دراسة سلوكات المواطنين في المرافق العمومية

"الأمان" تؤكد أن الجزائريَّ متحضر

"الأمان" تؤكد أن الجزائريَّ متحضر
  • القراءات: 654
رشيدة بلال رشيدة بلال

تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي عددا من الصور لبعض الشواطئ التي تعكس افتقار المصطاف إلى ثقافة الحفاظ على البيئة نظيفة؛ حيث تم عرض مناظر لأكياس القمامة ومخلفات الأكل ملقاة بطريقة عشوائية؛ الأمر الذي أعطى الشاطئ منظرا تشمئز له النفس. وعلى الرغم من أن مثل هذه المظاهر التي تعكس لا مسؤولية المصطافين واستهتارهم ليست بالجديدة، غير أنها تحتاج، حسب حسان منوار، رئيس جمعية "الأمان لحماية المستهلك"، إلى دراستها للوقوف على الأسباب الحقيقية وراء لا مسؤولية الجزائري تجاه الممتلكات العامة أو ما يعرف بـ "ملك البايلك".

ينفي رئيس جمعية الأمان حسان "منوار"، أن يكون الجزائري شخصا ـ كما يقال بالعامية ـ "موسخ" أو غير متحضر؛ لأنه يحرص، ببساطة، على نظافة منزله والممتلكات الخاصة به، وهذا يعني أنه مواطن متحضر. وحسبه "هو مواطن يعرف أهمية النظافة، ويعرف كيف ومتى يكون نظيفا، ولكن هذا عندما يتعلق الأمر بما يعتبر من أملاكه الخاصة، غير أن ما يدعو للتساؤل والاستغراب ـ يقول ـ أن "مثل هذه التصرفات لا نجدها عندما يتعلق الأمر بالمرافق العمومية؛ حيث يكون متمردا، وتصرفاته غير مسؤولة، بل ومتعمدة في كثير من الأحيان"، موضحا في نفس السياق: "لعل أحسن مثال على ذلك الشواطئ؛ حيث نجد العائلات تختار المكان النظيف عندما تنزل إلى أي شاطئ كان، وبعد أن تمضي مدة وتقرر المغادرة تخلّف وراءها أكواما من القمامة، ممثلة في مخلفات الأكل والأكياس، أو أنها تحملها وتلقي بها على ضفاف الشاطئ! وهنا نتساءل هل هذا من منطلق أن هناك من يقوم بتنظيفها، أم من مبدأ مجانية الشواطئ؟! إذ تحولت هذه الأخيرة إلى فضاءات ملوثة، قد يجد بعض المصطافين صعوبة في إيجاد مكان نظيف خاصة بالنسبة للشواطئ التي تعرف إقبالا كبيرا عليها، الأمر الذي يدعو إلى مطالبة المختصين في علمي النفس والاجتماع، بإجراء دراسات حول سلوكات المواطنين عندما يتعلق الأمر بالمرافق العمومية، للوقوف على الأسباب الحقيقية لمثل هذه التجاوزات للحد منها ومعالجتها، خاصة أنها سلوكات تغيب كليا عندما يسافر الجزائري إلى دول أجنبية من أجل السياحة؛ ما يدعو حقا إلى الاستغراب، ويؤكد فرضية أنها تصرفات متعمدة.

من جهته أخرى، أكد المتحدث أن رمي القمامة في الشواطئ ومرافقة الحيوانات الأليفة كالأحصنة، من التصرفات التي كانت موجودة، والتي سبق للجمعية أن نظمت في شأنها، حملات تحسيسية للتوعية حولها، غير أن المطلوب اليوم، حسبه، بعد إعادة فتح الشواطئ تزامنا مع الفتح التدريجي لبعض مرافق التسلية كالشواطئ والغابات، فرض عقوبات على كل من يسيء إلى مثل هذه المرافق؛ حيث يلزم المخالفون بدفع غرامات مالية فورية على المخالفات التي يرتكبونها، مضيفا: "ما جعل ثقافة  الحفاظ على الشواطئ نظيفة غائبة، أن المصطافين يقلدون بعضهم البعض؛ فإذا وجدوا أن الشاطئ ملوث لا يترددون في رمي ما عندهم؛ من منطلق أن ما يرمونه لن يغيّر الوضع"، مواصلا في نفس السياق: "لكن لو أن أعوان النظافة حاربوا مثل هذه التصرفات بفرض غرامات، لبقيت الشواطئ نظيفة"، لافتا إلى أنه كان يتمنى لو أن مثل هذه الإجراءات المتعلقة بفرض أعوان نظافة، كان ينبغي أن يتم تطبيقها في شاطئ نادي الصنوبر الذي افتتح مؤخرا للمصطافين، ليكون شاطئا نموذجيا، ولحمل المصطافين على التحلي بالسلوك الحضاري الذي يفترض أنه موجود، ولكن يحتاج إلى تعزيزه بالشعور بالانتماء إلى المرافق العمومية".