مع كل اختبار مدرسي

الأم تتكفل بمهام "المراجعة"

الأم تتكفل بمهام "المراجعة"
  • القراءات: 398
❊نور الهدى بوطيبة ❊نور الهدى بوطيبة

يستثمر الأولياء في أطفالهم، من خلال الدراسة التي تساعدهم على رسم مخطط حياتهم وتطوير ذاتهم وتنمية رصيدهم المعرفي والثقافي، والخروج بعدها إلى العمل من أجل اكتساب رزق محترم. تعد الاختبارات نقطة انتقال من مستوى دراسي إلى آخر، وعليه يسهر الأولياء على مساعدة أطفالهم في مراجعة دروسهم من أجل الاستعداد لكل امتحان، لكن بين الأم والأب من يهتم أكثر بتلك المهمة؟

سؤال نقلته "المساء" إلى عدد من المواطنين لمعرفة من يتكفّل بمهام "المراجعة" للأطفال، مهمة تنطلق بانطلاقة العام الدراسي، تشتد وتيرتها مع اقتراب كل امتحان أو اختبار.

بداية، حدثتنا "ب.فضيلة" أم لأربعة أطفال، اثنان منهم متمدرسان، أشارت إلى أنها تتكبد عناء هذه المهمة منذ انطلاق السنة الدراسية مع الطفلين في آن واحد، فهي لا تحبذ فكرة تراكم الدروس وتفضل المراجعة مع أطفالها مع كل عودة من المدرسة، لتتم العملية بسهولة ويتعود الطفل على حفظ دروسه في اليوم نفسه، وبذلك تسهل العملية على الطرفين.

من جهتها، أكدت مريم أم لتوأمين، متمدرسين في نفس المستوى الدراسي، أن مهمة "المراجعة" هي التي تتكفّل بها، باعتبارها ماكثة في البيت، تتفرغ لها بكل سهولة، خلافا لزوجها الذي يدخل إلى البيت في وقت متأخر بسبب العمل. مشيرة إلى أن الأم تهتم بالأمر، لحرصها الشديد على نجاح أطفالها، واعتماد الزوج عليها في هذه المهمة.

أما صبرينة، أم لطفل في السنة الخامسة، مقبل على اجتياز اختبار الانتقال إلى المستوى الثاني، فأشارت إلى أن المهمة تتقاسمها مع زوجها  الذي يهتم ببعض المواد الدراسية، وهي تهتم بالبعض الآخر، لاسيما أنها عاملة وليس لها وقت التفرغ لتلك المهام، حيث قالت "إن الزوج هو الذي اقترح فكرة مشاركتها في مهام المراجعة، لضمان نجاح الطفل، فحرصهم الشديد على ذلك، دفع إلى أخذ قرار الاهتمام جديا بتلك المسألة، وليس رمي كل المسؤولية على عاتق شخص واحد، فتصعب بذلك عليه".

على صعيد آخر، قال بوعلام، أب لخمسة أطفال، ثلاثة منهم في الابتدائي وآخران في المتوسط، أن هناك الكثير من الدروس التي لابد من مراجعتها للأطفال، وبسبب ذلك، من الضروري مساعدة الأم في المهمة، فتخلي طرف واحد عن دوره سوف يؤدي إلى فشل أحد الأطفال، كما أشار إلى أنه في حال ما إذا استعصت المهمة بالنسبة لطفل في مرحلة معينة، يلجأ الأبوان إلى الاستعانة بدروس الدعم من أجل ذلك.

أما محمد، فأشار إلى أن المهمة تتكفّل بها الزوجة لوحدها، فهو يدفع لها أجرا مقابل تعبها من أجل التفرغ كليا للأمر، حيث تقوم بأشغال البيت من جهة، وتهتم بكل تفاصيل دراسة الأطفال من جهة أخرى، بالمراجعة للأبناء واصطحابهم صباحا ومساء من وإلى المدرسة، وهذا كله يتطلب وقتا وجهدا فكريا وعضليا كبيرا، لذا من الضروري تقدير ذلك الجهد بأساليب تساعد الأم على الصمود، يقول محدثنا.

في الأخير، قالت باية، إن التربية لا تعني فقط الولادة وتسجيل دراسي وإطعام وضمان سقف يعيش تحته الطفل، إنما هو مجمل الأساليب التي لابد أن يتم التركيز عليها في السنوات الأولى من العمر، فهي أكثر المراحل حساسية، لذا يعد الاعتناء بكل التفاصيل مهما، فمرافقة الوالدين لأطفالهم خلال المراجعة تساعدهم على حب الدراسة، وفهم أهميتها في حياتهم المستقبلية، لأن الطفل إذا تم التخلي عنه في هذه المرحلة تسرقه الشارع من حضن الوالدين، ومن البيئة السليمة التي يعيش فيها، لأنّه يجهل مصلحته ولا يدرك المفيد من المضر له، فإذا ترك الطفل على سجيته دون حثه على المراجعة يوميا وتحبيب الدراسة له بأساليب بسيطة، سيتخلى عنها ويكره الدراسة، بالتالي يرسب في اختباراته.