في معرضها السنوي للطبخ التقليدي والإبداعات الحرفية

"الأم الناجحة".. استعراض لخطوات الحفاظ على الموروث الوطني

"الأم الناجحة".. استعراض لخطوات الحفاظ على الموروث الوطني
  • 152
نور الهدى بوطيبة نور الهدى بوطيبة

في أجواء مليئة بالحيوية والإبداع، نظمت جمعية “الأم الناجحة” معرضها السنوي الذي امتد لسبعة أيام بمقرها بالعاصمة. حيث أشرف القائمون على الجمعية والمدربات وأساتذة الحرف، على عرض إبداعات النسوة المتربصات هناك، واللواتي تفنن في الحِرف من مختلف التخصصات.

وقد تميز المعرض بالتركيز على عرض الطبخ التقليدي، ومختلف الحرف التقليدية الجزائرية؛ من خياطة، وطرز، ورسم، وحلي وغيرها، ليعكس غنى التراث الوطني، ويتيح للزائرات فرصة التعرف على أصالة الموروث الثقافي، ومختلف التخصصات التي تتوفر فيها دورات تكوينية لفائدة النسوة الراغبات في تعلم حرف يدوية جديدة؛ حيث كانت كل زاوية من المعرض مليئة بالألوان، والروائح المميزة للأطباق التقليدية، ومختلف الحرف اليدوية التي تنبض بالحياة، لتشكل تجربة فريدة للجمهور والمتربصات المشاركات على حد سواء. جمعية "الأم الناجحة" التي تُعد فرع جمعية خيرية، لها أكثر من 30 سنة من النشاط في المجال، حسب نادية حلاز، المراقبة العامة للجمعية، والمشرفة على المعرض. منصةٌ فريدة تجمع بين الدعم الاجتماعي وتمكين المرأة.

وأكدت حلاز في حديثها مع "المساء"على هامش المعرض، أن الجمعية منذ نشأتها تستقطب فتيات ونساء من مختلف الأعمار والخلفيات الاجتماعية، بعضهن طالبات جامعيات، وبعضهن ماكثات في البيت، وأخريات عاملات، فلا شرط للانتساب عدا الرغبة في صقل إمكانات نسوية أو لغايات أخرى؛ حيث تأتي كل واحدة منهن، تضيف المشرفة العامة، وفق قدراتها واهتماماتها؛ لتطوير مهاراتها، سواء في الطبخ، أو الحرف اليدوية، أو بهدف إنشاء المشاريع الصغيرة، ما يتيح لكل امرأة فرصة بناء مشروعها الخاص، وتعزيز استقلاليتها المادية والاجتماعية، لتكون الغاية الأساسية للجمعية، حسب محدثتنا، بناء امرأة ناجحة، ومثالية.

وتعمل الجمعية، حسب حلاز، على توفير بيئة شاملة، تساعد المرأة على التعلم، والتجربة، وتشجعها على الإبداع في مجال تختاره بنفسها، حسب التخصصات التي توفرها الجمعية تحت أيدي خبيرات ومتخصصات في مجالات مختلفة، مع تقديم الدعم اللازم لتطوير مهاراتها، وتحويلها إلى مشاريع قابلة للاستمرار. كما أكدت حلاز في حديثها أن الهدف الرئيسي للجمعية هو تمكين المرأة من خلال الأنشطة التعليمية والثقافية والتراثية، وتوفير بيئة تساعدها على تطوير مهاراتها والاعتماد على نفسها، بتكاليف في متناول كل واحدة، مضيفة أن المعرض يشكل مناسبة سنوية لتقديم مختلف أنشطة الجمعية، وإظهار النتائج الملموسة لجهود المشاركات، حيث يمكن الزائرات الاطلاع على منتجاتهن ومشاريعهن الصغيرة التي تعكس مستوى الإبداع، والعمل الجاد.

وأشارت حلاز إلى أن المعرض ليس مجرد عرض للمنتجات التقليدية، بل هو منصة لتبادل الخبرات، وبناء علاقات اجتماعية وثقافية، بين المشاركات والزائرات، وتشجيع النساء على التعاون فيما بينهن لتحقيق أهداف مشتركة. وللإشارة، شهد المعرض تفاعلا كبيرا من الجمهور منذ بداية العرض؛ حيث تم عرض وصفات تقليدية أصيلة، وحرف متنوعة مثل التطريز، وصناعة الحلي، والرسم على الخشب أو على الزجاج، والخياطة بمختلف تفاصيلها، والأعمال اليدوية المتنوعة التي تمثل تراث كل منطقة جزائرية. كما أتاح المعرض فرصة للتبادل الثقافي بين النساء، وتعلُّم مهارات جديدة، ما عزز الروابط بين المشاركات، وساهم في خلق بيئة داعمة للإبداع النسوي.وتشدد محدثتنا في ختام حديثها أن جمعية “الأم الناجحة” تواصل لعب دور مهم في المجتمع، ليس فقط كمنصة لتعلم الحرف والطبخ، بل كمساحة لتشجيع المرأة على الانطلاق في مشاريعها الخاصة، وإظهار قدراتها، والمساهمة في تنمية المجتمع من خلال تمكين النساء بشكل فعال، ومستدام.