التفاعل الاجتماعي بعيدا عن التجمعات

الألعاب عبر الأنترنت بديل للسهرات خلال الحجر

الألعاب عبر الأنترنت بديل للسهرات خلال الحجر
  • القراءات: 1032
❊ نور الهدى بوطيبة ❊ نور الهدى بوطيبة

يحاول العديد من الناس الحفاظ على التفاعلات الاجتماعية أثناء إقامتهم في المنزل منذ بدء الحجر الصحي في شهر مارس الفارط، فرغم عدم إمكانية الاحتكاك بالمجتمع في أماكن عمومية بسبب منع التجمع فيها كإجراء وقائي، تبقى مكالمات الفيديو والمقابلات عبر سكايب وغيره من الوسائل الحديثة، تضمن ذلك الاتصال الاجتماعي، فالمتاحات لا حصر لها، على غرار ألعاب الطاولة أو ما يُعرف بالألعاب الاجتماعية على الأنترنت شائعة أيضا مع العائلة أو الأصدقاء، مما يسمح للفرد بكسر الروتين مع الحفاظ على الاتصال بالأحبة.

بالإضافة إلى ألعاب الفيديو التقليدية عبر الأنترنت التي تجمع ملايين اللاعبين كل يوم حتى قبل تفشي فيروس كورونا المستجد، فإن ألعاب اللوح عبر الأنترنت أو الألعاب الاجتماعية تزيد اليوم أيضا، أضيفت إلى عادات المتصلين عبر مواقع التواصل الاجتماعي، خصوصا الشباب منهم، خلال هذه الفترة من الحجر الصحي والمكوث في البيت لساعات طويلة؛ تخوفا من تفشي الفيروس في حال الخروج من البيت خاصة مع العائلة أو الأصدقاء، فرغم المسافة بين الأصدقاء أو باقي أفراد العائلة يبقى الشرط الوحيد للمشاركة في الألعاب مواظبة ممارستها على طاولة واحدة يلتف حولها عدد من الأفراد، اليوم بات غير ضروري التواجد في نفس الغرفة، فجهاز كمبيوتر أو هاتف ذكي واتصال بالأنترنت، كاف للقيام بذلك.

وتشهد هذه المرحلة الاستثنائية إقبالا واسعا على الألعاب الاجتماعية عبر الأنترنت، حسبما صرح بذلك أصحاب قاعدة بيانات تلك الألعاب، التي تشهد ولوج العديد من اللاعبين يوميا؛ لكسر الروتين وملل الحجر الصحي، والبقاء على تواصل اجتماعي بطريقة أو بأخرى.

وبالرغم من مساعدة الكثيرين في التفاعل مع الغير قال العديد من الشباب الذين شملهم استطلاع "المساء"، "إن الفضائل هي نفسها كما لو كنت ألعب في الحياة الواقعية، لكن التفاعلات الاجتماعية لاتزال أقل قوة مما كانت عليه خلال لعبة الطاولة، التي يلتقي حولها أفراد العائلة أو الأصدقاء، تكون مرفقة بالعصائر أو المكسرات أو الشاي، مما يزيد من لذة القعدة والسهرات الممتعة".

وحتى لو كان بالنسبة للعديد من الأشخاص اللعب والتواصل عن بعد ممتعا، فإن هذه البدائل عبر الأنترنت لا يمكن مقارنتها بنكهة أمسية الاجتماع على طاولة واحدة مع الأصدقاء، فهي لاتزال تسمح بالحفاظ على اتصالات الأحباء، وقضاء الوقت خلال هذه الفترة، خصوصا إذا كان الأمر يتعلق بمدمني ألعاب الورق مع الأصدقاء، على غرار ما صرح به الشاب عادل.

ومن جهته قال عمر: "نحتاج جميعا إلى البقاء على اتصال، لكنني أعتقد أن بعض الأشخاص يحتاجون إلى تفاعل اجتماعي أكثر من غيرهم، لذلك يمكن أن تكون ألعاب الطاولة عبر الأنترنت حلا حتى إذا كنت لا أعتقد أنه يمكن أن يكون أكثر من ذلك، ليكون ـ مثلا ـ بديلا دائما؛ إذ سيتعب الناس بسرعة من العلاقات عبر الأنترنت. وتعلّمنا فترة الحجر الصحي هذه، مدى أهمية التفاعلات الاجتماعية والحقيقية".