دراسة حديثة عن إدمان الأطفال

الألعاب الإلكترونية سبب تأخر نمو المهارات اللغوية

الألعاب الإلكترونية سبب  تأخر نمو المهارات اللغوية
  • القراءات: 878
❊  نور الهدى بوطيبة ❊ نور الهدى بوطيبة

شددت فتحية محمودية، أخصائية نفسانية، على ضرورة الاهتمام بطريقة جدية بمشكل إدمان الأطفال على الألعاب الإلكترونية، مشيرة إلى أن دراسة حديثة أثبتت أن تلك الألعاب تتسبب في مشاكل لا يمكن الاستخفاف بها، لاسيما الاضطرابات اللغوية، وتجعل الكثير منهم يمتنعون عن الكلام في السن المحدد، بسبب عزلتهم مع تلك الألعاب، وعدم ممارستهم للحياة الطبيعية التي لابد أن يحظون بها.

أوضحت الأخصائية أن الفطرة الإنسانية تجعل أحاسيسنا تنمو بطريقة طبيعية وتتطور منذ الصغر، لكن قد تطرأ على تلك الطبيعة بعض التغيرات السلبية، في حالة ما إذا وضع الفرد في محيط لا يناسب طبيعته.

تقول الأخصائية النفسانية، إن النمو الحركي، ثم اللغوي، هو ما قد يطوره الطفل في مراحل حياته الأولى، مشيرة إلى أنه في الأشهر الأولى، يبدأ الطفل بالتعبير عن طريق استعمال مختلف السبل، تكون بداية بالبكاء، ثم يلجأ بعدها إلى وسائل أخرى، مثل الإشارة، بعدها يتعلم الكلام بشكل غير سليم، لكن عادة ما تفهمه أمه، أي الإنسان الأقرب إليه، بعدها ينمو رصيده ليدرك كل ما يقوله.

أضافت المتحدثة أن النمو الفيزيولوجي للفرد لا يتم بنفس الوتيرة من شخص لآخر، إنما قد تتدخل عدة عوامل في الأمر، منها المحيط الذي يعيش فيه الطفل، وتربيته وتنشئته في بيئة اجتماعية ثقافية سليمة.

تقول محمودية، إن بعض المحفزات تساعد على تطوير تلك الإمكانات، على غرار النمو اللغوي للطفل، كما توجد أسباب تؤخر الأمر، على غرار الألعاب الإلكترونية، وتوضح "لقد أثبتت دراسة حديثة، أن إدمان الألعاب الإلكترونية منذ سن متقدمة، تسبب للطفل تأخرا في "النطق"، وتبطئ لديه النمو اللغوي السليم".

تضيف المتحدثة، أن اللعب واحد من الوسائل التي تنمي مهارات الطفل وتعزز جوانب نموه الطبيعي، شرط أن تتوافق مع سنه وعقله الصغير، وتجعله يحتك مع ذويه دون أن ينعزل عن العالم الخارجي، وهو ما دفع خبراء سلوكيات الطفل إلى التحذير والتحفظ التربوي حول انتشار الألعاب الإلكترونية الذكية بين أيادي الصغار.

قالت الأخصائية، إن الألعاب الإلكترونية تخلق جسرا خياليا للطفل بين عالم افتراضي، يجعله يدمن تلك الألعاب ويجده وسيلة مثيرة للاهتمام، لاسيما أن للعديد من تلك الألعاب اليوم، عناصر تشويق تنجح في إثارة الصغير والكبير على السواء، فضلا عن اعتماد مبرمجيها موسيقى وأضواء تجذب كامل اهتماماته، وتجعله يمضي ساعات أمامها دون ملل أو كلل، لاسيما إذا تركه الأولياء مع تلك الألعاب، سواء على لوحات ذكية أو هواتف نقالة أو غيرها، حتى أنه اليوم، تم ابتكار ألعاب خاصة بفئة عمرية صغيرة، لكنها تبقى بنفس المفعول على أطفالنا.

في الأخير، شددت محمودية على ضرورة مراقبة الطفل، وتوجيهه نحو الألعاب الجماعية التي تحفز لديه نمو المهارات، واحتكاكه مع أطفال في سنه، تجعله يشعر بالانتماء ويدرك مفاهيم الحياة الحقيقية، وليس الخيالية والألعاب الإلكترونية المشبعة بالعنف والتدمير، التي تدفعه إلى الاستمتاع وتدمر له شخصيته السليمة.