المختصة في التغذية لمياء والي تحذر:

الأكل العشوائي صبيحة العيد يفسد الغاية من الصيام

الأكل العشوائي صبيحة العيد يفسد الغاية من الصيام
لمختصة في التغذية، لمياء والي
  • 843
رشيدة بلال رشيدة بلال

دعت المختصة في التغذية، لمياء والي، إلى التحلي بالوعي يوم عيد الفطر المبارك، وعدم الانسياق وراء الأكل العشوائي، لتحقيق الغاية الصحية من الصيام، وهي تنظيف الجسم من السموم، من خلال الابتعاد عن بعض المظاهر السلبية التي تعود عليها المجتمع صبيحة العيد، مثل التوجه نحو استهلاك اللحم المشوي والمشروبات الغازية، والإكثار من تناول الحلويات عند التزاور.

 

أكدت المختصة في التغذية والمهندسة في البيولوجيا، الأستاذة لمياء والي، في تصريح لـ«المساء"، بأن الحكمة الربانية من الصيام، بعيدا عن العبادة والروحانيات، هي الوصول إلى تنظيف الجسم من السموم، خاصة بالنسبة للأعضاء التي لها علاقة مباشرة بالأكل، مثل الجهاز الهضمي والبنكرياس والكبد، والذي يصل إلى أعلى درجاته، خاصة بالنسبة لمن  تقيدوا بالأكل الصحي وعدم المبالغة في الدهون والسكريات، مشيرة في السياق، إلى أن "فهم الغاية من الصيام، بعيدا على الروحانيات والطاعات، والمتمثلة في آلية التجديد والتنظيف، نصل إلى نوع من الوعي الاستهلاكي، الذي يحثنا على التمسك بهذا النمط الغذائي بعد رمضان، لعدم إفساد ما تم تحقيقه من نتائج".

من بين المظاهر السلبية التي دعت المختصة في التغذية، صبيحة العيد، إلى وجوب الحذر منها؛ التوجه نحو الأكل بصورة عشوائية في كل وقت، خاصة أن الجسم كان قد تعود طيلة ثلاثين يوما على عدم الأكل لأكثر من 14 ساعة، بالتالي فإن المطلوب هو التمهل والتدرج في الأكل، من خلال تناول أغذية بكميات قليلة وذات جودة، بعيدا عن الدهون والسكريات، مشيرة إلى أن أهم ما ينبغي الحذر منه، هو حلويات العيد التي ينبغي الاعتدال في أكلها، خاصة أنها أهم ما يميز المائدة صبيحة العيد، وعليه لا ينبغي المبالغة في تناول كل ما يعرض عليهم أثناء التزاور، والاكتفاء بالتذوق أو الاعتذار عن الأكل، لأن فتح المجال للعشوائية في الأكل يقضي على المكسب الذي تحقق خلال رمضان، وهو التحكم في شهيته بالصيام طيلة شهر رمضان، هذا بالنسبة لعامة الناس، أما بالنسبة للمرضى الذين تمكنوا من الصيام، تقول المختصة: "إن الصيام يساعدهم على تحقيق نوع من المعادلة الصحية، بالحفاظ على هذه الآلية في الأكل، من خلال الاعتماد على نظام الصيام المتقطع، لاسيما بالنسبة للمصابين ببعض الأمراض منها: القولون العصبي، الغدة الدرقية والسكري من نوع الثاني، وغيرها من الأمراض الهضمية".

ما يجب التأكيد عليه، تقول المختصة في التغذية: "الصائم خلال شهر رمضان لم يكن مكبوتا أو محروما من الأكل، حتى ينساق في تناول كل ما يقع عليه بصره، أو يشتهيه خلال العيد، خاصة اللحوم التي يتم طهيها على الجمر صبيحة العيد، بل على العكس، فإن الغاية من الصيام هي تدريب الجسم على التحكم في شهواته وإعطاء الجسم فرصة تنظيف أعضائه، خاصة تلك المرتبطة ارتباطا مباشرا بالأكل، كالمعدة"، وعليه تردف "فإن أهم ما نوصي به، التقليل في حجم الكميات التي يتم تناولها، لتنبيه الجسم إلى العودة التدريجية لنمط الحياة العادية، التي يستقبل فيها الأكل طيلة فترة النهار، وعلى مراحل".

على صعيد آخر، أشارت المختصة، إلى أن الحكمة الإلهية أيضا لم تنحصر في صيام شهر رمضان فقط، بل امتدت إلى الستة أيام المعروفة "بالصابرين"، التي تعد من الناحية العلمية، فرصة لتنظيف الجهاز العصبي، وهي إشارة لتعويد الجسم على الأكل من خلال الصيام المتقطع لستة أيام، حتى يتمكن الجسم من العودة التدريجية للحياة العادية، وتختم المختصة بالقول: "أتمنى أن يصل المواطن إلى الاقتناع بأن الغاية من الصيام، هي الوصول إلى التحكم في الشهوات، وفهم أهمية الحفاظ على أعضائنا صحية، بالتركيز في غذائنا على نوعية ما يتم أكله، لأن مقدار الأكل ونوعيته يلعب دورا كبيرا في الحفاظ على صحة الجسم"