مختصون في التغذية يؤكدون:

الأكل السريع وغياب الرياضة وراء بدانة المتمدرسين

الأكل السريع وغياب الرياضة وراء بدانة المتمدرسين
  • القراءات: 1068
 رشيدة بلال رشيدة بلال

شكل موضوع الوقاية ومكافحة البدانة في الوسط الجامعي، محور يوم تحسيسي لفائدة الطلبة في إطار الاحتفال بالأسبوع المغاربي للصحة المدرسية والجامعية، حيث شدد المختصون في التغذية على أهمية أن ينتبه الطلبة لما يأكلونه في محلات الأكل السريع من وجبات، وإلى ضرورة الاعتماد على الحركة لحرق الدهون وتفادي الإصابة المبكرة بجملة من الأمراض الخطيرة، كالبدانة التي مست نسبة كبيرة من المتمدرسين.

الحديث عن التغذية الصحية والمتوازنة يقودنا، تقول الدكتورة ليلى حمودي، مختصة في الطب الرياضي، إلى الحديث عن أهمية ممارسة الرياضة في تقويم الجسد ومكافحة مختلف الأمراض المزمنة، كارتفاع الضغط الدموي والسكري وأمراض القلب والشرايين، من أجل هذا لابد من تعليم كل أفراد المجتمع على اختلاف شرائحهم العمرية أهمية ممارسة الرياضة وفي سنة مبكرة، مشيرة إلى أن ممارسة الرياضة لا يعني بالضرورة الالتحاق بالقاعات المختصة، لأن المقصود بالرياضة هو القيام بحركات تجعل الجسم يحرق الطاقة. 

من جهة أخرى، أرجعت الدكتورة لدى إشرافها مؤخرا على تنشيط محاضرة بالمدرسة العليا للتغذية، حول أهمية ممارسة الرياضة "ظاهرة البدانة التي مست المتمدرسين في جميع الأطوار التعليمة، وتحديدا في صفوف الأطفال إلى الوسائل التكنولوجية الحديثة، فالارتباط الدائم بالهاتف الذكي أو الألواح الرقمية للعب أو لتصفح مختلف المواقع وحتى للدردشة، جعلهم لا يتحركون، وأكثر من هذا يختارون مكانا في المنزل يقبعون فيه مطولا ولا يتوقفون عن تناول الأغذية الغنية بالأملاح، مثل أكياس "الشيبس" والسكريات.

من جهة أخرى، حملت الدكتورة مسؤولية غياب الثقافة الغذائية الصحية لدى الأطفال، الأولياء بالدرجة الأولى، ودعتهم إلى ضرورة مراقبة ما يأكل أبناؤهم لأن البدانة تحولت إلى هاجس يهدد الأطفال صحيا.

السمنة مؤشر لأمراض خفية 

من جهته، أرجع أرزقي بيطام، مختص في التغذية الإنسانية، انتشار البدانة في الوسط المدرسي على اختلاف مستوياته التعليمة، إلى  الاعتماد بشكل كبير على الأغذية الغنية بالدهون والسكريات التي تؤدي إلى اكتساب الوزن الذي يعتقد البعض في ثقافتهم، أنه مؤشر على الصحة الجديدة، يؤكد: "هذا المفهوم الخاطئ كان وراء اكتشاف البعض عن إصابتهم بالعديد من الأمراض المزمنة وفي سن مبكرة"، مشيرا إلى أن ما يجري تناوله اليوم من محلات الأكل السريع عبارة عن  أحماض ذهنية مشبعة، هذه الأخيرة تؤدي إلى الإصابة بمرض "اتيغوس كليغوس"، وهو عبارة عن شحم يعيق السير العادي للدم في  الشرايين، الأمر الذي يؤدي إلى حدوث السكتة القلبية.

من جملة الأمراض التي تتسبب فيها البدانة؛ فقر الدم الذي يصيب الطالبات تحديدا، يؤكد المختص في التغذية، لذا يقول "هن مدعوات إلى الابتعاد كليا عن الوجبات المحضرة في الشارع والاعتماد على  الوجبات المنزلية". مضيفا أن البدانة بالوسط الجامعي تحولت إلى ظاهرة شائعة، غير أنها لا تبشر بالخير لأنها تنذر باكتشاف أمراض كثيرة مزمنة تدفعنا إلى القول بأن أغذية "الفاست فود" خطيرة على الصحة.

الجزائر الأولى مغاربيا  من حيث البدانة

من جهتها، ترى دليلة واعلي، طبيبة عامة في التغذية، أن السبب وراء الإصابة بالبدانة في الوسط الجامعي راجع إلى غياب التوازن بين ما يتم تناوله من وجبات خفيفة والحركة، مشيرة إلى أن هناك من يأكل بدافع الجوع وآخر بدافع القلق، ولعل هذا ما جعل الطلبة يصابون بالبدانة، لهذا يجري توجيه هؤلاء إلى مختصين نفسانيين وأطباء في الغدد لتشخيص الأسباب الحقيقة وراء البدانة وتفادي الإصابة  بالتعقيدات الصحية.

وفي السياق، أكدت الطبيبة أن الجزائر مقارنة بكل من تونس والمغرب،  تحتل المرتبة الأولى من حيث عدد المصابين بالبدانة، بسبب عدم ممارسة الرياضة.