تُعد بديلا طبيعيا لتطبيب بعض المشاكل الصحية
الأعشاب الطبيعية وخلطات الجدات لعلاج الأمراض الموسمية

- 550

تعرض العديد من المحلات الكبرى لبيع الأعشاب، خلطات طبيعية لعدد من الأعشاب والمكونات الطبيعية لعلاج بعض المشاكل الصحية المختلفة بين البسيطة والمعقدة من أمراض مختلفة. ولكل محل أسراره التي يبدو أنها موروثة ومتناقَلة عبر الأجيال من عند الجدات، في وصفات يقال إنها سحرية، وحل طبيعي لبعض الأمراض؛ سواء كانت سطحية كبعض مشاكل البشرة، أو حتى لعلاج أمراض مزمنة، وتخفيف حدتها كالسكري، وضغط الدم، وغيرهما.
وللتحقق من مدى ثقة المواطن في تلك الخلطات ومدى رضاه عن بديل الأعشاب لعلاج المشاكل الصحية على طريقة الجدات، كان لـ"المساء" جولة استطلاعية بين عدد من محلات بيع الأعشاب والتوابل بالعاصمة.
محطتنا الأولى كانت بمحل "لالة مغنية" بشارع حسيبة بن بوعلي، الذي وجدناه محلا كبيرا وليس دكانا صغيرا، مثل ما تعودنا عليه من خلال محلات بسيطة لبيع الأعشاب، فمحل "لالة مغنية" زُين بديكوره الحديث، وطريقة حفظه تلك المنتجات المرتبة في رفوف عالية، يخيَّل لك أنها مدخل صيدلية طبية.
وعرض صاحب المحل علينا عددا من الأعشاب الطبيعية التي يكثر عليها الطلب خلال هذا الموسم؛ أي موسم انتشار الفيروسات بسبب تقلبات الجو، مشيرا إلى أن المواطن اليوم بات على وعي أكبر بفوائد تلك الخلطات، وأصبح يَعدّها بديلا فعالا وأكثر أمانا لعلاج بعض المشاكل الصحية. وأوضح أن تلك المنتجات الطبيعية يعتمد عليها كثير من المخابر، وبشكل أساسي لتركيبة أدويتها القوية. ولا تضيف عليها إلا بعض المفعلات والمثبتات التي تقوي مفعولها، وهذا ما يدل على مدى أهمية الاعتماد على تلك المكونات لعلاج بعض المشاكل الصحية، خصوصا البسيطة، بدون اللجوء إلى تعقيد الأمر باستهلاك مواد كيماوية، قد يكون لها أعراض جانبية.
ومن جهته، حدثنا السيد عمر بمحل ثان ليس ببعيد، بشارع فيكتور هيجو بالعاصمة، قائلا: "إن سوق الأعشاب تنتعش من جديد؛ بفضل ما يروّج له كثير من النساء خاصة، عبر مواقع الأنترنت. وارتفاع الوعي بمدى فعالية الأعشاب الطبيعية، زاد من الإقبال على هذه المنتجات". وقال إن أكثر المنتجات أو الأعشاب مبيعا خلال هذا الموسم، تلك التي تساعد في علاج نزلات البرد، والتي تقوي المناعة، فضلا عن علاجات تساقط الشعر، خاصة أنه موسم يشهد زيادة حالات تساقط الشعر الموسمي.
وأضاف المتحدث أن الشيح والزعتر والفليو والنعناع المجفف والرند والكاليتوس، من أكثر الأعشاب طلبا، وأنها كلاسيكيات لا تستغني عنها، أبدا، البيوت الجزائرية؛ لما لها من منافع كبيرة وجيدة في علاج الرشح، يستعملها الفرد كمغليات أو حمّامات بخار، أو لتطهير البيت من الفيروسات، موضحا أن بعض المؤسسات المصغرة تعتمد، اليوم، كمشاريع صغيرة، إنتاج بعض الخلطات الطبيعية التي تبقي وصفاتها سحرية، لكنها ليست معقدة لهذه الدرجة، على شكل مغليات تحمل كمية مدروسة من بعض الأعشاب التي ترتفع فعاليتها إذا ما مُزجت ببعضها، موضحا أن تلك المنتجات لها زبائن معيّنون؛ فهم من الأشخاص الذين كانت لديهم تجارب سابقة بالعشبة، أو تم نصحهم بها من طرف قريب لهم.
طلب متزايد على الأعشاب منذ أزمة كورونا
على صعيد ثان، أبدى السيد مصطفى، بشارع ديدوش مراد، صاحب محل لبيع الأعشاب الطبيعية، دهشته لمدى ارتفاع الإقبال على المنتجات الطبيعية التي كان تراجع اقتناؤها بشكل ملحوظ قبل سنوات من أزمة كورونا، مشيرا إلى أن ثقة كبيرة تعود لتلك المنتجات، بفضل المطالعة، وتصفح الأنترنت لمعرفة فوائد بعض المنتجات الطبيعية. وقال المتحدث إن أكثر المقبلين على هذه الأعشاب اليوم، هم الشباب، والنساء اللواتي يبحثن عن علاج لمشاكل صحية وأخرى جمالية بأبسط المكونات في ظل الارتفاع الجنوني للمنتجات الصيدلانية وشبه الصيدلانية؛ إذ يبحثن، اليوم، عن المنتج الأصلي المكون لتلك المواد الباهظة؛ لجعله بديلا بسيطا وفعالا في حل مشاكلهن.
منتجات التجميل والعناية بالشعر تأخذ حصة الأسد
أوضح المتحدث أن أكثر ما تقبل عليه الشابات، منتجات العناية بالشعر، والأخرى للبشرة؛ كحجر النيلة الزرقاء لتبييض البشرة وإزالة تصبغات البشرة الناتجة عن الشمس، أو تابل الكركم، وإكليل الجبل، والسدرة، والقرنفل لعلاج تساقط الشعر، والثوم الذكر، وهو أيضا من أقوى المكونات المفيدة في تساقط الشعر، على حد تعبيره.
وأضاف أن بعض الفتيات اليوم من خريجات الجامعات، خاصة المتفوقات في تخصص الكيمياء، يدركن فعالية تلك المنتجات، ويعملن في ابتكار وصفات جيدة لعلاج بعض المشاكل الجمالية؛ على غرار تلك المكونة من النيلة الزرقاء، التي هي علاج سحري لتبيض البشرة؛ حيث يُمزج بمرطبات وكذا فيتامين سي، وغيرهما من المواد لفعالية أكبر في إزالة بقع البشرة، وتوحيد لونها.
وفي الأخير قال الحاج علي من ذات المحل، إن تلك الوصفات الطبيعية تبقى مثالية لعلاج المشاكل السطحية، لكن لا يجب أبدا أن تكون بديلا عن دواء وصفه طبيب لعلاج حالات مستعصية، موضحا أن اعتماد الفرد على هذه المنتجات بدون استشارة أو مرافقة طبية لعلاج مرض خطير، أمر لا يُنصح به أبدا، بل لا بد أن تكون فقط لعلاجات سطحية؛ كمشاكل جمالية، أو أمراض موسمية؛ كالرشح، أو التعب، أو قلة النوم، أو فقدان الشهية أو غيرها، لكن يجب دائما استشارة طبيب مختص للبحث عن مصدر المشكل لعلاجه جيدا، وليس فقط تخفيف أعراضه الظاهرة بدون علاجه.