بن أشنهو يحذر الباحثين عن التنحيف

الأعشاب الطبية تحوي مواد مضرة بالصحة

الأعشاب الطبية تحوي مواد مضرة بالصحة
  • القراءات: 1027
❊ رشيدة بلال ❊ رشيدة بلال

يلجأ بعض المواطنين، خاصة النساء، لاقتناء مشروبات التنحيف من منقوعات ومراهم وأقراص تستعمل بطريقة عشوائية، لخسارة أكبر قدر من الوزن في أقصر وقت، غير أن ما لا تعرفه أغلبية الباحثين عن الرشاقة، أن مثل هذه المواد التنحيفية لها مخاطر صحية لاحتوائها على مواد كيماوية، يغفل عنها من لا زالوا يؤمنون بالقاعدة المشهورة المحضر من الأعشاب إذا لم ينفع لا يضر.

تخصصت في السنوات الأخيرة، إلى جانب الصيدليات، محلات تبيع مواد في شكل تيزانات ومكملات غذائية معدة من مواد طبيعية، موجهة في الأساس لتخفيض الوزن أو التخلص من السموم أو الدهون، وحسب استطلاع للرأي، فإن أغلب الباحثين عن هذه المواد التنحيفية، من النساء، غير أن المبدأ في الاقتناء هو البحث عن المنتج الذي يقدم نتائج سريعة، بغض النظر عن نوعية المكونات أو الجهة المنتجة، ومن هنا تظهر الخطورة حسب فتحي بن أشنهو، طبيب مختص في الصحة العمومية، الذي قال في حديث لـ المساء، أن أغلب الباحثين عن التنحيف اليوم يرتكبون خطأ فادحا بالسعي دون تفكير إلى شرب مواد تساعدهم على خسارة الوزن، ضاربين عرض الحائط بعض الحقائق العلمية بسبب الجهل، يضيف لعل أولى ما يجب لفت الانتباه إليه، أن المواد الطبيعية مثل التيزانات التي تباع على أساس أنها مفيدة، وتعطي نتائج إيجابية تحوي الأخرى على مواد كيماوية، ما إن تدخل إلى جسم الإنسان تؤثر فيه يعلق، وبالمناسبة آن الأوان لتغيير بعض المعتقدات البالية التي مفادها أن ما هو مصنوع من الأعشاب إذا لم ينفع فلن يضر.

من جهة أخرى، أشار محدثنا إلى أن مواد التنحيف التي تباع مثل التيزانات، لديها تأثير كبير على الكبد والكلى، وكلما كانت مركزة، شكّلت خطرا على الصحة، يشرح لأنها تحرق خلايا الكبد والكلى بحكم أنها تمر عبر الدم، وهو ما يغفل عنه عدد كبير من المواطنين، وتحديدا النسوة، بالنظر إلى هوسهن بالرشاقة، مشيرا إلى أن من بين الأخطاء الشائعة أيضا فيما يتعلق باستهلاك مثل هذه المواد العشبية، عدم المعرفة أيضا بمدة وطريقة الاستهلاك الصحية، لأن الراغبين في التخلص من الوزن الزائد يعتمدون على ما يروج له من أخبار في بعض وسائل الإعلام أو على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، وهو ما يعني أن عملية الاختيار منتوج دون آخر يتم بطريقة عشوائية، الأمر الذي يزيد من خطورة الوضع ويهدد الصحة العمومية للمواطنين، ويكشف تدني الثقافة الصحية والجري وراء الأوهام على حساب الصحة، الأمر الذي يجعل الجاهز الهرموني الذي لا يتحمل أي اضطراب، معرضا لشتى أنواع المخاطر، حسبما أكده الدكتور.

عن المسؤول عن تفشي الاقتناء العشوائي لمواد التنحيف التي يكثر عليها الطلب، تحديدا في موسم الصيف، بحثا عن القوام الجميل، أفاد محدثنا أن المستهلك يظل ضحية، إن صح التعبير، ومن هنا تظهر حسب المختص،  أهمية التربية الصحية في الصحة العمومية التي تعتبر مسؤولية وزارة الصحة، ممثلة في المعهد الوطني للصحة العمومية التي يقع على عاتقها محاربة مثل هذه الممارسات غير الصحية وتوعية المواطنين، يقول خاصة أن البعض من مروجي مثل هذه المواد التنحيفية أو المكملات الغذائية ذهبوا إلى أبعد من هذا، من خلال تغليط المستهلكين بالتأكيد على إمكانية بعض المواد المصنوعة من الأعشاب لعلاج بعض الأمراض المزمنة، كالسكري، أو تقوية القدرة الإنجابية أو اكتساب أو إنقاص الوزن في زمن قياسي. يعتقد المختص في الصحة العمومية الطبيب بن أشنهو، أن الفوضى الحاصلة في مجال سوق الأعشاب الطبية العلاجية أو الموجهة للجانب الجمالي، مرجعها غياب التكوين الطبي المتخصص، بما في ذلك ضعف تكوين الصيادلة، يقول بالمناسبة نوجه دعوة إلى الأطباء للاهتمام أكثر بعالم الأعشاب الطبية، بالنظر إلى الطلب الكبير عليها هروبا من الأدوية الكيماوية،  فضلا عن ضرورة التنبيه إلى أهمية اكتساب المواطنين لثقافة صحية تمكنهم على الأقل، من استشارة الأطباء حول بعض المواد العشبية قبل تناولها.    

 

رشيدة بلال