تُستعمل في التداوي من الأمراض الشائعة
الأعشاب التقليدية.. صيدلية مفتوحة

- 75

عرف المجتمع التندوفي منذ القدم، استعمال الأعشاب التقليدية كدواء للعديد من الأمراض التي شفي أصحابها بمجرد استعمال بعضها، والتي تُجلب من عند بائع الأعشاب، الذي يُعرف لدى الكثيرين، بطبيب العامة بطرق تقليدية بحتة.
ينتشر بالمنطقة شيوخ لهم خبرة طويلة في مجال التداوي بالأعشاب التقليدية داخل دكاكين ضيّقة متفرّقة بأحياء مدينة تندوف. ومن أبرز هؤلاء عمي داود رحمه الله، الذي سخّر حياته كلّها من أجل تطبيب الناس، وكان محلّه مكتظا بالناس القادمين من شتى مناكب المدينة. وكان يستعمل الكي كدواء للعديد من الأمراض، منها "بوصفير"، و "الخلعة" ، و«بومزوي" (القولون العصبي). وكان الشيخ مختصا في الأدوية التقليدية الشعبية، وفي الكي؛ حيث تعافى على يده الكثيرون. وكان الحاج عمي داوود، رحمه الله، في دكانه الصغير المملوء بالأكياس، يعالج داء الطفيليات المعوية والأمراض التنفسية بعشبة تسمى "أم الناس" . وحسب مستعمليها من سكان المنطقة، يتمّ حرقها في النار؛ لرفع العين، والحسد.
كما يستعمل الإنسان بالمنطقة عدّة أعشاب من الطبيعة في أمراض شائعة؛ منها مرض "أكندي" و«أوراغ" . ويتم استعمال نبتة طبيعية تسمى "العلك" ، يتم استخراجها من شجرة الطلح المعروفة بصحراء تندوف، وهي من الأشجار المعمّرة بحمادة تندوف منذ القدم، وفيها منافع عديدة للناس، كثمارها المعروفة بـ"الخروب" الذي يتم سحقه للتداوي من أمراض المعدة، أو تجتره الماشية كغذاء لها. كما يُستعمل ورق الطلح، وهو عشبة صحراوية كثيرة المنافع في علاج الكثير من الأمراض.
وبالصحراء مترامية الأطراف تنتشر أصناف عديدة من الأعشاب الطبيعية؛ منها "الطازية" ، وهي نبتة تؤكل وتنفع لمعالجة أمراض الصدر والزكام، و«العكاية" التي تستعملها الماشية. وسمي بتندوف واد خاص بها؛ "واد العكاية". وبوادي أم مركبة وواد الماء تنتشر نبتة طبيعية صحراوية تسمى "حدجة لحمار" ، وهي صفراء اللون، وكروية الشكل، وتنتشر أغصانها على مساحة كبيرة بحمادة تندوف. وقال أحد الرعاة بتلك الأماكن لـ«المساء" ، إنّها تعالج أمراض الجهاز التناسلي والتبول عند الأطفال.
ومع حلول فصل الشتاء والبرد يكثر استعمال الأعشاب الطبيعية في تناول الشاي بالحليب المعروف باسم "الكندرة" ، ومنها "الخزامة"، و "زوكني"، و "السنبل" و«كمونة لعشار" . وحسب شيوخ تندوف فإنّ استعمال هذه الأعشاب مجتمعة، ينفع في البرد، والوقاية منه. وتنتشر محلات بيع الأعشاب بشكل كبير بمختلف الأحياء بمدينة تندوف وحتى بلدية أم العسل، التي أصبحت هي الأخرى، تتموّن من هذه الأعشاب؛ لما لها من فوائد علاجية وصحية بديلة.
وتحصي موسوعة النبات وجود أكثر من 20 نباتا شائعا بتندوف، منها الدفلى، والصقلاب درني والاثل، عديم الأوراق، وإكليل الجبل، وحماض الغنم وغيرها. ونظرا لأهمية التداوي بالأعشاب، برزت المحلات التجارية المتخصّصة في مختلف الأدوية العشبية. وامتهن عدّة أطباء أخصائيين هذا المجال؛ لما له من أهمية لصحة الإنسان.