شراء ملابس العيد سلوك استباقي فرضته الظروف

الأطفال يعيشون الفرحة مبكرا

الأطفال يعيشون الفرحة مبكرا
  • القراءات: 988
❊رشيدة بلال ❊رشيدة بلال

تحول الاقتناء المبكر لملابس العيد في السنوات الأخيرة، إلى تقليد دأبت عليه جل الأسر  لعدة أسباب، أهمها الخوف من ارتفاع الأسعار الذي عادة ما يصاحب سوق الملابس في الأيام الأخيرة من الشهر الفضيل، فضلا عن احتمال انقضاء الميزانية، وعدم القدرة على تغطية تكاليف العيد، وغيرها من الأسباب الأخرى المرتبطة بالصيام، كالتعب والإرهاق وضيق الوقت بالنسبة للنساء العاملات، وهروبا من مزاجية الأطفال وعنادهم... "المساء" حاولت في استطلاع للرأي، الوقوف على الأسباب وتحليل هذه الظاهرة الاستباقية اجتماعيا واقتصاديا.

شهدت محلات بيع الألبسة منذ أشهر، إقبالا كبيرا من العائلات بحثا عن ألبسة تناسب العيد، وبشهادة الباعة، فإن العائلات الجزائرية فرضت عليهم الاقتناء المبكر لألبسة العيد، بعدما أصبحت جل الأسر تسارع إلى اقتناء ملابس لأبنائها حتى قبل دخول شهر شعبان، ورغم غلائها، حسب أحد الباعة في معرض حديثه مع "المساء"، إلا أن الأغلبية ممن قصدوا محله لبيع الملابس، كان همهم اقتناء ثياب العيد للكف عن التفكير فيها بشهر الصيام، خاصة أن شراء ملابس العيد تحول إلى مسؤولية كبيرة، عمّقه خروج المرأة للعمل، يوضح البائع "حيث أصبح يتعذر على البعض التسوق والبحث عما يناسب أبناءهم"، مشيرا إلى أن بعض العائلات اغتنمت فرصة العطلة المدرسية للتسوق واقتناء ما يلزمها.

من جهتها، أوضحت إحدى العاملات بسوق الملابس في بلدية العاشور، في معرض حديثها "أن بيع ملابس العيد في شهر شعبان يبلغ ذروته، حيث نشعر بنوع من القلق والخوف لدى بعض الأسر التي لا تجد ضالتها في محلنا، فينتابنا انطباع بأننا صمنا شهر رمضان وننتظر حلول العيد، مشيرة إلى "أن الإقبال على اقتناء ملابس العيد يبلغ ذروته في شهر شعبان، بينما في شهر رمضان عادة ما تزورنا العائلات بعد الإفطار مباشرة، وغالبا نواجه مشكلة نفاذ بعض المقاسات من المخزن".

نفاذ المقاسات شجع على الاقتناء المبكر

احتكت "المساء" لدى تجولها في واحد من أكبر المحلات التجارية الأخصائية في ألبسة الأطفال في بلدية العاشور، ببعض المواطنين، وعن دوافع الاقتناء المبكر لملابس العيد، أشارت مواطنة في معرض حديثها، إلى أنها تعاني من ضيق الوقت بحكم أنها عاملة، لذا تفضل دائما الاقتناء المبكر لملابس العيد، ولأنها تملك أربعة أطفال، فإن تأمين ما يحتاجه أبناؤها يتطلب بحثا مطولا، وهو ما لا تستطيع القيام به في الشهر الفضيل قبل الإفطار، بسبب الصيام وتحضير مائدة الإفطار، وبعد الإفطار نتيجة الإصابة بالإرهاق والتعب. في حين أرجعت مواطنة أخرى وصفت نفسها بالمتأخرة عن الشراء، مقارنة مع السنوات الماضية، سبب إقدامها على الاقتناء المبكر، إلى نفاذ بعض المقاسات وحتى السلع ذات الجودة العالية، الأمر الذي يحتم عليها اقتناء بعض القطع، حتى وإن لم تكن راضية عنها وبأسعار باهظة.

مزاجية الأطفال... من الأسباب

وعي الأطفال وتفتحهم جعل من غير الممكن إقناعهم ببعض الألبسة، بحكم أنهم يرافقون ذويهم لاختيار ملابسهم، الأمر الذي فرض على الأولياء الاقتناء المبكر لملابس العيد هروبا من مزاجية الأبناء، خاصة في الشهر الفضيل، حيث يصعب عليهم تحمل عنادهم وصراخهم، وهو ما جاء على لسان سيدة وجدت صعوبة في إقناع ابنها بتجريب قميص اختارته للعيد، وعلقت بالقول "هذه المزاجية تجعلني في كل مرة أسارع لاقتناء الملابس قبل حلول الشهر الفضيل، لأتجنب الدخول في مشاجرات مع أبنائي، خاصة أنني سريعة الغضب وقليلة الصبر".

أشارت مواطنة أخرى إلى أن رحلة البحث عن ملابس تناسب أذواق الأطفال وترضيهم،  يتطلب بحثا مطولا وتغيير الوجهة من محل إلى آخر، وتقول "بحكم أنني كغيري من ربات بيوت، لا نملك الوقت الكافي بسبب المطبخ والتسوق وصلاة التراويح، أفضّل دائما الإسراع لتلبية احتياجاتهم، كل حسب ذوقه على الأقل، ليتسنى لي الصيام دون أن يشوب صيامي أية شائبة".

في حين ترى مواطنة أخرى أن إرضاء الأطفال تحول إلى عملية صعبة ومعقدة، لأنهم يحبون الظهور بمظهر مميز ومختلف، كل هذه المعطيات تجعل البحث عما يرغبون فيه صعبا، بالتالي تقول "أعتقد أن المجال لا يتسع في شهر رمضان".