بعد إغلاق المسبح البلدي بوهران وإهمال البقية

الأطفال يخاطرون بحياتهم بالسباحة في النافورات

الأطفال يخاطرون بحياتهم بالسباحة في النافورات
  • القراءات: 1345
 رضوان قلوش  رضوان قلوش

يشهد حوض البركة المتواجدة داخل الحديقة العمومية ببلدية وهران، غزوا من قبل الأطفال الذين يغامرون بحياتهم بالسياحة في المكان الذي لا يبعد سوى أمتار عن المسبح الأولمبي المغلق مند أسابيع. ويواجه عشرات الأطفال من سكان الأحياء المجاورة للحديقة العمومية على غرار أحياء الحمري ومديوني والبلاطو والبدر، خطر الغرق داخل حوض البركة المائية بالحديقة العمومية لبلدية وهران؛ بسبب استخدام الأطفال البركة العميقة للسباحة أمام ارتفاع درجات الحرارة وعدم توفر مدينة وهران التي تعد ثاني أكبر مدينة على المستوى الوطني، على مسابح، في الوقت الذي حذّر متابعون للوضع من خطورة المياه الملوثة التي توجد بداخل الحوض المائي، والتي لم يتم تغييرها مند أسابيع.

cوقد تنقلت "المساء" إلى موقع البركة الذي يتوسط الحديقة العمومية التي وجدنا بها عشرات الأطفال ممن اختاروا اللعب والسباحة بداخلها، والذين تتراوح معدلات أعمارهم ما بين 9 و14 سنة، قدموا من أحياء مختلفة من المدنية وخاصة الأحياء المحاذية للحديقة؛ في غفلة تامة من الأولياء.

تحدثننا إلى بعض الأطفال الذين أكدوا أنهم يسبحون بشكل عادي في البركة؛ بسبب الحرارة وعدم تمكنهم من النزول إلى الشواطئ بسبب انشغالات أوليائهم، فيما أكد بعضهم أن المسبح البلدي الواقع بنفس الحديقة أصبح مغلقا مند أسابيع؛ مما دفعهم إلى المغامرة والسباحة داخل البركة.

بالمقابل، صادفنا عددا من المواطنين الذين حذروا من سباحة الأطفال في البركة التي يبلغ عمقها حوالي مترين؛ حيث أكدوا أنه إلى جانب عمق البركة وخطورة السباحة بها بالنسبة للأطفال، تعاني البركة من عدم تغيير مياهها مند أسابيع، حيث تحوّل لونها إلى الأخضر الداكن؛ ما يؤكد أنها ملوثة وبدرجة كبيرة، ورغم ذلك يسبح فيها الأطفال معرضين أنفسهم لأخطار متعددة. وقد دعا المواطنون إلى ضرورة العمل على تنظيفها وعدم السماح للأطفال بالسباحة بها، وفتح مسابح لصالح الأطفال خاصة من محدودي الدخل ممن لا يستطيعون النزول إلى الشواطئ.

المدينة المتوسطية لا تتوفر على مسابح!

وبالعودة إلى مشكل المسابح بمدينة وهران فإن هذه الأخيرة لا تتوفر حاليا على أي مسبح، بعد إغلاق المسبح الأولمبي الموجود بالحديقة العمومية منذ قرابة شهرين، حسب مصدر مسؤول بسبب أشغال ترميم المسبح، الذي سيتم فتح أبوابه في شهر سبتمبر المقبل؛ أي بعد العطلة الصيفية. كما يُذكر أن مدينة وهران كانت تتوفر على مسبح يقع بحي الحمري، وهو مسبح معروف بتسمية "الغالية"، والواقع بالقرب من حي الحمري العتيق، وهو مسبح في الهواء الطلق، أُغلقت أبوابه مند أكثر من 15 سنة لأسباب مجهولة رغم أنه كان مخصصا للأطفال وشباب الأحياء خلال كل موسم صيف على اعتباره مسبحا في الهواء الطلق.

كما تتوفر مدينة وهران على مسبح آخر يقع بحي سيدي الهواري، والذي يعود إلى الفترة الاستعمارية؛ حيث تم إغلاقه هو الآخر منذ 21 سنة بعد تعرضه لتشقق في الأرضية بسبب انزلاق التربة بالمنطقة؛ إذ لم يتم إعداد أي دراسة تقنية لرد الاعتبار للمسبح الذي يحمل اسم المرحوم الميسوم الهواري، ليُترك منذ ذالك التاريخ عرضة للتهميش والانهيارات؛ حيث كان الوالي الأسبق لولاية وهران عبد المالك بوضياف، قرر هدم المسبح، غير أن عدة جمعيات عارضت القرار.

كما تتوفر مدينة وهران على مسبح آخر يقع بمنطقة البلانتير، وهو المسبح الذي أغلق منذ أكثر من 20 سنة بسبب مشاكل تقنية في الأرضية، كذلك ليترك هو الآخر بدون متابعة ولا دراسة تقنية بالرغم من كونه أحد أهم المسابح التي ساهمت في بروز عدة أسماء رياضية في السباحة.

بالمقابل، عرفت عدة بلديات أنجاز مسابح عمومية على غرار مناطق وادي تليلات وقديل وبوتليليس والتي لاتزال تعاني هي الأخرى من بعض المشاكل التقنية والتسييرية، أمام الضغط الكبير الواقع عليها خاصة خلال موسم الصيف وارتفاع عدد الجمعيات الناشطة في مجال السباحة.

كما شهدت المدينة مبادرات من بعض المستثمرين الخواص، حيث تم إنجاز مسبح خاص بمنطقة كناستيل  الواقعة ببلدية وهران، وهو المسبح الذي تحوّل إلى قبلة للمواطنين من محبي السباحة، غير أن أسعاره تبقى في غير متناول جميع المواطنين، فيما تم كذلك افتتاح مسبح خاص آخر بمنطقة حاسي بونيف، ومسبح بمنطقة مسرغين التي تعرف إقبالا من طرف المواطنين، إلى جانب بعض المسابح التابعة للفنادق، وهي ليست في متناول الجميع.