رئيس جمعية الإدماج المدرسي والمهني "تريزوميا21" لولاية سكيكدة لـ"المساء":

الأطفال المصابون عاديون وهم بحاجة إلى الرعاية والتكفل فقط

الأطفال المصابون عاديون وهم بحاجة إلى الرعاية والتكفل فقط
  • القراءات: 704
حاوره/ بوجمعة ذيب حاوره/ بوجمعة ذيب
تعد الجمعية الولائية للإدماج المدرسي والمهني "تريزوميا21" من أهم الجمعيات المتواجدة في ولاية سكيكدة، تهتم بهذه الفئة من خلال العمل على إدماجها في المجتمع كغيرها من الأطفال العاديين، ومنه تغيير نظرة المجتمع إليها، "المساء" التقت بالسيد العربي حجيري رئيس الجمعية وأجرت معه هذه الدردشة:
^ من هي الجمعية الولائية للإدماج المدرسي والمهني "تريزوميا21"؟
^^ تعد من بين أقدم الجمعيات التي تعنى بهذه الفئة، تأسست في 08 جانفي 2008، وإن كانت في الأصل منبثقة عن الجمعية الوطنية للإدماج المدرسي والمهني لحاملي "متلازمة داون" أو كما تعرف بـ"تريزوميا21"، حيث رأينا أن الاستقلالية ستمكننا أكثر من التكفل الناجع والفعلي والعملي بهذه الفئة، خاصة أن هؤلاء الأطفال في الواقع عاديون، لكن يحتاجون إلى التكفل ونوع خاص من الرعاية حتى يتم إدماجهم مستقبلا في المجتمع كمواطنين عاديين يساهمون بدورهم في خدمة وطنهم وبنائه.
^ ما هي أهم الأهداف التي تسعون إلى تحقيقها فعليا على أرض الواقع؟
—^^ هدفنا الأساسي التكفل البيداغوجي والطبي والبسيكولوجي والمهني بهذه الفئة، من خلال توفير حق التمدرس لهم كغيرهم من الأطفال العاديين، والعمل على إدماجهم في الوسط المهني هذا من جهة، ومن ناحية أخرى، إعلام أولياء أطفال "تريزوميا21" بحقيقة هذا المرض والوقوف إلى جانبهم وتوجيههم من أجل التكفل بأبنائهم، وأؤكد هنا بأنه كلما كان هناك تكفل مبكر بهذه الشريحة، كانت النتائج جد إيجابية، والمشكل ليس في المرض بحد ذاته الذي هو في الأصل عبارة عن مجموعة من الصفات الجسدية والنفسية الناتجة عن مشكلة في الجينات تحدث في مرحلة مبكرة ما قبل الولادة، بل في جهل ما يمكن فعله لهذه الفئة لإنقاذها من الإعاقة التي تعاني منها، لذا إلى جانب الأهداف التي ذكرناها سابقا، نعمل عن طريق تفعيل خلايا استماع جماعية لتوجيه الأولياء وإفهامهم وتوعيتهم والأخذ بأيديهم، لاسيما أننا نعتمد بالأساس على مختصين في علم النفس وتربويين وحتى أطباء.
^ هل تمكنت الجمعية من تجسيد ما ضبطتموه من أهداف على أرض الواقع؟
^^ بالطبع، بفضل جهود الجميع، منها مديرية النشاط الاجتماعي والتربية الوطنية وحتى مديرية الصحة بمن فيهم المحسنون وأولياء هؤلاء الأطفال، تمكنا من تحقيق العديد من المكتسبات، نعتقد أنها نوع من التحدي، فالجمعية تقوم بالتكفل المدرسي والطبي السيكولوجي لـ64 طفلا أعمارهم تتراوح بين 05 إلى 15 سنة، وتمكنا إلى حد الآن من فتح 03 أقسام دراسية؛ أول قسم تم فتحه كان سنة 2010 على مستوى مدرسة الإرشاد ويضم 12 تلميذا يعانون من متلازمة داون، والقسم الثاني تم فتحه سنة 2011 بالمدرسة الابتدائية عبد الحميد بن باديس وبه 09 أطفال، كما قمنا في سنة 2013 بفتح قسم ثالث على مستوى مدرسة العيفة رابح بحي لاسيا به 13 تلميذا، علما أن هذه الأقسام يقوم بتأطيرها مختصون بسيكوبيداغوجيون، ليبقى هدفنا المستقبلي فتح عدد من الأقسام على مستوى البلديات الداخلية ومراكز للتكوين المهني حتى يتسنى لهؤلاء مستقبلا التكفل بأنفسهم، من خلال اندماجهم في الحياة ومنه تمكنهم من امتهان حرف تتناسب وقدراتهم العقلية، رغم أننا متأكدون بأن هؤلاء بفضل الرعاية والمتابعة، بإمكانهم الذهاب بعيدا. وبفضل تلك الأقسام، حققنا فعلا نتائج جد مذهلة من خلال اندماجهم أولا في الوسط المدرسي مع بقية التلاميذ الآخرين، لأنهم أصبحوا يعرفون القراءة والكتابة والحساب والقيام ببعض الأعمال اليدوية والتمثيل والإنشاد وغيرها من النشاطات.
^ هل تواجهكم مشاكل؟
^^ أهم مشكل نعاني منه؛ انعدام مقر خاص بالجمعية يمكننا من أداء ما علينا من دور نحو هذه الفئة من جهة، والتكفل النفسي بأولياء أطفال "تريزوميا21" من جهة أخرى،  لعلمكم، نقوم حاليا بكراء مقر يكلف الجمعية ما قيمته 45 ألف دينار شهريا وأغلب هذه الأموال من اشتراكات الأولياء وبعض المحسنين، لذا نتمنى عبر يومية "المساء" أن تلتفت إلينا السلطات المحلية باعتبارنا شريكا اجتماعيا لتمكيننا من الظفر بمقر يساعدنا على تحقيق كل الأهداف المسطرة، منها فتح أقسام جديدة سواء على مستوى مقر الولاية أو على مستوى بلدياتها، مع توجيه كبار هذه الفئة نحو مراكز التكوين المهني.
^ هل من كلمة أخيرة؟
^^ أشكر يومية "المساء" على هذه الفرصة التي أتاحتها لنا ونعتبرها دعما معنويا لهذه الفئة.