حالات تسممات غذائية بسبب التوت البري

الأطفال أكثر المصابين

الأطفال أكثر المصابين
  • القراءات: 2486
نور الهدى بوطيبة نور الهدى بوطيبة

حذرت الطبيبة المنسقة مزنان، من عيادة الطب الجواري لبرج الكيفان، من التسمم الغذائي بسبب التوت البري، مشيرة إلى أن حالات عديدة تم تسجيلها عبر مختلف المؤسسات الصحية في العديد من الولايات، بسبب التناول المباشر لتلك الفاكهة المنتشرة أشجارها عبر أحيائنا، والتي يسهل الوصول إليها. 

أشارت المتحدثة إلى أن أكثر تلك الحالات التي تم تسجيلها هي لأطفال لا يتعدى سنهم 16 سنة، إذ تعتبر الفئة التي تمضي وقت فراغها خارج البيت للعب، حيث تجد خلال موسم التوت البري  مجالا للأكل من تلك الأشجار دون أي مقابل، إذ أنها عادة أشجار برية متواجدة في العديد من الأحياء، مغروسة على حواف الطريق وبالقرب من المساجد والعمارات، ويكتفي الطفل بـ«نفض» بعض الأغصان منها لتسقط حبات على الأرض ويحملها ويستهلكها مباشرة دون تنظيفها.

وهنا تقول مزنان بأن المشكل والخطر قائمان في هذه العملية، إذ أن الطفل ولصغر حجمه لا يتمكن من الوصول إلى حبات التوت، الأمر الذي يدفعه إلى محاولة تحريك تلك الأغصان ونفضها حتى تسقط له حبات منها ويقوم بتناولها، وهنا لا يرى أي مانع، بسبب غياب الوعي لديه، إذ عند ملامستها للأرض فإن العديد من الأوساخ والجراثيم تعلق بها، ورغم أن ذلك بديهي لأن ملامسة التوت لتلك الأرضية سيجعلها مضرة بالصحة، إلا أن الطفل لا يعطي أهمية لذلك المشكل، فيكتفي بمسح حبات التوت بيديه التي تكون هي الأخرى بدورها ملطخة بالغبار ويقوم بتناولها، ولمذاقها اللذيذ، يتم تناول كميات كبيرة منها لا يكتفي إلى حين يعود إلى بيته، هذا ما يسبب له مشاكل صحية، على رأسها التسمم الغذائي.

وفي هذا الخصوص، دعت المختصة إلى أهمية تحذير الأولياء لأطفالهم، ومنعهم من الاستهلاك المباشر لتلك الفاكهة، فرغم منافعها العديدة إلا أنه لابد أن تغسل جيدا كباقي الفواكه قبل استهلاكها، وهذا بحث الطفل مثلا على جمع القليل منها وأخذها إلى البيت قبل استهلاكها، لتنظيفها من الأتربة ومختلف البكتيريا التي تحويها.

تظهر أعراض التسمم على الطفل بوجع على مستوى المعدة والجهاز الهضمي، إذ يشتكي الطفل من آلام يشبه وخزات على مستوى البطن تصل إلى حد الشعور بالغثيان، يتحول لون وجهه إلى الأبيض الباهت، وترتفع لديه درجة الحرارة ويشعر بالبرودة أو ما يعرف بـ«الحمى الباردة»، كما يصيبه الإسهال والقيء، كلها مؤشرات توحي بأن الطفل مصاب بتسمم غذائي، وفي هذه المرحلة إذا لم يتعافى الطفل بعد فترة قصيرة لا تتعدى الساعتين، فلابد أن يصطحب إلى أقرب مستشفى أو مركز صحي ليعاينه الطبيب ويشخص درجة تسممه، إذ أن تعقد الحالة تستدعي إلى تدخل المختص لغسل المعدة، لأن التسمم هو تناول طعام يحتوي على بكتيريا وفيروسات وطفيليات، وبلوغها المعدة هي ما يجعلها أجساما غريبة تقاومها معدتنا وتصيبنا بحالة من الآلام والمقاومة بالقيء والإسهال وارتفاع درجة الحرارة.

تشير الطبيبة إلى أنه خلال السنة الواحدة يصاب ما يقارب 11 مليون شخص بالتسمم، لكن يتعرض الأطفال والحوامل ومن يعانون من أمراض مزمنة كالسكري وأمراض الكبد لمخاطر أكثر مقارنة بباقي الأشخاص، لأن تلك الفئة جد حساسة ومناعتها ضعيفة.