تتفنن المرأة السكيكدية في إعداده

الأطباق التقليدية سيدة موائد الشتاء

الأطباق التقليدية سيدة موائد الشتاء
  • القراءات: 631
بوجمعة ذيب بوجمعة ذيب

لاتزال العديد من العائلات السكيكدية، لاسيما القاطنة بالمناطق الريفية والجبلية، تعتمد خلال فصل الشتاء، على عدد من الأطباق التقليدية، التي تتفنن المرأة الريفية في إعدادها على مدار هذا الفصل، الذي يتميز بالبرد القارس، وإذا كان لكل منطقة بسكيكدة طبقها الخاص بها، فإن القاسم المشترك بينها، أنها تبقى من الأطباق التقليدية التي تأبى الاندثار، ومن بين تلك الأكلات التي تزين موائد الأسر السكيكدية؛ أطباق "الشرشم"، "الخبوز"، "البركوكس"، و"بوسكسف" الذي هو خليط من القمح المحمص وزيت الزيتون، إلى جانب "المحاجب" و"شطيطحة" و"المغلوت بنوعيه" و"اللفت بالكسكس"، وغيرها من الأطعمة التي هي في الواقع، عبارة عن وصفات مغذية للجسم، تسمح بمقاومة برودة الطقس. 

ففي منطقة وادي الزهور، أقصى غرب سكيكدة، بالمصيف القلي، فإن أهم الأطباق التقليدية التي تزين الموائد، خاصة في فصل الشتاء، نجد طبق "اللفت مع الكسكس"، أو حتى بـ"الخرشف"، وكذا "اللفت مع المغلوت"، أو كما يعرف عند البعض "كسكسي الشعير" بنوعيه حسب أذواق العائلات، يضاف إليه في كثير من الأحيان زيت الزيتون، كما تشتهر به أيضا مدينة القل وما جاورها، إلى جانب طبق "الزميتة" و"بوخبوز" الذي عادة ما يطهى بزيت الزيتون. أما منطقة بني زيد، بغرب الولاية، فتشتهر هي الأخرى بعدد من الأطعمة التقليدية، التي تعتمد عليها العائلات في موسم الشتاء بكثرة، كطبق "بوخبوز" و"الشرشم" وطبق اللفت بزيت الزيتون الطبيعي وخبز الدار "الكسرة"، أو كما يعرف محليا باسم "الملاوي"، الذي يتم أحيانا خلطه مع "الكسرة" أو "لملاوي"، ليصبح طبق "الرفيس"، يضاف إليه دائما زيت الزيتون الطبيعي، وهذا الطبق، حسب أهالي المنطقة، يطبخ على الحطب، مما يعطيه ذوقا مميزا.

أما مناطق أولاد اعطية، الزيتونة وعين قشرة، وأم الطوب وزردازة، فتتميز بعدد من الأطباق الشتوية، خاصة طبق اللفت بزيت الزيتون والمطلوع" المصنوع بزيت الزيتون و"المغلوت" و"الكسرة" المصنوعة بزيت الزيتون، إضافة إلى "العيش بالحليب" أو بالمرق. فيما تعتمد أيضا العائلات القاطنة بالمناطق الريفية والجبلية بكثرة على زيت الزيتون الطبيعي، إذ لا يخلو أي بيت من هذه المادة التي تستعمل في كل طبق تقريبا، ويتم تقديمه مع "الكسرة" أو "خبز الدار"، لتناول القهوة أو الحليب في الصباح، أو استعماله في الطبخ، بل ويمتد لعلاج بعض الأمراض بطريقة طبيعية. تسمح تلك الأطعمة التي تعتمد مادتها الأولية على ما تنتجه الأرض من خضر، بمقاومة برودة الطقس، كما تمنح الإنسان الطاقة والحيوية والمناعة ضد الأمراض، كونها غنية بالفيتامينات والبروتين.