تجذب العاصميات كالمغناطيس

الأسواق الشعبية... مقصد نسوي بامتياز

الأسواق الشعبية... مقصد نسوي بامتياز
  • القراءات: 1248
نور الهدى بوطيبة نور الهدى بوطيبة

تشهد الأسواق الشعبية بالعاصمة إقبالا كبيرا من طرف المواطنين لاقتناء مختلف المشتريات على مدار السنة، وخلال جولة «المساء» ببعض الأسواق ذات الصيت الواسع، لوحظ عدد كبير من الزبائن يقتنون مختلف الحاجيات التي لا يمكن حصرها في حاجيات يومية فحسب، وإنّما أيضا مستلزمات مختلف المناسبات، وتبقى النساء أكبر فئة تتردد على هذه الفضاءات، حيث أصبحن يستحسن التجول بين المحلات لتمضية الوقت كروتين اعتدن عليه بصفة تكاد تكون يومية..

حسب عدد من التجار المنتظمين بسوق «ميسوني» المحاذية لشارع ديدوش مراد، فإنّ بارومتر الإقبال على هذه السوق الشعبية التي تضم عددا كبيرا من المحلات، إلى جانب طاولات الباعة غير المنتظمين، تفتح أبوابها في حدود التاسعة صباحا لتعرف منحى تصاعديا يصل إلى ذروته في حدود الواحدة زوالا، ليستمر التدفّق على السوق بمختلف محلاتها التي تمثل هي الأخرى سوقا مفتوحة، إلى ما بعد الخامسة مساء، وهي الساعة التي يتأهب الباعة لإسدال ستار محلاتهم، معطين بذلك موعدا لزبائنهم لليوم الموالي.

في هذه السياق، قال بائع ألبسة نسائية جاهزة بأن إقبال النساء على الأسواق لم يعد مرتبطا بمناسبة معينة، كعشية مناسبة دينية أو عائلية أو غير ذلك، وبات هذا الإقبال اليوم بمثابة روتين يومي تعيشه الأسرة الجزائرية، لاسيما بعدما أصبحت تلك الأسواق تتوسّط الأحياء وأكبر الشوارع بالعاصمة، وهو ما يجعلها نقطة التقاء كل الخدمات، إن صح التعبير، فمثلا إذا كان للفرد مصلحة لقضائها في الجوار كالذهاب عند طبيب أو البنك، أو المرور بصندوق التقاعد، أو إيصال الأطفال إلى المدرسة، يمر بصفة آلية على تلك الأسواق، بغرض اقتناء بعض المشتريات، أو لمجرد معرفة الجديد من السلع التي يعرضها التجار..

وأوضح بائع في هذا الشأن أنه لا يمكن حصر الإقبال على هذه السوق الشعبية ولا زمنه، فبالنسبة إليه، أصبحت تلك الأسواق اليوم، أماكن مفتوحة لا يمكن تحديد زبائنها، إذ أصبحت تشهد إقبالا على مدار السنة، وكذا في مختلف الظروف المناخية، إلا أنها تبلغ الذروة من حين لآخر، لاسيما قبل أيام قليلة من مناسبة دينية معينة، كرمضان، العيدين، عاشوراء، رأس السنة الهجرية والمولد النبوي الشريف وما إلى ذلك ..

يذهب تاجر بمحل لبيع مستلزمات البيت إلى حد القول بأن أسواق العاصمة أصبحت «مقصدا نسويا بامتياز» يلتقين فيه لتمضية الوقت والحديث عن المشاكل اليومية والهموم الحياتية، وكأن السوق متنفس لهن للتخلص من قيود المنازل، وأضاف «أعتقد أن السوق الشعبية لها تأثير نفسي عجيب على مرتاديها، فمن يزورها مرة يزورها مرات بعدها، ثم تصبح كالإدمان بالنسبة إليه»، مما يجعل الكثيرات يرسمن حركات الذهاب والإياب على طول تلك الأسواق إلى أن يتعبن ولا تصبح لديهن القدرة على المشي أكثر، منهن من قد يمضين يوما كاملا في الزحام الشديد دون اقتناء ولو غرض واحد، ويكتفين بتأمل   البضاعة المعروضة والسؤال عن سعرها كجولة لرصد ما تتوفر عليه السوق..

في هذا الإطار، حدثتنا بعض النساء التقتهم «المساء» بسوق «علي ملاح» في العاصمة، قائلات بأن السوق أصبحت روتينا حقيقيا للقاطنات في أحياء العاصمة والبلديات المجاورة، فسهولة الوصول إليها، وكل ما يعرضه من سلع مختلفة وبأسعار معقولة يجعل النسوة يدمن تلك العادة ويبحثن يوميا عن متنفس للتجول فيها. من جهتها، تؤكد مواطنة أخرى أن كل مستلزماتها اليومية تقتنيها من الأسواق الشعبية التي تعرض منتجات بأسعار أقل من المحلات المنتشرة وسط الأحياء، كالمفروشات والخضر والفواكه والألبسة وغيرها..