ليلى زرقان أستاذة علم النفس وعلوم التربية بجامعة سطيف:

الأسرة مسؤولة عن تلقين الأبناء عناصر الهوية

الأسرة مسؤولة عن تلقين الأبناء عناصر الهوية
  • القراءات: 1881
رشيدة بلال رشيدة بلال

قدمت ليلى زرقان أستاذة محاضرة بقسم علم النفس وعلوم التربية من جامعة سطيف «2»، لدى مشاركتها في الملتقى الوطني الثاني حول دور العلوم الاجتماعية في تعزيز الهوية والأمن الاجتماعي، مداخلة تحت عنوان «أزمة الهوية ودورها في تشكيل الشخصية الفردية والمجتمعية»، سلطت من خلالها الضوء حول مفهوم الهوية الذي أصبح اليوم متشابكا.

وعلى ضوء الدراسات التي انطلقت منها، ترى الأستاذة ليلى بأن الهوية تمثل بصمة الشخص وما يميزه عن غيره، أي أنها مجموعة من الصفات التي تميز فردا عن آخر أو دولة عن أخرى، وبالرجوع إلى الهوية الجزائرية، نجد أن لها ثقافة خاصة تشمل الدين واللغة والعادات والتقاليد، هذه العناصر تشكل هويتنا المجتمعية، ومن خلال الدراسات التي انطلقت منها، تقول لأستاذة بأن المجتمعات العربية اليوم تعيش أزمة هوية كشفت عنها العولمة وما تعيشه الشعوب من تغيرات، ولعل أحسن مثال على ذلك اللغة، حيث نجد أنها تكاد تزول على الرغم من أنها تعتبر من صميم الهوية الفردية، والدليل على ذلك أن بعض الشباب اليوم يستحي من الحديث باللغة العربية ويفضل عنها أية لغة أجنبية، كما هو الشأن بالنسبة لبعض الأساتذة الجامعيين الذين يعزفون عن الحديث باللغة العربية، بينما يتجاوبون معك إن حدثتهم بلغة أجنبية يتقنونها بكل اعتزاز وفخر.

ومن بين عناصر الهوية التي اهتزت أيضا، حسب المحاضرة؛ الدين، حيث نجد أن الإسلام اليوم تحول إلى مجرد تسمية على الرغم من أنه يفترض أن يكون ممارسة، فنجد أن القيم الدينية، مثل الاحترام والتسامح بدأت تزول، نفس الشأن بالنسبة للعادات والتقاليد التي تعتبر هي الأخرى من القيم التي تعكس هوية الشعوب.

تعتقد الأستاذة ليلى أن تثبيت الهوية والحفاظ عليها مسؤولية الأسرة التي تلزم بتلقين الأبناء أولى مبادئ الهوية الحق، بعدها تأتي أدوار مؤسسات التنشئة الاجتماعية الأخرى التي يكون دورها مكملا، لكن للأسف الشديد، نلاحظ أن دور الأسرة أصبح ضعيفا في تكوين ملامح الهوية، نظرا للتحولات التي يعيشها المجتمع، ولعل أهمها تغير الأدوار وخروج المرأة إلى العمل.

تتطلب حماية الهوية توعية الأسرة أولا، وإعادة النظر فيما تقدمه المنظومة التربوية من مناهج، إلى جانب التأكيد على توعية كل مؤسسات التنشئة لتقوم بدورها كما يجب في المساهمة بتثبيت مبادئ الهوية، خاصة في صفوف الأطفال الذين يركضون اليوم وراء كل ما هو عولمة، سواء تعلق الأمر بالسلوك أو الملبس أو اللغة، الأمر الذي جعلهم يضيعون معالم هويتهم.