الحراك الشعبي أخّره نوعا ما

الأسر تتأهب لشهر رمضان

الأسر تتأهب لشهر رمضان
  • القراءات: 1831
 ❊نور الهدى بوطيبة ❊نور الهدى بوطيبة

تفصلنا أسابيع قليلة عن حلول الشهر الفضيل شهر الخير والبركة رمضان الكريم ، وانطلقت الأسر الجزائرية  في رحلتها المعتادة لتحضيرهذه المناسبة التي يرفقها بمائدة متنوعة  تتباين بين صحون و أوان جديدة و وصفات متنوعة

خلال جولة قادت "المساء" إلى بعض الأسواق الشعبية بالعاصمة حاولنا رصد الأجواء خلال هذه الأيام، والتي لم تمنعها أولويات أخرى، بعضها سياسية من تهميش عادة التحضير لهذه المناسبة، حيث نجحت الأسر الجزائرية في الفصل بين هذا وذاك وعدم تفويت عاداتها في الاستعداد لرمضان.

بداية كان لنا جولة في سوق الخضر والفواكه علي ملاح بالعاصمة، أشهر الأسواق الخاصة ببيع مختلف المواد الغذائية من خضار ولحوم وأسماك، اقتربنا خلالها من بعض الباعة، حيث أشار عبد الرؤوف بائع توابل، إلى أن رحلة النساء انطلقت متأخرة نوعا ما هذه السنة بسبب الأحداث المتتالية التي يشهدها الشارع خلال الأسابيع الماضية؛ قال: "عادة ما تبدأ التحضيرات قبل شهر كامل، إلا أن الأمر اختلف هذه السنة، لكن هذا لم يمنع النساء من التفكير في التجهيز للشهر الكريم واقتناء متطلباته"، مضيفا أن التحضيرات عادة ما تشمل المواد ذات الاستعمال اليومي والمتكرر على غرار التوابل، والفواكه الجافة التي تشكل طبق الحلو الذي لا تخلو مائدة رمضان منه، والتمر والحمص والثوم وغير ذلك".

من جانبه، قال فؤاد بائع أوان منزلية: "إن التحضيرات لا تشمل فقط المواد الغذائية بل تحاول النساء خلال هذا الشهر إعطاء لمسة خاصة لبيوتهن، خصوصا في المطبخ أو غرفة المعيشة، لذا تجدهن يقتنين أواني جديدة وبعض المفروشات لتزيين بيوتهن رغم عدم الحاجة إلى كل ذلك".

على صعيد ثان، كان لنا حديث مع بعض المتجولين في السوق، الذين أبدى كل واحد منهم التوتّر لتأخره في التحضير المسبق للشهر، مبدين تخوفهم من ارتفاع الأسعار مع اقتراب الشهر.

وفي هذا الصدد، قالت عبير إن الارتفاع في الأسعار مع اقتراب الشهر هو ما يدفع بالغالبية إلى اقتناء متطلبات الشهر قبل أوانه، هذا من جهة، ومن جهة أخرى تفضيل إكمال التحضيرات للصوم في راحة، وعدم التفكير في اقتناء هذا وذاك خلال رمضان، حيث قالت إن الكثيرين يربطون هذا الشهر بالأكل، فبعد يوم كامل من الصيام يشتهون العديد من الأطباق والوجبات؛ لذا تجدهم يركزون على اقتناء المواد الغذائية لرمضان.

من جهتها، قالت وسيلة إن أكثر ما تقتنيه للشهر هو التوابل وبعض الخضار الموسمية التي تجمدها لتحضيرها خلال الشهر، مشيرة إلى أن الأمر لا يتعلق فقط بتخزين المواد لرمضان وإنما يشكل بهجة لا يمكن شرحها؛ فهي تُعد عادات تشكل أجواء جميلة داخل البيت وفي الأسواق وبين أفراد العائلة، حيث تستمتع الأسر بالاستعداد لهذا الضيف العظيم؛ وكأنها مرحلة جميلة من السنة لا يمكن الاستعداد لها كفاية.

ويبدو أن هذا ليس تفكير ربات البيوت فقط وإنما حتى الرجال، حيث أشار عبد القادر المتجول بسوق أخرى بالعاصمة، إلى أن رمضان مناسبة لا يمكنها أن تكون كسائر الأيام الأخرى من السنة؛ لذا يُعد التحضير لها بمثابة الوليمة التي تضفي الفرحة على البيت بروحانيتها وأجوائها السعيدة التي تنطلق قبل الشهر بأيام أو أسابيع، وهذا ما يجعل التحضيرات له عادة لا يمكن التخلي عنه أبدا.