تجدد الحملات التحسيسية مع اقتراب عيد الأضحى

الأخصائيون يحذرون من الكيس المائي

الأخصائيون يحذرون من الكيس المائي
الدكتورة سي العربي طبيبة منسقة لدى المصلحة الجوارية لسيدي امحمد
  • القراءات: 3294
❊نور الهدى بوطيبة ❊نور الهدى بوطيبة

حذرت الدكتورة سي العربي طبيبة منسقة لدى المصلحة الجوارية لسيدي امحمد، من خطر الكيس المائي الذي يصيب الأضحية، مشيرة إلى أهمية اتخاذ كل معايير الحيطة الضرورية من أجل سلامة المستهلك، لاسيما أن إصابة الأضحية بهذا الكيس تهدد إصابة العديد من أعضائها؛ ما يستدعي إزالة المتضررة منها وليس الكيس المائي فقط.

تتجند مصالح الصحة الجوارية ومختلف العاملين في السلك الطبي هذه الأيام قبيل عيد الأضحى المبارك، من خلال تكثيف الحملات الوقائية والتحسيسية، موجهة تحذيراتها لكافة المستهلكين بسبب حمل بعض الأضاحي الأكياس المائية التي تُعد خطرا حقيقيا على الصحة. وتدعو المصالح خلال حملاتها إلى التدقيق والتحقق من عدم وجود كيس مائي بعد نحر الأضحية، حيث يظهر ذلك المشكل، كما يشير إليه اسمه، على شكل كيس مائي أو عدة أكياس، قد تمس جزءا أو عدة أجزاء من الأضحية.

وعن هذا أشارت سي العربي إلى أن الإصابة بالكيس المائي من بين الأمراض الطفيلية الخطيرة المتنقلة عن طريق الحيوانات، لاسيما الكلاب التي تتغذى على الأحشاء المصابة، ثم تنتشر بويضات هذه الطفيليات في الطبيعة عن طريق فضلاتها، متسببة في تلوث الأعشاب والخضر والفواكه والمياه التي تستهلكها لاحقا الماشية؛ مما يؤدي إلى انتقال المرض إلى الحيوانات العشبية، وبالتالي إلى الإنسان، وهذا ما يجعل منها حلقة مفرغة خطيرة على الصحة.

وأوضحت المتحدثة أن وزارة الصحة تحصي سنويا حوالي 250 كيسا مائيا، مضيفة أن الأزمة تشتد خلال عيد الأضحى، خصوصا في حال ما إذا كان صاحب الأضحية يجهل حقيقة الكيس المائي، في حين يعتقد البعض أنه مجرد كيس ملتهب يمكن إزالته فقط، واستهلاك ذلك الجزء من الأضحية، وهذا خطِر جدا؛ قالت: "الأصح هو التخلص من كل الجزء المصاب حتى وإن كان الكيس صغيرا؛ لأن الطفيليات تنتقل خارج ذلك الكيس، وتشكل نفس الخطورة على المستهلك". ودعت نفس المتحدثة في حديثها إلى "المساء"، إلى ردم الأعضاء المصابة؛ حتى لا تصل إليها الكلاب أو القطط الضالة، فتعيد نشر ذلك المرض من جديد.

ونبهت الطبيبة إلى أهمية الاستعانة بخبرة أطباء بيطريين في حال الشك في الأضحية، موضحة أن المصالح الصحية لا تكتفي أبدا عند اقتراب هذه المناسبة، بمحاولات التحسيس والتوعية، بل تستعين بالإعلام من أجل السلامة العمومية، ونشر هذه الثقافة الصحية ذات الأهمية القصوى وسط المجتمع. وأضافت المتحدثة: "يجدر بكل مستهلك التبليغ عن حالات الإصابة من أجل محاصرة الأماكن المنتشرة فيها تلك الطفيليات وفتح تحقيقات حول ذلك". وفي الأخير ذكرت سي العربي أن أكثر ما يصيب الكيس المائي الكبد والرئة، ثم بنسبة أقل الأحشاء الأخرى، لكن هذا لا ينفي التدقيق خلال عملية التحقق من سلامة الأضحية. كما يُعد من المهم عدم الانجرار وراء الرغبة، خاصة أن أغلب الجزائريين يحبون الكبد، والذي يُعد الطبق الرئيس لغداء أول أيام العيد، لكن عواقب استهلاكه خطيرة جدا.