بالبويرة وأمشدالة

اكتظاظ كبير بمصالح الولادة وطب النساء

اكتظاظ كبير بمصالح الولادة وطب النساء
  • القراءات: 615
 وأج وأج

تعاني مصالح الولادة وطب النساء بالمؤسّسات العمومية الاستشفائية بالبويرة وامشدالة، حالة من الاكتظاظ الشديد خلال الأيام الأخيرة بسبب العدد الكبير من الحوامل اللائي يتوافدن على هذين الهيكلين المهمين بالمنطقة. ويتّضح هذا الأمر جليا بالمؤسسة العمومية الاستشفائية "محمد بوضياف"، حيث اضطر القائمون على مصلحة الأمومة لإعادة توجيه عدد كبير من  النساء إلى مستشفيات الأخضرية وسور الغزلان المتوفرة على مختصين في طب  النساء وجراحين.

هذه الوضعية لخّصها رئيس المصلحة بصريح العبارة في قوله لأحد الوافدين على مستشفى البويرة رفقة زوجته الحامل التي شارفت على وضع مولودها، "من المستحيل أن نتكفل بهذا العدد الكبير من الحوامل في نفس الوقت، لأننا لا نتوفر على العدد الكافي من الأطباء المختصين" قبل أن يوجهه إلى مستشفيات أخرى، مما أدى بالرجل وزوجته إلى العودة أدراجهما متّجهين إلى مستشفى الأخضرية  المتواجد على بعد 33 كلم غرب مدينة البويرة، على أمل أن يجد هناك من يتكفل بزوجته؛ حيث عبّر الرجل عن أمله في أن "يتمّ التكفّل بزوجته في هذا المستشفى الذي يتوفر على الكثير من الأطباء المختصين في طب التوليد".

وتأسف مدير المؤسسة جمال بوتمر في هذا الصدد لكون المستشفى "غير قادر على التكفل بهذا الكم الكبير من المريضات، حيث لا يتوفّر سوى على 25 قابلة ليس باستطاعتهن تلبية الطلب المعبّر عنه في المجال".

وحسب الأرقام المقدمة من طرف مصلحة الأمومة بالمستشفى، تمّ عام 2016 إجراء 1500 عملية قيصرية إلى جانب أكثر من 7200 عملية توليد طبيعية.

كما تعاني المؤسسة العمومية الاستشفائية "قاسي يحيى" بامشدالة، من نفس الضغط، حيث سجّلت بعض أيام الأسبوع، وجود حوالي 35 حاملا بالرواق الرئيس المؤدي  إلى مصلحة التوليد. وغالبا ما يسجّل الرواق ضجيجا كبيرا تتمازج فيه أصوات الأطفال بضوضاء النساء المنزعجات من أوقات الانتظار الطويلة، مما يتسبب في فوضى كبيرة تستدعي تعزيز الطاقم الطبي للمصلحة من أجل استيعابه عدد المريضات الكبير الوافدات من كل المنطقة الشرقية للولاية وحتى من بعض الولايات المجاورة، على غرار برج بوعريريج وبجاية وتيزي وزو. وأكّد مدير المؤسسة شرقي جمال اعتماد طاقم المستشفى على برنامج عمل محدّد للفترة الصيفية؛ حيث تعمل الفرق الطبية المتواجدة على تلبية الطلبات. 

وأمام هذا الضغط تضطر بعض الحوامل للتوجه إلى العيادات الخاصة؛ حيث تضحي بكلّ ما تمّ اقتصاده لفترات من الزمن؛ من أجل أن تحظى بولادة مريحة.

واعترف الدكتور بوتوغماس، وهو طبيب نساء بمستشفى أمشدالة في هذا الشأن، بأنّ اكتظاظ هياكل الصحة العمومية ونقص الأطباء وأعوان شبه الطبي وراء لجوء الكثيرات إلى العيادات الخاصة من أجل الولادة مهما كلفهم ذلك، وهو الأمر الذي لخّصته حالة خالد، وهو ثلاثيني، رافق زوجته الحامل إلى المستشفى، حيث أكّد أنه اليوم الرابع على التوالي الذي يرافق فيه زوجته إلى نفس المؤسسة، حيث يرفض الأطباء استقبالها، ليضطر في الأخير لنقلها إلى عيادة خاصة رغم دخله المالي المحدود. وبنبرة من الحسرة أضاف: "لقد "اضطرني مسؤولو هذه المصلحة للتوجّه إلى عيادة خاصة،  في حين لا تتجاوز أجرتي الشهرية 18 ألف دينار"، واصفا هذا الوضع بـ "غير المقبول بتاتا".

ولدى التقرّب من مدير الصحة والسكان بالولاية قواسم اعمر، أكّد بخصوص هذا الموضوع أنّ المشكل غير مطروح بمقر الولاية؛ حيث تسجَّل وفرة في عدد الأطباء والقابلات (5 مختصين و25 قابلة) بالرغم من العدد الكبير من الحوامل المتوافدات على المؤسسة. واعترف بوجود بعض المشاكل في المجال على مستوى المستشفيات الأخرى، على غرار أمشدالة،  الذي يستقبل عشرات الحوامل يوميا، مشيرا إلى ضرورة تعزيز الطاقم الطبي وشبه الطبي للمؤسسة من أجل تلبية الطلب المعبّر عنه.