طباعة هذه الصفحة

تقليدٌ ترسّخ لدى المقبلين على اجتياز الامتحانات النهائية

اقتناء ملابس جديدة وتغيير قصات الشعر رفعا للمعنويات

اقتناء ملابس جديدة وتغيير قصات الشعر رفعا للمعنويات
  • القراءات: 759
❊   رشيدة بلال ❊ رشيدة بلال

  تحوّل اقتناء ملابس جديدة والتردد على صالونات الحلاقة للحصول على إطلالة جميلة، إلى تقليد لدى المقبلين على اجتياز شهادة البكلوريا لدى الجنسين، الغاية منه الخروج من الروتين اليومي للمراجعة؛ رفعا للمعنويات، ولإعطاء نفس جديد  يمنحهم جرعة من التفاؤل عند الإقبال على هذه الاختبارات المصيرية.

شد انتباه المساء لدى تواجدها بواحد من صالونات الحلاقة، توافد عدد من المراهقات وطالبات الطور الثانوي إما  لتغيير إطلالتهن؛ سواء تعلق الأمر بالتسريحة أو لتغيير لون الشعر أو الاستفادة من الحصص الخاصة بالعناية بالبشرة التي أهملوها نتيجة الانشغال بالتحضير الدائم والمستمر لهذه الاختبارات.

ولدى احتكاكنا بواحدة منهن، وهي الطالبة آمال. ف« (تخصص لغات)، أعربت في معرض حديثها عن أنها تشعر بالملل بسبب الروتين اليومي بين المراجعة في المنزل والتنقل يوميا إلى المدارس الخاصة للاستفادة من دروس الدعم، وبحكم أن الامتحانات على الأبواب رغبت في الشعور بنوع من التغيير، فقررت أن تغير تسريحة شعرها استعدادا للامتحانات، وحسبها فإنّ العامل النفسي يلعب دورا كبيرا  في رفع المعنويات، وانطلاقا من هذا رغبت في تدليل نفسها والاهتمام بجمالها، من خلال الحصول على تسريحة جديدة تغير من شكلها، وتشعرها بالرضا عن النفس.

وغير بعيد عنها، أشارت طالبة أخرى (تخصص علمي) إلى أنها شعرت خلال شهر رمضان بالكثير من التعب والإرهاق بسبب كثرة المراجعة، ما انعكس على وجهها الذي أصيب بالتعب وظهرت عليه بعض البثور المزعجة،  فرغبت كنوع من التغيير، في أن تهتم بجمالها من خلال الاستفادة من حصة  تنظيف البشرة، وإضفاء بعض الجاذبية على شعرها بصبغ بعض الخصلات بألوان مثيرة. وعلّقت تقول: إلى جانب شراء ملابس العيد اقتنيت ملابس أخرى أجتاز بها شهادة البكالوريا، وركزت فيها حسبما سبق لي أن سمعته من المختصين، على الألوان الفاتحة،  لتنعكس بشكل إيجابي على نفسيتي، خاصة أنني أعاني من الخوف الشديد  والقلق المستمر علّ وعسى تساعدني.

من المفارقات أيضا التي وقفت عليها المساء في صالون الحلاقة، التلميذة أسماء، التي قالت إنها قصدت صالون الحلاقة رفقة والدتها قبل موعد اجتياز شهادة التعليم المتوسط، موضّحة أن والدتها معلمة متقاعدة، رافقتها إلى صالون الحلاقة من أجل تغيير إطلالتها تحضيرا للامتحان؛ لما لهذا الأمر من أهمية في رفع معنوياتها وإخراجها من الروتين اليومي للمراجعة. وأردفت: حقيقة، شعرت بالكثير من الراحة؛ لأنّي بسبب كثرة المراجعة لم أعد حتى أنظر إلى وجهي في المرآة وأهملت العناية بشعري، وبالتالي هي فرصة للتغيير. واخترت أن أقص شعري قصة متموجة لأمنحه بعض الحيوية، وهو بدوره يمنحني شعورا بالسعادة للحد من قلقي. وحسب والدتها فإنّ الجانب النفسي يلعب دورا بارزا في الرفع من معنويات كل المقبلين على اجتياز الامتحانات النهائية؛ تقول: لا بد من أن نحرص كأولياء، عليهم ولو بتمكينهم من بعض الأمور التي قد تبدو بسيطة ولكن مفعولها كبير؛ كالتسوق لشراء ملابس جديدة، ما يعطي الانطباع بأنهم على موعد مع رحلة أو حفلة وليس مع امتحان، والتردد على صالونات الحلاقة لتغيير المظهر ولو كان الأمر يقتصر على  ترطيب الشعر أو صبغ بعض خصلاته أو حتى قصه. وعن أهمية التكفل بالجانب النفسي للمقبلين على اجتياز الامتحانات المصيرية، أوضحت الأخصائية في التفوق المدرسي الأستاذة نعيمة بهلول  في معرض حديثها مع المساء، أنّ اقتناء ملابس جديدة وتغيير لون الشعر أو شكله كلها سلوكات مستحدثة لدى هذه الفئة من المقبلين على اجتياز الامتحانات النهائية، قائلة: رغم بساطتها تؤثر بشكل كبير على نفسية المقبلين على اجتياز الاختبارات النهائية. وحسبها، فإنّ الأولياء يلعبون دورا بارزا في إنعاش نفسية أبنائهم؛ لأنهم أدرى بالأمور التي  تحفزهم وتكسر عنهم روتين المراجعة اليومي.

وتنصح الأخصائية الأولياء بعدم إهمال الجانب النفسي، والسعي لإحداث نوع من التغيير في يومياتهم؛ بإخراجهم لاقتناء ما يرغبون فيه من الألبسة التي  يحبون الظهور بها يوم الامتحان، أو التنزه أو زيارة بعض الأماكن أو حتى بتغيير إطلالتهم من خلال التردّد على صالونات الحلاقة لقص الشعر أو صبغه أو الاستفادة من حصة للعناية بالبشرة مادامت تلعب دورا في الدعم النفسي.