قدمها أخصائيون في علم النفس والأرطفونيا

اقتراحات علمية لتسهيل اندماج ذوي الإعاقة بالمجتمع

اقتراحات علمية لتسهيل اندماج ذوي الإعاقة بالمجتمع
  • القراءات: 1764
❊رشيدة بلال ❊رشيدة بلال

عرض أخصائيون في علم النفس، بمناسبة مشاركتهم في أشغال فعاليات الملتقى الوطني الأول حول استراتيجيات رعاية ذوي الاحتياجات الخاصة في بيئة متجددة، المنظم من طرف قسم الأرطفونيا بجامعة الجزائر «2»، جملة من الحلول والاقتراحات التي تمكن ذوي الإعاقة، على اختلاف إعاقتهم، من الاندماج بالمجتمع، من خلال الحصول على اهتمام وتكوين وتعليم جيد.

أشار البروفيسور ناصر الدين زبدي، عميد كلية العلوم الاجتماعية في كلمته الافتتاحية، إلى أن الإشكالية التي ينبغي الإجابة عليها من خلال هذا الملتقى هي «إلى أي مدى يمكن للأسرة التي يعيش فيها المعاق أن تؤثر على نموه»؟، انطلاقا من هذا، يشير إلى أنه لابد من الرجوع إلى إعلان حقوق الطفل وكذا الخاص بذوي الإعاقة، الذي حث على ضرورة أن يعيش كل طفل طفولة سعيدة، بالتالي يؤكد أن الوصول إلى هذه النتيجة لا يتحقق إلا بالحرص على الصحة النفسية لهذه الفئة، من خلال إبعادها عن كل عوامل الضغط والاضطراب، بداية من الأسرة، وصولا إلى المجتمع.

من جهة أخرى، أشار البروفيسور زبدي، إلى أن الاهتمام بفئة ذوي الإعاقة يبدأ من الشعور أولا بالقبول داخل الأسرة والمجتمع، وهذا لا يتحقق إلا بالتخلي عن تسميته بـ»المعاق»، والذي يعتبر الخطوة الأولى لإشعاره بالاندماج والتقبل.

بالمناسبة، أوضح المتحدث أنه ينتظر أن يتم بعد تنصيب لجنة علمية، اختيار أفضل المداخلات وطبعها في كتيب للاستفادة من كل المعلومات العلمية حول ما يتعلق بإدماج فئة ذوي الإعاقة في المجتمع.

من جهته، أوضح البروفيسور المكلف بالبيداغوجيا، بن شيح، إلى أن الدولة أولت اهتماما كبيرا بفئة ذوي الإعاقة، خاصة ما تعلق بالإدماج منذ سنوات الثمانينات، والذي جاء بعدها صدور قانون يلزم المؤسسات بضرورة إدماج هذه الشريحة، موضحا أن هذه الخطوة تدخل في إطار رفع الغبن عنهم، وجعلهم يساهمون في عجلة التنمية، بالتالي يعكس الإرادة السياسية للدولة في الاهتمام بإدماجهم في المجتمع.

لدى تدخلها، سلطت رئيسة الملتقى الدكتورة فطيمة زينات، الضوء على أهمية إدراج التكنولوجيا، كإستراتيجية حديثة للتكفل بهم، حيث أوضحت أن الصعوبات التي يعانيها المعاقون بصفة عامة، في مجال التعلم والتكوين والاندماج، تتطلب البحث في طرق علاجية عصرية، وهذا لا يتحقق ـ حسبها ـ إلا باللجوء إلى بعض الوسائل التي أثبتت نجاحها في بعض الدول المتقدمة، مثل اليابان.

توضح الأخصائية «تظهر أهمية اللجوء إلى التكنولوجيا بالنظر إلى الامتيازات العديدة التي تقدمها لذوي الإعاقة، ومنها أن استخدام التكنولوجيا يحسن نوعية حياتهم، ويمكنهم من الاعتماد على أنفسهم، ويضمن لهم القدرة على التواصل وسهولة استرجاع المعلومة والتحكم في الذات، بالتالي تؤكد التعلم بالاعتماد على التكنولوجيا بالنسبة لهذه الفئة، وأصبح اليوم أهم وسط تعليمي تفاعلي يجب العمل عليه لرفع مستوى التكفل بهذه الفئة، خاصة أن التجارب الميدانية أثبتت أن ذوي الإعاقة، كالمصابين بمتلازمة داون أو التوحد أو الإعاقة البصرية والسمعية، تجذبهم برامج التعلم الإلكترونية.

بينما اختارت المحاضرة سي بشير، أخصائية نفسانية، أستاذة جامعية في علم نفس الصحة، لدى تدخلها، أن تعرض طريقة علاجية جديدة أثبتت نجاحها في التحكم بالسلوك العدواني للمصاب بالإعاقة، حيث أشارت إلى أن برنامجها يعتمد على ثلاثة مستويات، يستهدف تصحيح السلوك، حيث يتم التركيز في المرحلة الأولى على تصحيح الزائد، بينما تنصب المرحلة الثانية على التدخل بالعزل، في حين تنحصر المرحلة الثالثة في تعزيز السلوك، مشيرة إلى أن هذه المراحل تعتمد على تقنيات علمية بعد تطبيقها على عينات معاقة أثرت على سلوكهم العدواني وقللت منه.

من جهة أخرى، أرجعت المتدخلة سبب اتصاف أغلب المعاقين بالسلوك العدواني، حسب تجربتها، إلى طبيعة المعاق أولا، الذي لا يعرف القوانين الاجتماعية، وضعف التفهم من الأولياء، خاصة الأم، وبالمناسبة دعت أولياء ذوي الاحتياجات الخاصة إلى الاستفادة من دورات تكوينية إرشادية تمكنهم من فهم أبنائهم، ومن ثمة التدخل الإيجابي لمساعدتهم على التعلم والإدماج.

طرحت المحاضرة صفية تنساوت، أخصائية في الأرطفونيا، إشكالية تخصص التربية النفسية والحركية الذي ورغم أنه تخصص جديد، غير أن تكوين الأخصائيين في هذا المجال توقف لأسباب مجهولة على مستوى المركز شبه الطبي ببلدية حسين داي، رغم أهميته في مساعدة ذوي الاحتياجات الخاصة، لاسيما فئة المصابين بمتلازمة داون، مشيرة إلى أن أهمية هذا التخصص تتمثل في أنه يساعد على التحكم في الاضطرابات الحركية، كالتأخر في المشي، وعلى تحفيز الوظائف الحسية ومفاهيم الزمان والمكان والتآزر الحركي البصري والحركة التعبيرية والكتابة والاسترخاء لدى طفل التريزوميا، بالمناسبة، طالبت بضرورة إعادة الاهتمام بتكوين الأخصائيين في مجال التربية النفسية الحركية، خاصة أن نسبة المصابين بالإعاقة مرتفع في الجزائر.