طباعة هذه الصفحة

الإعلامية رشيدة صاولي لـ’’المساء”:

اعمل على تعزيز قيم المشاركة و العمل التطوعي

اعمل على تعزيز قيم المشاركة و العمل التطوعي
  • القراءات: 814
رشيدة بلال رشيدة بلال

يرتبط نجاح العمل التطوعي ارتباطا وثيقا بالعمل الإعلامي، بالنظر إلى الدور الذي يلعبه في إبراز أهميته من جهة، ولفت الانتباه إليه لحث الفاعلين على المساهمة في إنجاحه. وإيمانا منها بدور الإعلام في دعم العمل التطوعي، اختارت الإعلامية رشيدة صاولي أن تكرس كل جهدها في سبيل دعم العمل التطوعي وترقيه، من خلال الانخراط في واحدة من أنشط الجمعيات الخيرية، وهي جمعية ”جزائر الخير” التي قطعت أشواطا كبيرة في مجال العمل الخيري. تحدثنا في هذه الدردشة عن المجهودات التي تبذلها كإعلامية لتكريس ثقافة العمل التطوعي، في مجتمع كان إلى وقت قريب، النشاط التطوعي الميداني حكرا على الرجال.

تشير الإعلامية في بداية حديثها، إلى أن انتقالها من العمل الإعلامي إلى التطوعي، كان نتاج قناعتها بأهمية المساهمة في هذا العمل الإنساني، الذي يعكس حبها لفعل الخير وابتغاء مرضاة المولى عز وجل، مشيرة إلى أن انطلاقتها الأولى كانت كصوت إشهاري بالإذاعة الوطنية التي التحقت بها سنة 2001، بعد إتمام دراستها بمعهد علوم الإعلام والاتصال تخصص سمعي بصري، حيث كانت من أهم المراحل في حياتها المهنية، حيث تعلمت الكثير وحققت حلمها في ولوج مهنة المتاعب.

المرحلة الانتقالية حدثت، حسب محدثتنا، يوم اطلعت على جريدة عمومية، فوقع بصرها على إعلان لتوظيف بجمعية ”جزائر الخير” مكلفة بالإعلام، فتقدمت بطلب التوظيف، ليتم قبولها مباشرة سنة 2014، ومنذ ذلك الوقت وهي تحاول  قدر الإمكان إسعاد الفقراء والمساكين والمحتاجين انطلاقا من موقعها كإعلامية، توصل أصوات الفقراء علها تجد آذانا صاغية تمد لها يد العون.

حسب محدثتنا، فإن العملية الإعلامية تلعب اليوم دورا مهما في تثمين العمل التطوعي بالمجتمع، ومساعدة المحتاجين من خلال تحفيز الأفراد على الانخراط في العمل التطوعي والدفع بالتجار والمؤسسات إلى المساهمة فيه، وتقول ”من هنا تبرز الجوانب الإيجابية في العمل الإعلامي الذي يساهم في تعزيز قيم المشاركة والإحساس بالمسؤولية الاجتماعية، ونشر حملات توعوية بأهمية العمل التطوعي ونشر ثقافة العمل الخيري والتعريف به”، مشيرة في نفس السياق، إلى أنها تعتبر كل وسائل الإعلام المكتوبة والمرئية والمسموعة، وحتى وسائل التواصل الاجتماعي، شريكا أساسيا في العمل التطوعي.

تقول في سياق ذي صلة ”تجربتي في مجال العمل التطوعي سمحت لي بالوقوف على مدى وعي وإدراك المواطن لدوره في دعم الفئات الهشة، وهو مؤشر إيجابي ويعكس الجانب الإنساني لأفراد المجتمع، كما يعمق روح التكامل بين الناس ويشجع على التعاون وتنمية روح الجماعة، ما يدعوني كإعلامية، إلى بذل المزيد من الجهد في سبيل نشره وحث الجميع على أهمية المشاركة فيه”.

قناعة الإعلامية رشيدة صاولي بالعمل التطوعي، استمدتها من أول تشريع التزمت به البشرية، وهو كتاب الله، حيث يقول المولى سبحانه وتعالى في سورة البقرة (ومن تطوع خيرا فإن الله شاكر عليم)، وأيضا قوله تعالى (فمن تطوع خيرا فهو خيرا له)، مشيرة إلى أن بداياتها الأولى كانت عبارة عن مجهودات فردية مع الأصدقاء والعائلة، والتي تقول في هذا الصدد ”جسدت ما فطرنا عنه وتشبعنا به من تعاليم إسلامية تدعو إلى مساعدة الفقراء المحتاجين والمرضى قدر إمكانياتنا”. تردف رشيدة صاولي ”وأستطيع القول، إن عملي كان تطوعيا غير منظم، لكن عندما سمحت لي الفرصة والتحقت بجمعية ”جزائر الخير”، أصبح عملي التطوعي منظما وساهم في الكشف عن قدراتي في دعمه، من خلال التعامل مع فئات مختلفة من الناس ومتابعة كل حالة بعد الاطلاع على الملفات والتحري الجيد فيها”، وتعلق في نفس المنوال ”أشعر بالكثير من الرضا، لأنني تمكنت من الجمع بين نشاطين هامين؛ العمل الإعلامي والتطوعي وبذلك أكون قد ضربت عصفورين بحجر واحد؛ حبي للإعلام يتجسد وإيماني بالعمل التطوعي ومشاركتي الفعلية في إنجاحه والترويج له”. من المحطات التي تفضلها محدثتنا في عملها، عندما تتمكن من إسعاد من حولها والوقوف إلى جانبهم، وإيجاد حلول لمشاكلهم، إذ تقول في هذا الشأن  ”كل هذا يعطيني نوعا من الرضا والراحة النفسية، وهذا يكفيني ويدفعني إلى مزيد من العطاء”.

ردا عن سؤالنا حول واقع العمل التطوعي في الجزائر انطلاقا من تجربتها، أشارت إلى أنه رغم إقرار الأمم المتحدة ليوم 5 ديسمبر يوما عالميا للتطوع، غير أنه لم يأخذ حظا وافرا، خاصة من حيث الإعلام به وتثمين المجهودات التي تقوم بها الجمعيات، مما يتطلب ـ حسبها ـ بذل المزيد من الجهد، موضحة بالقول ”وإن كنت أعتقد أن نشر ثقافة التطوع لا تبنى فقط على ما يقدمه الإعلامي، إنما ينبغي أيضا إدراجه في المناهج الدراسية، وحث الشباب على التطوع، فمثلا في بعض البلدان المتقدمة كالولايات الأمريكية، أصبح كمادة يدرس ويلزم كل طالب أن يقوم بمبادرة تطوعية مع جمعية، وتسلم له شهادة مشاركة في العمل التطوعي”.

تختم الإعلامية صاولي بالقول، إن مسعاها يجري من خلال الجمعية التي تنشط فيها لإخراج العمل التطوعي من المناسباتية، وتحويله إلى سلوك دائم، وأن تعمل على ترسيخ ثقافة العمل التطوعي عند كل الفئات العمرية، خاصة الشباب، من خلال النشاطات التي تمت برمجتها، لإيمانها بأنه يظل دائما وسيلة لكسب المهارات ويعزز الثقة في النفس وينمي الشعور بالمسؤولية.