دخول التوقيت الجديد للحجر الصحي بقسنطينة

استهتار متواصل والحل في الصرامة والردع

استهتار متواصل والحل في الصرامة والردع
  • القراءات: 746
ز. زبير ز. زبير

رغم أن الحصيلة اليومية المسجلة من عدد الإصابات بفيروس ”كوفيد 19” لا تبشر بالخير، بعدما باتت الولاية ضمن الخمس ولايات الأولى، التي تعدى عدد الإصابات بها 450، مع تسجيل 20 حالة وفاة، ورغم الحملات التحسيسية والتوعية العديدة عبر مختلف الوسائط، إلا أن عددا كبيرا من سكان قسنطينة، لا زالوا يتعاملون مع الوضع بنوع من الاستهتار واللامبالاة، في ظل التحذير من طرف المختصين، السلطات الأمنية والمدنية ووسائل الإعلام المحلية.

بدا اليوم الأول من تمديد الحجر الجزئي المطبق، في إطار التدابير والإجراءات المتخذة لمجابهة وباء ”كوفيد-19” ومحاربة انتشاره، عاديا بالنسبة لسكان عدد كبير من مناطق ولاية قسنطينة، التي باتت اللامبالاة عنوانا لأهلها، حيث أن رفع ساعة الحجر من الساعة السابعة مساء إلى الخامسة مساء، لم يغير كثيرا في المشهد العام بالولاية رقم 25.

مع دخول أول ساعة للحجر بالتوقيت الجديد، بدت الحركة في الأحياء جد عادية، من خلال التجوال والتجمعات ولعب الأطفال الصغار خارج المنازل، سواء بالنسبة للتجمعات السكنية المشكلة من عمارات، على غرار العديد من الوحدات الجوارية بالمدينة الجديدة علي منجلي، أو بالنسبة للأحياء الشعبية، على غرار أحياء جنان الزيتون، التوت، بن تليس والصنوبر، التي لم يكتف قاطنوها بالتجول في وقت الحجر والتجمع خارج المنازل دون أقنعة واقية وكمامات، بل كانت رياضة كرة القدم تمارس بشكل عادي بمساحات اللعب، على غرار ما وقفت عليه ”المساء” في أحد مساحات اللعب بحي جنان الزيتون.

حركة السيارات وإن بدت قليلة في الطرق الرئيسية، خاصة التي توجد بها حواجز أمنية، إلا أنها كانت معتبرة بالطرق الفرعية وبين الأحياء، التي تغيب فيها عين رجال الأمن، كما أن ظاهرة أخرى بدت للعيان بقسنطينة، وهي استغلال الأطفال لشغور الطرق الكبيرة في فترة الحجر، والتجول بالدراجات الهوائية إلى غاية ساعات متأخرة من الليل، على غرار الطريق الوطني رقم 3 في مقطعه الرابط بين حيي الكيلومتر الرابع وسيساوي.

هذه التصرفات التي تنم عن غياب الوعي لدى أصحابها، من شأنها أن تقود المجهودات التي تبذلها الدولة من أجل الحفاظ على صحة المواطن، وتجعل المجهودات التي يقوم بها الجيش الأبيض والتضحيات الجسيمة، عبر مختلف المؤسسات الاستشفائية، هباء منثورا، كما من شأنها أن تطيل عمر الأزمة، حسب ما اتفق عليه عدد من المواطنين الواعين، الذين التزموا بقواعد الحجر الصحي منذ بداية الأزمة، رغم صعوبة الأمر، خاصة من الجانب النفسي، والذين يعانون كثيرا عند مشاهدتهم لمظاهر الانفلات وضرب تعليمات الحجر الصحي عرض الحائط.

دعا عدد من المواطنين بعاصمة الشرق، إلى اتخاذ إجراءات أكثر صرامة وردع مع السكان الذين يقومون بكسر الحجر الصحي، ويعملون بتصرفاتهم هذه على المساهمة في بقاء الفيروس لمدة أطول، خاصة في ظل الأرقام التي باتت قسنطينة تسجلها، بعدما عادت مرة أخرى إلى الصدارة من حيث عدد الإصابات اليومية، عندما احتلت المركز الأول على الصعيد الوطني، في الإحصائيات المقدمة عشية يوم السبت الأخير من شهر ماي، بتسجيل 16 إصابة، ليرتفع العدد الإجمالي إلى 459 إصابة مؤكدة.