رغم ارتفاع حالات العدوى بوهران

استمرار تجاهل الإجراءات الاحترازية

استمرار تجاهل الإجراءات الاحترازية
  • القراءات: 610

رغم الارتفاع المقلق في الحالات الجديدة للإصابة بفيروس "كورونا"، الذي عرفته وهران في الفترة الأخيرة، لا يزال العديد من المواطنين يرفضون الالتزام كليا بالإجراءات الاحترازية، للوقاية من الوباء، حسبما سجله مختصون في الصحة، ويرى ممارسون في الصحة، أن الاستهتار بالإجراءات الاحترازية، هي السبب الرئيسي في الارتفاع المقلق لحالات الإصابة بـ«كوفيد-19" في الأيام الأخيرة.  وأمام هذه الوضعية المقلقة، شدد مهنيو الصحة العمومية على ضرورة احترام التدابير الوقائية لمجابهة تفشي الجائحة.

 أكد رئيس مصلحة الوقاية بمديرية الصحة في الولاية، يوسف بوخاري، على أن ارتداء القناع الواقي ونظافة اليدين والتباعد الاجتماعي، تصرفات هامة جدا لمكافحة الفيروس، مشددا على ضرورة تجنب التجمعات العائلية، مثل الأعراس، حفلات الختان، أعياد ميلاد، لوقف انتشار "كوفيد-19".

في وقت شهدت ولاية وهران في الفترة الأخيرة، ارتفاعا مقلقا في الحالات الجديدة، للإصابة بالفيروس التاجي. وأضحت من الولايات الأكثر تضررا بالجائحة، بتسجيلها أزيد من 1500 حالة إيجابية منذ بداية الأزمة الصحية.

يلاحظ يوميا وعقب الإعلان يوم الجمعة الماضية، عن تسجيل 82 إصابة جديدة بوهران، والتي احتلت بها في ذلك اليوم، المرتبة الأولى وطنيا من حيث عدد الإصابات، لم يمنع العديد من الوهرانيين من الخروج في اليوم الموالي بدون أدني وقاية، كما يلاحظ أن النساء والأشخاص المسنين، هم الأكثر التزاما بتدابير الوقاية، وارتداء القناع الواقي، للحماية من تفشي الفيروس التاجي. نجد التاجر فريد، صاحب محل للأجهزة الكهرومنزلية بحي ابن رشد، يقر بأن ارتداء القناع الواقي إلزامي، غير أنه ينزله إلى أسفل الذقن ويعلل ذلك بقوله "أسمح لنفسي أحيانا بإزالته للاستراحة قليلا" لافتا إلى "أنه يلتزم بالتدابير الوقائية الأخرى، على غرار نظافة اليدين والتباعد مع الزبائن". وأوضح فريد الذي وضع لافتة في الاتجاه المقابل لمدخل محله، كتب عليها "ارتداء القناع إجباري"، أنه يطلب من جميع زبائنه احترام هذا الإجراء الوقائي قبل الدخول إلى المحل".

من جهتها تقول أمال، موظفة بمؤسسة خاصة، كانت تصطحب أبناءها بوسط المدية مرتديين الأقنعة الواقية، إنها لا تخرج لا هي ولا ابنتها الصغيرة بدون قناع واق، منذ أزيد من ثلاثة أشهر، مضيفة أنها تلتزم بإجراءات ارتداء القناع الواقي ونظافة اليدين والتباعد الاجتماعي التي أصبحت تصرفات شبه طبيعية لديها. واستطردت تقول؛ "أرتدي دائما القناع الواقي، في الشارع والمحلات والإدارة التي أعمل بها، وأحرص أيضا على تذكير زملائي بذلك، لأنني لا أريد المخاطرة. لدي عائلة يتوجب أن أحافظ عليها". أشارت إلى "أن التحلي يوميا بهذه التصرفات، هو سلوك مسؤول ودليل على ما يحمله الشخص من احترام للآخر".

من جهتها، قالت السيدة مخايسية التي كانت ترتدي قناع واق، وتنتظر دورها للدخول إلى القصابة، محترمة بذلك إجراء التباعد "أن هذه التصرفات هي طوق النجاة للخروج من هذه الأزمة الصحية غير المسبوقة"، مشددة على ضرورة احترام هذه التدابير الوقائية.

تساءلت من جهة أخرى، عن المانع في أن يقوم الشباب بتحية بعضهم البعض على بعد متر ونصف المتر دون التصافح، وأن يرتدوا القناع الواقي إلى غاية الرجوع إلى البيت، وتكرار عملية غسل اليدين عدة مرات في اليوم، مضيفة أن "هذه التصرفات البسيطة التي غالبا ما يمتنع الكثير من الشباب القيام بها، يدفع ثمن نتائجها الوخيمة الآباء والأجداد".

للشباب رأي آخر لتبرير عدم اكتراثهم بالالتزام بالتدابير الوقائية، إذ يعتقدون أن الفيروس يصيب أكثر المتقدمين في السن، والمصابين بأمراض مزمنة، في حين أن الشباب تحميهم قوة مناعتهم. وقد أصبحت رؤية مجموعات من الشباب وهم يتسلون بلعبة "الدومينو" أو لعبة الورق، أو يتبادلون فيديوهات وتطبيقات محمولة دون أدني وسائل الوقاية، أو التباعد الاجتماعي من المشاهد العادية واليومية بالأحياء السكنية.