مختصون يفتحون ملف المخدرات في الوسط الجامعي

استفحال مقلق لتعاطي المؤثرات العقلية

استفحال مقلق لتعاطي المؤثرات العقلية
  • القراءات: 550
حنان. س حنان. س

❊ حجز 11 مليون قرص من نوع "بريغابالين" خلال 2023

ثمّن متدخلون خلال يوم دراسي نُظم بجامعة بومرداس حول المخدرات في الوسط الجامعي، كل الحملات التحسيسية حول هذه الآفة، والمنظمة بين الفينة والأخرى بالتنسيق مع عدة فاعلين، داعين، بالمناسبة، إلى مضاعفة التنسيق، وتنظيم مزيد من الحملات؛ في محاولة لتطويق هذه الظاهرة السلبية، التي تشير المعطيات إلى استفحالها بشكل مخيف بين مختلف الفئات العمرية، ولا سيما منها المؤثرات العقلية.

نظمت المديرية الفرعية للنشاطات العلمية والثقافية والرياضية لجامعة "امحمد بوقرة" بكلية العلوم الاقتصادية، خلال هذا الأسبوع، يوما دراسيا لفائدة الطلبة حول آفة المخدرات، اختارت له شعار "لا للمخدرات في الوسط الجامعي" بالتنسيق مع عدة شركاء.

وحسب المتدخلين، فإن هذا الموضوع لا بد أن يكون محور عدة حملات توعوية على مدار السنة؛ من خلال استهداف عدة فئات من المجتمع؛ بسبب استفحال هذه الآفة أكثر فأكثر" ؛ حيث تُظهر المعطيات الإحصائية تراجعا طفيفا في السنوات الأخيرة، لكمية المخدرات الصلبة المحجوزة، بينما ارتفعت، في المقابل، المؤثرات العقلية أو المهلوسات، وعلى رأسها دواء "بريغابالين" أو التي تسمى وسط المدمنين "الصاروخ"، أو حتى "مدام كوراج".

وأشارت ممثلة الديوان الوطني لمكافحة المخدرات في مداخلتها، إلى حجز حوالي 11 مليون قرص من نوع "بريغابالين" خلال السنة المنقضية؛ ما يؤكد ـ حسبها ـ صورة الاستفحال الكبير لهذا النوع من المخدرات. كما أشارت المتدخلة إلى أن التكفل بالمدمنين عبر 46 مركزا علاجيا أو مركزا وسيطا، منتظر أن يصل عددها مستقبلا إلى 53 مركزا وسيطا عبر الوطن؛ من خلال برمجة إنجاز 7 مراكز جديدة بعدة ولايات. كما لفتت إلى وجود لجنة على مستوى وزارة العدل، تعمل بالتنسيق مع وزارة الصحة، حول مسألة التكفل الأمثل بهؤلاء المدمنين؛ من خلال إيجاد السبل الأمثل للتوجيه السليم لعلاج المدمن.

وفي السياق، كشفت رئيسة مركز الوسيط لمعالجة الإدمان بيسّر في ولاية بومرداس، أعراب صبرينة ـ وهي كذلك منسقة النشاطات شبه الطبية ـ إلى برمجة عدة حصص علاجية للمدمن بحضور أفراد من عائلته. وقالت في تصريح خاص بـ"المساء على هامش ذات الفعالية، إن المركز سجل خلال السنوات الأربع الأخيرة، منحى يتصاعد ويتراجع من حيث الأرقام؛ حيث سجل سنة 2020 علاج 68 حالة إدمان، في حين تراجع العدد إلى 51 حالة خلال 2021، ليرتفع مجددا إلى 65 حالة في 2022، ثم قفز إلى 70 حالة إدمان في 2023.

وتأتي المخدرات بأنواعها في صدارة حالات الإدمان المعالجة لكلا الجنسين، ومن مختلف الشرائح العمرية. غير أن المتحدثة أكدت في هذا الصدد، أن المهلوسات تأتي في طليعة حالات الإدمان المسجلة. ولفتت إلى أن بعض الأسباب التي تؤدي بالفرد إلى تعاطي هذه المهلوسات أو المخدرات بشكل عام، تعود، بالدرجة الأولى، إلى الفضول، وسهولة التأثير، خاصة على المراهقين. كما إن التفكك الأسري والعنف الممارَس سواء في الأسرة أو على الأفراد، سبب آخر يدفع إلى الإدمان. وذكرت سببا آخر لا يقل أهمية، وهو الثراء الفاحش، وغياب الرقابة الوالدية.

ولا يقتصر تأثير المخدرات على الجانب الاجتماعي فحسب، بل يتعداه إلى الجانب الاقتصادي؛ حيث تشير، من جهتها، الأستاذة نصيرة يحياوي من كلية الاقتصاد وعلوم التسيير بجامعة بومرداس، إلى كون هذه الآفة تكسر الاقتصاد الوطني، وتنخر احتياطاته من العملة الصعبة.

والسبب ـ حسبها ـ يكمن في وجود عصابات، هدفها الأول تكسير كل الأهداف التي وضعتها الدولة في سبيل حماية أفرادها، ضمن ما يُعرف بالجريمة المنظمة، التي تستهدف، بالدرجة الأولى، الشباب، قائلة: "في خضم الحديث عن التنمية المستدامة وتشجيع روح الإبداع والابتكار وسط الشباب والطلبة لخلق مؤسسات ناشئة، يتم ترويج المخدرات والمهلوسات وسطهم؛ لقتل القيم، وسد الطريق أمام تقوية الاقتصاد الوطني"، داعية، هي الأخرى، إلى مزيد من حملات التوعية والتحسيس وسط كل فئات المجتمع؛ لتطويق هذه الآفة