لاكتساب مهارات وبناء شخصية قوية للطفل

العطلة المدرسية للجمع بين التسلية والتعليم

العطلة المدرسية للجمع بين التسلية والتعليم
عبير سعداوي، مختصة اجتماعية
  • 410
 نور الهدى بوطيبة نور الهدى بوطيبة

أكدت عبير سعداوي، مختصة اجتماعية، على ضرورة مرافقة الأطفال والمراهقين خلال العطل المدرسية؛ بهدف مساعدتهم على الاستثمار في وقت الفراغ، وتوجيههم نحو تمضيته في أشغال مثمرة لهم، مشيرة إلى أن تدارك التأخر في التعليم الذي تأثر من مخلفات كورونا، لا بد أن يتم تدريجيا، من خلال تعويض ما فات من دراسة، وكذا نشاطات تعليمية وتكوينية مفيدة لبناء الطفل، داعية، بالمناسبة، إلى عدم ترك الطفل يقع ضحية الخمول الذي يصيبه في فترات العطل. 

أوضحت الأخصائية أن الأولياء ينقسمون إلى فوجين خلال العطل المدرسية؛ فوج يترك الطفل على راحته التامة ولا يكلفه بأي واجب ولا يوجهه نحو أي نشاط، تحت شعار "العطل للراحة فقط"، في حين آخرون يفضلون استغلال ذلك الفراغ، وحث الطفل على استثماره في شيء مفيد؛ دراسة، رسم، قراءة، نشاط رياضي، موسيقى، أو حتى تعلم الطبخ بالنسبة للفتيات عادة، وغيرها من الأنشطة التي تُعد قوى مضافة للرصيد التعليمي والتثقيفي للطفل، خاصة إذا أحسن استثمار وقت العطلة في نشاط يحبه، يكون بذلك تعليميا وترفيهيا في آن واحد.

وقالت المختصة إن الاهتمام براحة الطفل خاصة النفسية، أمر مهم، لكن من دور الأولياء البحث عن ذلك التوازن بين التعليم والترفيه، وهذا ما يساعد الطفل في بناء شخصية متزنة، تبلغ النمو الصحيح، حتى يشعر بالاكتفاء من كل الجوانب في العمر المناسب، موضحة أن اللعب والترفيه مهمّان للطفل، فتعليمه وتعزيز رصيده الثقافي لا يعني، أبدا، حرمانه من عيش طفولته كما يستحق؛ لأن كل تفصيل في عمر الطفولة، له تأثير على رجل أو امرأة المستقبل.

وأضافت في حديثها أن كل نشاط لا بد أن يكون بميزان، على حد تعبيرها، فوقت اللعب يحدَّد، ووقت الجد والتعلم لا بد أن يحدَّد كذلك؛ قائلة: " إن مرحلة الطفولة هي أكثر المراحل قوةً في الاستيعاب، وحمل أكبر قدر من المعلومات، واكتساب المواهب. وتعدي تلك المرحلة يُضعف القدرة على حمل تلك المواهب؛ مثلا الرسم، أو ممارسة نوع من أنواع الرياضة، أو استعمال آلة موسيقية، أو حتى تعلم اللغات الأجنبية".

وأشارت في هذا الخصوص إلى أن الطفل دون ست سنوات، له قدرة عالية وغير طبيعية، على حد تعبيرها، في حمل أكبر قدر من اللغات وتعلمها مهما كانت صعبة في نظر الشخص البالغ؛ فالطفل له عقل يتميز بخصوصيات الإسفنجة، يمكنه أن يحمّل ما يريده من معلومات؛ لأنه يملك الأرضية الخصبة، والتفكير الواضح، والهدوء الداخلي، الذي قد يفقده البالغ مع مرور السنوات؛ بسبب ما يحمله من ضغط، وكثرة التفكير.

وعليه شددت المختصة الاجتماعية على أن تضييع الوقت بالنوم والجلوس مطولا أمام الشاشة التلفزيونية وحمل الهواتف الذكية وتصفّح مواقع من دون فائدة، هي أكبر هدر للوقت. وهنا يأتي دور الأولياء في مراقبة ومرافقة الطفل، وتعويده على الاستيقاظ باكرا، والإبقاء على روتين صحي ومفيد لصحته الجسدية وكذا النفسية، لا سيما أن ذلك ينشطه، ويجعل عاداته الجيدة جزءا من حياته اليومية حتى عند الكبر.

وأكدت عبير سعداوي أن تغذية الطفل يمكن أن تكون من خلال نشاطات جماعية، فيمكن الأولياء تخصيص وقت للأطفال ومشاركتهم تلك الأنشطة؛ كتنظيم خرجة عائلية في أحضان الطبيعة، أو ممارسة رياضة جماعية، وغيرها من الأنشطة المسلية والمغذية لفكر الطفل.

وأوضحت عبير سعداوي أنّ لبعض الأولياء وعيا بخصوص أهمية استغلال وقت الفراغ، وهو ما يجعلهم يدفعون أطفالهم إلى ملء فراغهم في أنشطة مفيدة ومثمرة؛ على غرار الالتحاق بناد معيّن للجمع بين المتعة والمنفعة. كما إن بعض الأولياء يحثون أطفالهم الأكبر سنا على الالتحاق بجمعيات خيرية، واكتساب روح العطاء من خلال الأعمال التطوعية والخيرية التي لها أثر إيجابي وقوي جدا على شخص الطفل، وتفكيره المستقبلي؛ مما ينمّي وعيه، ويكسبه الكثير من المهارات.