الأستاذ عبد المجيد حموين رئيس مخبر الهندسة المعمارية والتراث بجامعة بشار:

استخدام ألياف النخيل في الطوب وراء طول عمر القصور القديمة

استخدام ألياف النخيل في الطوب وراء طول عمر القصور القديمة
  • القراءات: 431
رشيدة بلال رشيدة بلال

عرض الأستاذ عبد المجيد حموين من جامعة بشار، ورئيس مخبر الهندسة المعمارية والتراث تخصص هندسة مدنية، ورئيس اللجنة الوطنية للبيداغوجيا للهندسة المعمارية والعمران وحرف المدينة، خبرتهم التي تزيد عن 15 سنة في مجال التراث المادي الذي يخص ترميم القصور التي بُنيت في الولايات الجنوبية، والتي تتميز بهيكلها الهش. وقال حموين في معرض حديثه إلى "المساء"، بأن عملهم انصبّ حول تحسين نوعية البنايات الطينية؛ بإدخال مركّبات طبيعية من ألياف النخيل على الطوب، لترميم وتجديد القصور القديمة، ومنه الحفاظ عليها كموروث مبني، وتراث مادي.

قال الأستاذ عبد المجيد حموين، على هامش مشاركته مؤخرا في ملتقى حول التراث المبني، "بأن تجربتهم بولايات الجنوب حول القصور المبنية والتي تشكل جزءا من التراث المبني، انصبت حول ضرورة الانطلاق في عملية تجديد أو ترميم القصور  القديمة بالعودة إلى المواد الطبيعية، ومنها النخلة، التي تقدم جملة من المواد الهامة التي تساهم في عملية الترميم والتجديد بالاعتماد على أليافها"، مشيرا في السياق، إلى أن تجربتهم على مستوى المخبر الممثلة في إدخال الألياف في تركيبة الطوب وبالاعتماد على تركيزات معدلة واستخدام مادة الجير ومنه استخدامها في البنايات القديمة، أعطت نتائج هامة على مدار أكثر من 15 سنة. وأردف المتحدث: "أخذنا عينات من القصور المبنية قديما، فوجدنا أن السلف كانوا يستعملون المواد بطريقة علمية؛ إذ عرفوا كيف يمزجون بين المواد المستخدمة في تشكيل الطوب الذي بنيت به القصور، والتي تُعتبر صديقة للبيئة.

وهي تعود إلى قرون مضت، ومنها قصر تاغيت، وقصر القنادسة، وقصر بني عباس، وقصر موغل". والهدف من الدراسة، حسب الأستاذ عبد المجيد، هو الوصول إلى تصنيف البنية التحتية لكل قصر من القصور؛ من أجل تحسين نوعية الطوب، ومنه تقديم مادة  صلبة، تساعد على تجديد القصور، والحفاظ عليها من تأثير العوامل الطبيعية الصحراوية التي تسيء للبنايات، وبالتالي فإن التجربة كانت ناجحة جدا، تتمثل في تطوير نوعية الطوب في البنايات القديمة، ومنه اعتمادها في مختلف القصور الموجودة في الصحراء الجزائرية، التي تُعد إرثا ماديا مبنيا، وتراثا هاما لا بد من الحفاظ عليه، وتثمينه.