صوم الأطفال لأول مرة في عنابة

استحضار العادات وتميز الصائم الصغير لتحبيبه في العبادة

استحضار العادات وتميز الصائم الصغير لتحبيبه في العبادة
  • القراءات: 680
هبة أيوب هبة أيوب

تولي العائلات العنابية اهتماما خاصا بصيام الأطفال لأول مرة، حيث يتم استحضار جملة من العادات والتقاليد التي تتجه كلها لتحقيق غرض واحد، وهو تشجيعهم على الصيام وتعويدهم على هذه العبادة الدينية.

يحظى الصائمون الصغار لأوّل مرة باهتمام ورعاية كبيرتين من طرف ذويهم تشجيعا لهم على الصبر والتحمل والمواظبة على هذه الشعيرة الدينية وتهيئتهم لصيام رمضان كامل مستقبلا، فيتم خلال أول يوم، حسبما جرت عليه العادة، ليلة النصف من رمضان أو ليلة 27 منه، بإعداد مشروب خاص يتم تحضيره بالماء والسكر والليمون مع وضعه في إناء بداخله خاتم من ذهب أو لويزة ذهبية أو فضية من أجل ترسيخ وتسهيل الصيام، علما أن كل هذه التحضيرات تجري وسط جو احتفالي، بحضور الوالدين والجد والجدة وأفراد آخرين من الأسرة والأقارب، تعبيرا عن التمسك بعادات وتقاليد أجدادهم والسير على درب السلف وتشجيعا لهم على الصوم، كما يحظون بالتمييز من أجل دفعهم للمواظبة على أداء فريضة الصيام، فالبنات يلبسن أفضل ما لديهن من ألبسة ويجلسن كملكات وسط احتفال بهيج بصيامهن، وتقدم للصائمين الصغار النقود تشجيعا لهم على مواصلة الصيام. 

من جهة أخرى، تتفنن ربات البيوت في تحضير مادة "الفريك" التي تخضع لعملية دقيقة ومجهود كبير، حيث يتم طحنه وغربلته، ثم وضعه في أكياس مجففة ليحفظ نكهته من أجل تحضير الشوربة التي تعتبر الطبق الأساسي وتصحب بـ«البوراك" العنابي، إلى جانب تحضير التوابل لتعبيق الأطباق والأكلات العصرية والتقليدية بها، منها المتبلات التقليدية كشواشي الورد والفلفل الأسود مع خلطها بإكليل الجبل والزعتر وبعض المواد الأخرى التي تعطي الطبق رائحة زكية وتفتح شهية الصائم الصغير وتعطي جسمه  الطاقة والحيوية إن رغب في صيام أيام أخرى.

وخلال السهرات الرمضانية، تخرج العائلات رفقة الأطفال إلى الكورنيش العنابي للتمتع بنسمات البحر، حيث تمتد السهرات إلى موعد السحور، حين تتنوع السهرة مع طاولات الشاي و«الكريبونة" التي تعتبر من المثلجات التي تعرف إقبالا كبيرا من طرف الصائمين.