الدكتور سعيد يحيى بوهون المختص في أدب الطفل:

استحداث وسام التميز في اللغة العربية يعزّز مكانتها عند الأبناء

استحداث وسام التميز في اللغة العربية يعزّز مكانتها عند الأبناء
الدكتور سعيد يحيى بوهون، مختص في أدب الأطفال وثقافتهم
  • القراءات: 856
رشيدة بلال رشيدة بلال

اختار الدكتور سعيد يحيى بوهون، مختص في أدب الأطفال وثقافتهم، أن يحاضر حول اللغة العربية في يوم الطفل العربي، الذي احتفل به مؤخرا بعد تراجع اهتمام جيل اليوم بهذه اللغة رغم وزنها وعمقها الحضاري والتاريخي. وقدّم، بالمناسبة، مداخلة عبر تقنية التحاضر عن بعد، في لقاء نظمه المركز الثقافي الإسلامي، جاء تحت عنوان "تنشئة الأطفال على الاعتزاز باللغة العربية كيف؟ ولماذا؟".

استهل الدكتور بوهون محاضرته بالتأكيد على أن اللغة العربية هي ركيزة من ركائز الهوية والانتماء، ورمز التواصل مع الذاكرة والتاريخ، موضحا: "لأن اللغة العربية وسيلة من وسائل التواصل في عصر التكنولوجيا، يمكن القول بأن اللغة العربية هي أقدر لغة على تحقيق هذا الهدف التواصلي؛ لما تتميز به من خصائص ثلاث، قد لا نجدها في باقي لغات العالم، ومنها الدقة؛ حيث إن الراغب في إيصال معلومة يكفي أن يختار المفردات الدقيقة، لتكون لغته واضحة، وتعبّر بكل صدق عن المشاعر والأفكار، بينما تتمثل الخاصية الثانية في الثراء؛ حيث تمنحك حرية مطلقة في اختيار ما تشاء من المفردات التي تعبّر عن نفس المعنى بطرق مختلفة، وأخيرا المرونة في التعامل مع مختلف الوضعيات الفكرية والنفسية. هذه الميزات الثلاث، حسب المحاضر، "تجعل من الضروري الاعتزاز بها، وتنشئة الأطفال عليها في سن مبكرة". ومن جهة أخرى، يرى الدكتور بوهون أن تعزيز اللغة العربية عند الأطفال، من شأنه تطوير مهارتهم الفكرية والذهنية. وحسبه، فرغم جمال اللغة العربية كلغة تواصلية دقيقة، غير أن ما يلاحَظ في السنوات الأخيرة، التوجه نحو تهميشها، والتقصير في نشرها وتعميمها بالمؤسسات، خاصة تلك التي تهتم بالطفولة المبكرة، التي يكون لديها استعداد كبير لتلقي كل المفاهيم المرتبطة بهذه اللغة التواصلية الهامة.

والسؤال الذي يجب أن يُطرح عن تعزيز اللغة العربية في جيل اليوم الموسوم بجيل التكنولوجيا، حسب المحاضر، هو: "كيف نعزز هذه اللغة في خضم هذا العالم الرقمي؟". ويجيب: "يتحقق هذا الاعتزاز بحرص الأولياء على التبكير في تعزيز اللغة العربية بقدراتها الثلاث؛ التعبيرية والقرائية والكتابية لدى الأبناء منذ مرحلة الطفولة المبكرة؛ من حيث النطق والتحكم في اللغة لتعزيزها، إلى جانب التحفيز على الممارسة من خلال المكافأة والتشجيع". وبالمناسبة، يقترح المحاضر على المؤسسات التعليمية العمومية والخاصة، أن تُحدث وسام التميز في اللغة العربية؛ حتى يبادر الأبناء بالتحكم في ناصيتها، ويحسنوا الحفاظ عليها، وكذا توفير ما أمكن من وسائل الإمتاع والإفادة باللغة العربية ممثلة في القصص والألعاب والبرمجيات؛ من خلال توظيفها باللغة الأم، كل هذا من شأنه أن يدفع بهم إلى امتلاكها والتحكم فيها. وعلى صعيد آخر، يرى المحاضر أن المشرفين على الشأن التربوي بحاجة أيضا إلى تعزيز الكفاءة اللغوية عند المربين والمربيات؛ إذ لا بد من معالجة التقصير عند المكلفين بالعملية التربوية، وذلك لتشجيع الأبناء على الاعتزاز بلغتهم، والاهتمام بها، وتوظيفها والاستثمار فيها.