السيدة كافي المختصة في الكيمياء:

استثمرت في الصابون الطبيعي لتثمين المهنة التقليدية

استثمرت في الصابون الطبيعي لتثمين المهنة التقليدية
  • القراءات: 1089
رشيدة بلال رشيدة بلال

 الاهتمام بالصناعات التقليدية غير منحصر على كبار السن من الذين تربوا على حب بعض المهن التقليدية، وإنما امتد ليمس بعض الطاقات الشبانية التي اختارت أن تبدع وتطور في كل ما هو تقليدي، ولعل السيدة كافي التي اختصت في صناعة الصابون التقليدي خير نموذج يمكن الحديث عنه. التقتها "المساء" بالصالون الدولي للصناعات التقليدية، وحول تجربتها مع الصابون التقليدي، أعددنا لكم هذه الدردشة الشيقة.

أول ما جلب اهتمام السيدة كافي إلى صناعة الصابون بالطريقة التقليدية، تخصصها في مجال الكيمياء، إذ تستعد في الأيام القليلة القادمة لتحضير دكتوراه في الكيمياء، وبحكم أن جزءا كبيرا من الدراسة يتناول الأعشاب العطرية واستعمالاتها المختلفة، دفعها تخصصها إلى استغلال هذا المجال، حيث ذهب تفكيرها مباشرة إلى مهنة تقليدية كانت منتشرة بكثرة في الوطن وهي صناعة الصابون بمستخلصات طبيعية، حيث تقول: "وطننا متنوع من حيث الغطاء النباتي، يحوي الكثير من النباتات العطرية التي تعتبر إلى حد اليوم غير مستغلة بسبب الجهل بفوائدها العلاجية أو الجمالية وقلة البحوث العلمية في هذا المجال، بالنظر إلى التدفق الكبير لمختلف المستحضرات على الأسواق، والتي في أغلبها تحتوي على مواد كيماوية مضرة بالصحة،  فكرت في التأسيس لمشروع نموذجي فكرته الأساسية تقوم على تثمين المهن التقليدية المعتمدة على مواد طبيعية وتحديدا في مجال الصابون الطبيعي الذي يعتبر من المواد كثيرة الاستعمال،  وتحديدا بالنسبة للنساء في المجال الجمالي".

والاعتماد على النباتات العطرية في صناعة الصابون التقليدي حسب صاحبة المشروع، كان انطلاقا من الأعشاب المعروفة عند عامة الناس، والغرض منه تقول: "هو بعث الثقة عند الباحثين على مواد مصنوعة من مواد طبيعية، فعند الحديث مثلا عن القطران، ليس هناك من لا يعرف الخصائص العلاجية والجمالية له، نفس الشيء بالنسبة لزيت الزيتون، فالجميع يعرف فوائده ووجوده في الصابون يعني بأن هناك فائدة صحية. مشيرة إلى أنها تسعى في كل مرة إلى جلب أعشاب معروفة من مناطق مختلفة وتجريبها، لأن للمنطقة تأثير فعال على فوائد العشبة، فزيت الزيتون مثلا الموجود في المناطق الشمالية فوائده تختلف عن ذلك الموجود بالجهة الشرقية من الوطن، ببساطة لأن المناخ يلعب دورا كبيرا في تغيّر وإضافة بعض المركبات. 

لا تعتبر السيدة كافي الوحيدة التي اختارت أن تستثمر في مجال الصابون الطبيعي التقليدي  بالنظر إلى انتشار هذه المشاريع في مجال الصابون مؤخرا، غير أنها تؤكد بأن هذا التنوع جعلها تبدع أكثر في المجال، حيث تميل إلى الاعتماد على 50 بالمائة من زيت الزيتون والبقية عبارة عن محسنات من زيوت طبيعية أخرى، ليحقق الصابون الذي تعده الأهداف، تقول؛ "ما أدهشني بعد أن خضت التجربة واخترت الاستثمار في مجال الصابون التقليدي الطبيعي هو الإقبال الكبير للمواطنين على هذا النوع من المنتجات، حقيقة، كنت على يقين بأن هناك اهتمام بكل ما هو تقليدي وطبيعي، غير أنني لم أكن أعرف بأن الوعي كبير بكل ما هو تراث تقليدي".