"مذيع المستقبل" مباردة أولى من نوعها

استثمار في صحافة الطفل

استثمار في صحافة الطفل
  • 216
عبد السلام بزاعي عبد السلام بزاعي

 أطلقت الإعلامية تورية فرح جلول، دورة تدريبية مميزة تحت عنوان "مذيع المستقبل"، بتنظيم شخصي، وبالتنسيق مع قطاع الثقافة لولاية عين تموشنت ممثلاً في دار الثقافة عيسى مسعودي؛ بغرض إظهار القدرات الإبداعية للطفولة في الجزائر.

أكدت الدكتورة والإعلامية فرح جلول في حديث خصت به "المساء"، أن الهدف من "مذيع المستقبل" هو تثقيف الطفل، وتعليمه، وتربيته. وهو، أيضا، نوع من الإنتاج الأدبي المؤثر في إيحاءاته ودلالاته، والغني بوسائل التأثير، وجذب الانتباه، القادر بميزته الفنية والنفسية، على إشباع اهتمامات الطفل؛ حتى يتسنى له خوض تجارب ناجحة في صحافة الطفل.

وفي سابقة أولى من نوعها في ولاية عين تموشنت، تم تقسيم المشاركين إلى أفواج حسب الفئة العمرية "فوج الصغار"، و "فوج الأطفال" و"فوج اليافعين" ؛ إذ تهدف الدورة، حسب المتحدثة، إلى صقل مواهب المشاركين في مجالات التنشيط على الركح، والتقديم الإذاعي والتلفزيوني، وتزويدهم بأسس ومهارات العمل الإعلامي بأسلوب تطبيقي وعملي.

وقد شهدت الدورة إقبالًا واسعا من مختلف بلديات الولاية، ما يعكس الاهتمام الكبير بهذا النوع من المبادرات الهادفة، علما أن البرنامج التدريبي يمتد لشهر كامل. ويتضمن تدريبات مكثفة، وورشات عملية، وتمارين أمام الكاميرا والميكروفون، بالإضافة إلى محاكاة مباشرة لبرامج إذاعية وتلفزيونية. كما تمنح الدورة فرصة للمواهب الواعدة، لخوض تجربة ميدانية حقيقية، تعزز ثقتهم بأنفسهم، وقدرتهم على التقديم أمام الجمهور.

اختيار مثل هذه المبادرات الجادة من خلال هذه الدورة التي تعكس الاهتمام بمهارات الطفل وصقل مواهبه، إيمانا من صاحبة المبادرة بأهمية الاستثمار في الطاقات الشابة منذ سن مبكرة، لإعطائهم الفرصة للتعبير عن أنفسهم، وإبراز قدراتهم، مشيرة إلى أن العمل بالشراكة مع قطاع الثقافة، ساهم في توفير بيئة تدريبية مناسبة، ومجهزة بكافة الوسائل الضرورية.

وعرّجت الدكتورة جلول على أهمية الأدب الملازم لكل ما هو إعلامي حسبها؛ لنشر الرسالة في هذا الصدد، موضحة أن الاستكتاب يتطلب الإجابة عن ثلاث إشكاليات في هذه الدورة هي: "ما الواقع الذي تعيشه صحافة الطفل في ظل العولمة في العالم العربي، والجزائر على وجه التخصيص؟" ، وأي خطر يحدّق بأدب اليافعين (الفتيان أو المراهقين) في ظل الانفتاح اللامشروط على الآخر، وشح الكتابة الموجهة لهذه الفئة الحساسة؟" وكيف لأدب الطفل أن يلعب دوره في الحفاظ على هوية حاضر الطفل وغده، وتوظيف دور الإعلام؟

وركزت على أدب الطفل الذي يحتاج، حسبها، إلى اشتغال كبير على التفاصيل والمواضيع، لبلورة وعي هذه الشريحة، التي تشكل جيل المستقبل في المجتمع، ما يهيئها لدخول عالم الكبار من بوابة القراءة، والتعرف على الحياة من أكثر من جانب. 

وحرصت الدكتورة على تشجيع المقروئية في الوسط المدرسي منذ الصغر، وولوج عالم الصحافة الذي يفتح الآفاق، وحماية البراءة من مخاطر استعمال الأنترنيت.

وفي ختام حديثها دعت الدكتورة إلى تكثيف الأيام الدراسية حول مخاطر الاستعمال السيئ للأنترنيت، والتطبيقات الإلكترونية على الأطفال، والعمل على إنشاء مرصد لتحيين وإيجاد التطبيقات الخطيرة وإدراجها في خانة الممنوع، وفق حظر ممنهج من الجهة المخولة؛ للتنبيه من أخطار الأنترنت، والوقاية من التطبيقات التي تؤدي إلى الموت، محذرة من المخاطر التي تشكلها الهواتف الذكية على الأطفال، وداعية إلى العمل على تفعيل الرقابة الدورية لهواتف الأطفال، وإبعادهم قدر المستطاع عنها ولو بشكل تدريجي، مع ضمان المرافقة النفسية للأطفال المصابين والمشكوك في استعمالهم لألعاب إلكترونية خطيرة.

وتُعد الدكتورة والإعلامية فرح جلول من أبرز الوجوه الثقافية النسوية والإعلامية في الجزائر، وُفقت بين إبداعها ووظيفتها في العرش الأبيض؛ إذ وُفقت بين الحقل الإعلامي والمجال الطبي. وفي سنة 2018 تحصلت على جائزة أحسن كاتبة خواطر. وبدأت التعليق الصوتي سنة 2020. وأنجزت أحسن فيديو توعوي عن كورونا. وتدربت على يد أكبر المدربين المصريين والجزائريين واللبنانيين. ودخلت مجال الصحافة المكتوبة في منصات عربية مثل العهد نيوز.

وتُوج نشاطها بحصد العديد من الجوائز، فحازت على المركز الأول دوليا في التقديم الإذاعي والتلفزيوني بمهرجان في مصر. ومثلت وزارة الشباب والرياضة سنة 2022. كما اختيرت ثاني صحفية إلكترونية في الجزائر سنة 2023. وكانت أصغر رئيسة. وقدمت بحثا حول دور الإعلام الجديد في حماية التراث الجزائري. وخلال سنة 2024 حازت المرتبة الأولى في بطولة القراءة الجزائرية. وعُينت سفيرة للذاكرة الوطنية سنة 2025.

كما تحصلت على الخاتم الرسمي للتدريب في الصحافة والإعلام، وماجستير مهني في الصحافة من المعهد البريطاني في مصر. وهي عضو نشط بجمعية شباب الغد المتميز، ومحترفة في الأنظمة الرقمية. وحازت على العديد من الشهادات في الإعلام، والتقديم، والتدريب، وهي صاحبة برنامج خاطرة الخميس على صفحتها.