حذرت أبحاث طبية حديثة لمعهد «يونيس كنيدي» القومي لصحة الطفل والتنمية البشرية في الولايات المتحدة، من ارتفاع مستويات فيتامين الحديد عند الحوامل، مما يعرضهن بصورة كبيرة لتطوير مرض سكر الحمل. وفي هذه الدراسة، قام الباحثون بتحليل ودراسة العديد من المؤشرات الحيوية لحالة الحديد، بما في ذلك مستويات هيبسيدين، الفيريتين، ترانسفيرين القابل للذوبان، عند 107 حالات لسيدات يعانين من سكر الحمل و214 حالة سكري تحت السيطرة. وقد توصلت الأبحاث الطبية إلى أن مستويات الحديد المرتفعة عند الحامل تعزز ردود فعل الخلوية التي تولد أنواع الأكسجين التفاعلية، مما يزيد من مستويات الأكسدة في الجسم، الناجمة عن تراكم الحديد الزائد، وهو ما يمكن أن يسبب أضرارا وموت الخلايا (البيتا) في البنكرياس المنتجة للأنسولين، بالتالي المساهمة في ضعف القدرة على تخليق وإفراز الأنسولين، إذ أوضح الباحثون أن تخزين الكبد للأنسولين بكميات كبيرة قد يعمل على ضعف إشارات الأنسولين والحد من قدرة الكبد على التمثيل السليم للأنسولين.  

وقال الباحث كولين شانن: «يلعب ارتفاع مخزون الحديد لدى الأم دورا كبيرا في تطوير إصابتها بسكر الحمل، والذي يبدأ في مراحل مبكرة من الحمل قد تصل إلى الشهور الثلاثة الأولى».  

وكشفت المتابعة عن أنه في الثلث الثاني من الحمل، عانت هذه السيدات الأعلى بنسبة 25 بالمائة من ارتفاع مستويات هيبسيدين وفيريتين بحوالي 2,5 مرة، مما ازدادت معهن لاحقا مخاطر تطوير سكر الحمل، مقارنة بالسيدات اللائي تتدنى لديهن مستويات هذه المركبات. 

وشدد العلماء أن النتائج المتوصل إليها قد تثير المخاوف المحتملة حول التوصية الروتينية بضرورة تناول الحوامل لمكملات غذائية غنية بعنصر الحديد، بسبب إمكانية تعرضهن لفرص الإصابة بسكر الحمل.  )