مختصون من وهران يؤكدون خطورة الوضع

ارتفاع مخيف لأمراض الغدة الدرقية في الجزائر

ارتفاع مخيف لأمراض الغدة الدرقية في الجزائر
  • القراءات: 998
و. أ و. أ

تعرف أمراض الغدة الدرقية ارتفاعا ملحوظا بوهران خلال السنوات الأخيرة، خاصة بين فئة الشباب، وفق مختصين في هذه الأمراض، الذين أوضحوا أن الإناث هم النسبة الأكثر عرضة مقارنة بالذكور.

يبرز المختصون، أن الغدة الدرقية صماء تفرز هرمونات في الدم، تقع عند أسفل العنق ملاصقة تماما للقصبة الهوائية، تأتي على شكل ربطة عنق، وعندما تكون كمية الهرمونات التي تفرزها غير طبيعية في حالات فرط نشاط الغدة أو قصورها، فإنها تؤثر على العديد من وظائف الجسم، على غرار معدل ضربات القلب ودرجة الحرارة والوزن. حسب الأستاذة زبيدة سراجي، رئيسة قسم الأنف والأذن والحنجرة في المركز الإستشفائي الجامعي "الدكتور بن زرجب" بوهران، فإن مرض الغدة الدرقية يصيب النساء أكثر من الرجال، بمعدل 60 إلى 65 بالمئة، كما أن الخلل الوظيفي لهذه الغدة بات يصيب الشباب أكثر فأكثر، حسبما وقفت عليه إحصائيات المصلحة التي تعمل بها،  كما قالت.

وقد سجلت مصلحة أمراض الأنف والأذن والحنجرة للمركز الاستشفائي في السنوات الأخيرة لوحدها، أرقاما بلغت 300 حالة في بعض الأحيان لمرض الغدة الدرقية سنويا. وعن أسباب اضطراب نشاط الغدة الدرقية، تشير المختصة إلى أن الضغط العصبي هو أحد الأسباب الرئيسية، لأنه كما قالت، "مصدر العديد من الأمراض، ويؤدي إلى زعزعة استقرار مناعة الإنسان، بالتالي تظهر اختلالات صحية، منها مشكل الغدة الدرقية".

اختلال نشاط الغدة الدرقية قد يسبب السرطان

مع ارتفاع عدد الحالات المرضية المرتبطة بالغدة الدرقية، يحذر المتخصصون من النقص الكبير في استهلاك اليود، الأمر الذي استنتجه المختصون، من خلال دراسة مختلف الحالات المرضية والسكان، وعلاقته بأمراض الغدة الدرقية.

ووفقا لهؤلاء، فإن نقص مادة اليود تؤدي حتما إلى ظهور تضخم عقدي في الغدة الدرقية، وقد يتسبب هذا الاختلال في ظهور سرطان. ففي قسم الأنف والأذن والحنجرة بالمركز الاستشفائي الجامعي "الدكتور بن زرجب" في وهران، نصف الحالات التي تعاني من تضخم الغدة الدرقية، يصابون بسرطان هذه الغدة.

ووفقا للأستاذة سراجي، فإن ما بين 45 إلى 50 بالمائة من المرضى الذين استقبلتهم المصلحة مؤخرا، مصابون بسرطان الغدة الدرقية، في معظمها حميدة، إذ يوجد نوع خطير واحد فقط لسرطان الغدة الدرقية من ضمن عدد معتبر من السرطانات ـ كما قلت ـ قبل أن تسجل أن نسبة حالات السرطان لدى مرضى الغدة الدرقية كانت في السابق تتراوح بين 25 و30 بالمائة. أشارت إلى أن هذا النوع من السرطان ينمو ببطء شديد، إذ يمكن أن يصيب الفرد لمدة تصل إلى 20 عاما، دون أن يدرك المصاب وجوده، وأنه عندما تتم إزالة الورم يشفى المريض، كما أن هذا النوع من السرطانات لا ينتشر في الجسم إلا نادرا.

التشخيص المبكر لمجابهة المرض

أوضحت الأخصائية عدم وجود فحص مبرمج خاص بسرطان الغدة الدرقية، بل أن التشخيص يتم في أغلب الأحيان بالصدفة، إما عن طريق ملاحظة عن طريق لمس عقدة أو تورم في الغدة الدرقية، أو تغيّر فجائي في الصوت، أو عند المتابعة الطبية لمرض آخر غير الغدة الدرقية.

نوهت الأخصائية بالوعي المتزايد الملموس مؤخرا، لدى المواطنين الذين لا يترددون عن الذهاب مباشرة إلى الفحص الطبي، بمجرد ظهور تورم صغير في الغدة الدرقية، أو تهيج مستمر في الحلق أو تغير في الصوت. يرجع الارتفاع الكبير الملاحظ في عدد الأشخاص المصابين بأمراض مرتبطة بالغدة الدرقية، إلى هذا الوعي المتنامي لدى المواطنين، إضافة إلى توفير وسائل أحسن للكشف، لاسيما مع مساهمة الأشعة فوق الصوتية والشفط بالإبرة الدقيقة والجرعة الهرمونية، وفقا لنفس المختصة.