أثرت فيه عدة أزمات بما فيها "كورونا"

ارتفاع جنوني لسعر الذهب

ارتفاع جنوني لسعر الذهب
  • 1069
نور الهدى بوطيبة نور الهدى بوطيبة

تحاول محلات بيع مجوهرات الذهب، في السنوات الاخيرة، التماشي مع السوق والقدرة الشرائية للمواطنين، من خلال عرض تصاميم حديثة للمجوهرات على اختلاف أشكالها وأنواعها، حيث حاول صانعوها تكييفها مع متطلبات العصر، بالابتعاد عن الأنواع الكلاسيكية التي تستهلك كمية كبيرة من المادة الأولية، إلا أن الأنواع الحديثة، ورغم "رقتها"، تبقى باهظة الثمن بالنظر إلى ارتفاع سعر الغرام الواحد لهذا المعدن النفيس.

حول هذا الموضوع، اقتربت "المساء" من بعض تجار المجوهرات، بداية كان اللقاء بالحاج موسى، صاحب 66 سنة، له باع طويل في تجارة وصناعة الحلي بالعاصمة، قال إن اقتناء هذا المعدن الثمين تراجع بنسبة كبيرة، بسبب الارتفاع الجنوني لسعر الذهب، وهو ما برر، حسبه، "تحول اهتمام الكثير من الصياغين نحو الفضة، من خلال تخصيص جانب من الواجهة للفضة فقط، حتى لا يجد بائع الذهب نفسه رهينة تراجع التسويق، بسبب ارتفاع سعر الذهب".

من جهته، قال وليد، صاحب محلي مجوهرات للذهب بباب الزوار "إن ارتفاع سعر الذهب راجع إلى أسباب عديدة، اقتصادية، سياسية وأخرى صحية، كل هذا أثر بشكل كبير على باعة الذهب، الذين عرفوا منذ بداية الجائحة، تراجعا كبيرا في أرقام أعمالهم، إذ عزف الكثير من المواطنين عن اقتناء الذهب، بل وراح آخرون يبيعونه في السوق السوداء، لسد بعض حاجياتهم، نظرا لتدني المستوى المعيشي وتراجع القدرة الشرائية"، مشيرا إلى أن الوضع "أدى بالصانع إلى محاولة التماشي وإمكانات الفرد، من خلال خفض وزن تلك المجوهرات".

حول هذا، قال سيد علي، صانع مجوهرات آخر، أنه يحاول جاهدا ابتكار موديلات جميلة تكون خفيفة في الميزان، على أن لا يتعدى وزنها 10 غرامات كأقصى حد للقطعة الواحدة، في حين أن هناك موديلات أخرى لا يتجاوز وزنها الغرام ونصف الغرام أو الغرامين، وهو ما يجعلها غير متينة وقابلة للانكسار، على عكس الموديلات القديمة، التي كانت تتميز بالصلابة وحتى الجمال، فلكبر حجمها، كان يمكن للصانع أن ينقش عليها مثلا، وأن يجعل منها تحفة فنية، لكن كلما كانت القطعة صغيرة، كلما كان العمل عليها مستحيلا، ويجعلها بسيطة وخالية من كل فن وإبداع.

وعن أسعار الغرام الواحد، قال الصائغ نبيل، صاحب محل مجوهرات بعين البنيان، إن سعر الغرام الواحد يختلف باختلاف مصدر الذهب، فإذا كان محليا يتراوح سعره من 9500 دينار للغرام الواحد، إلى 13 ألف دينار، في حين قد يبلغ سعر المستورد أو ما يعرف بـ"الايطالي"؛ 15 ألف دينار، إذ يعد، حسب الكثيرين، سعرا جنونيا، كان قبل خمس سنوات فقط مثلا يمكن اقتناء بنفس السعر ثلاثة غرامات بدل غرام واحد، لأسباب عديدة، منها ارتفاع سعر الذهب في البورصة العالمية، وانخفاض سعر الدينار، كما أن الذهب مرتبط بالعملة الصعبة، فكلما انخفض سعر العملة، انخفض سعر الذهب، والعكس، إلا أن أكثر ما يؤثر على سعر هذا المعدن الثمين في الجزائر؛ السوق السوداء، التي يتحكم فيها "بارونات التعامل بالذهب"، الذين يفرضون منطقهم من خلال الرفع في أسعاره، وهو ما يجعل دائما الفارق كبيرا بين سعر الشراء وسعر البيع، إذ أن سعر البيع من الفرد إلى محلات الحلي لا يتعدى 8500 دينار للغرام الواحد، وهذا غير معقول، ففي كل الدول، سعر الذهب في نفس الفترة يكون واحدا ولا يختلف من منطقة إلى أخرى، بل يختلف فقط السعر عند اختلاف النوعية.