شارك فيها أزيد من 1400 مريد لمختلف الطرق الصوفية

اختتام فعاليات وعدة سيدي الحسني بوهران

اختتام فعاليات وعدة سيدي الحسني بوهران
  • القراءات: 1433
 خ.نافع خ.نافع

 اختتمت بوهران فعاليات الوعدة السنوية لسيدي الحسني مؤخرا، والتي عرفت مشاركة أزيد من 1400 مريد لمختلف الطرق الصوفية، على غرار التيجانية، العلوية، القادرية، العبدلية وغيرها قدموا من 48 ولاية.

وقد تميز آخر يوم من الاحتفالية الدينية، بتجمع المردين أمام مقر الزواية رافعين الأعلام ومرددين للأذكار، مرفقين بالفرق الفلكلورية، وتوجهوا مشيا على الأقدام نحو زاوية سيدي الهواري بوسط مدينة وهران التي شهدت استعراض لوحات فلكلورية رائعة أدتها فرق أصحاب البارود وسط تواجد كبير للمواطنين والعائلات التي جاءت من مختلف مناطق الولاية.

كما تضمن برنامج هذه الفعالية الدينية التي احتضنها مقر زاوية سيدي الحسني بالمدينة الجديدة، تقديم "الحضرة" حسب حفيد الولي شريف الوزاني، مولاي الطيب، الذي اجتمع بمشايخ العلم ومرتادي الطريقة لقراءة القرآن الكريم جماعة أو ما يعرف بالسلكة، من بعد صلاة العصر ليوم الخميس الفارط إلى غاية فجر اليوم الموالي، بعدها قرأت الفاتحة الكبرى ومن ثم تم وضع رداء على ضريح الولي الصالح سيدي الحسني وإطعام ضيوف الزاوية خلال أيام إقامتهم بها، بذبح ثور خلال اليوم الأول من الوعدة، إلى جانب مساهمة العائلات بقصع الكسكسي كما جرت عليه العادة.

رافقت هذه المناسبة الدينية تنظيم الملتقى الدولي الأول تحت شعار "السلم والتعايش معا" الذي احتضنه مسجد القطب عبد الحميد ابن باديس، تزامنا مع إحياء الذكرى العاشرة لميثاق السلم والمصالحة الوطنية، والذي عرف مشاركة عدد كبير من المشايخ والعلماء، بهدف تبليغ التراث الصوفي الجزائري بطريقة أكاديمية علمية.

وقد دعا المشاركون إلى ضرورة الاهتمام بالإعلام الديني والارتقاء به خدمة لقضايا الأمة وكذلك دعوة الطرق الصوفية لتشجيع البحث العلمي من خلال المساهمة في الدعم اللوجيستيكي للنشاطات العلمية التي تنظمها الجامعة.

كما جاءت هذه الفعالية الدينية لرصد مجموعة من القيم المرتبطة بالطرق الصوفية التي نحتاجها في إعادة صياغة الرابطة الوطنية والاجتماعية من قيم التسامح ونبذ التطرف والعنف باسم الدين، حسب الأستاذ طيبي محمد من جامعة وهران، إلى جانب وضع مقاربة أكاديمية لرصد تطور منظومة القيم وعلاقتها بالتوترات الاجتماعية والسياسية التي تشهدها الدول الإسلامية حاليا، إضافة إلى العودة إلى ذاكرة الأجداد وما قدموه في صياغة مقومات الهوية الوطنية، بينما نوّه الأستاذ بوعمامة العربي، من جامعة مستغانم بمحتوى المشاركات القيمة التي شهدها هذا المؤتمر العلمي الذي رافق لأول موعد تجمع الطريقة الطيبية، التي تزامنت مع الذكرى العاشرة لميثاق السلم والمصالحة، والتي صبت كلها في إشكالية التسامح في المجتمعات العربية والإسلامية التي أثيرت بطريقة مميزة من قبل الأساتذة المشاركين، خاصة أن بلادنا تنفرد بمسألة السلم والمصالحة التي تمر عليها الذكرى العاشرة.