مست 70 مؤسسة شبانية موزعة عبر 57 بلدية

اختتام فعاليات الأسبوع الإعلامي للتوعية حول «الآيدز»

اختتام فعاليات الأسبوع الإعلامي للتوعية حول «الآيدز»
  • القراءات: 484
❊❊ رشيدة بلال ❊❊ ❊❊ رشيدة بلال ❊❊

لقي الأسبوع الإعلامي حول التوعية والتحسيس بالسيدا،  الذي بادر إلى تنظيمه ديوان مؤسسات الشباب، تحت إشراف مديرية الشباب والرياضة، نجاحا كبيرا بالنظر إلى إقبال الزوار الكبير لمعرفة كل التفاصيل عن الداء وطرق انتقاله وسبل العلاج والوقاية منه. وحسب حميدة زايدة، رئيسة فرع الإعلام والاتصال في حديثها لـ»المساء»، فإن الغاية من برمجة الأسبوع الإعلامي، هو التعريف من جهة بالخدمات المختلفة التي تقدمها دور الشباب، والتي لا تزال مجهولة عند البعض، والمساهمة من جهة أخرى في التوعية ضد هذا الداء الذي لا يزال من الطابوهات التي آن أوان كسرها.

أكدت المكلفة بالإعلام بأن المؤسسة الشبانية تشمل خلايا إصغاء مكونة من مختصين نفسانيين وأطباء أوكلت إليهم، بمناسبة إحياء اليوم العالمي لداء السيدا، مهمة توعية المقبلين على دور الشباب حيال كل ما يتعلق بالداء، الذي لا يزال مجهولا لدى فئة كبيرة من الأشخاص ليس من باب عدم الرغبة في معرفته، وإنما لتمسكهم بجملة من المعتقدات الخاطئة حول المرض، وإلى الخوف من احتمال الإصابة بالعدوى، الأمر الذي يدفع الأغلبية إلى تجنب الحديث عنه. وتواصل المتحدثة قائلة: «حاولنا من خلال هذه التظاهرة تسليط الضوء على الداء، حيث تم إطلاق الحملة في أكثر من 70 مؤسسة شبانية موزعة عبر 57 بلدية من بلديات العاصمة».

ولعل أهم ما ميز الحملة التحسيسة التي اختتمت مؤخرا  بدار الشباب «الحسن حساني» في بوزريعة، وحملت  شعار «صحتي حقي»، إلى جانب الندوات العلمية المفتوحة للنقاش مع الجمهور، إقامة مسابقات فكرية وتظاهرات رياضية ومعارض تحسيسية حول كل ما يخص السيدا، لتحفيز الشباب خاصة على المشاركة،  تقول المختصة بالإعلام: «الأهداف التي تم تسطيرها من وراء هذه الحملة تحققت وتتمثل أساسا في كسر هذا «الطابو» من خلال الإجابة على جملة من الانشغالات، مع التأكيد في كل مرة بأن هذا الداء غير معدي، وإنما له طرق انتقال لابد من معرفتها لتجنبه، مشيرة إلى أن النجاح الذي حققته هذه الحملة الإعلامية دفعنا على مستوى ديوان مؤسسات الشباب إلى التفكير في مطلع السنة الجديدة، إلى إطلاق عدد من الأيام الإعلامية بخصوص مختلف الآفات الاجتماعية.

مريض السيدا مدعو إلى معرفة حقوقه ليندمج في المجتمع

حاولت المختصة النفسانية صليحة بالعالم، من خلال مشاركتها في الأيام الإعلامية، تغيير نظرة المجتمع نحو مريض السيدا، حيث ترى بأن رفض المجتمع له يبرره كونه لا يزال جاهلا للداء، تقول: «من أجل هذا، حاولت قدر الإمكان أن أكشف لزوار دور الشباب في إطار الحملة الإعلامية، حالة المريض النفسية، إذ تقوده نتيجة الرفض الذي يشعر به إلى التفكير في الانتقام بنشر الفيروس ورفض العلاج، وهو ما لا نتمنى الوصول إليه بالنظر إلى ما يشكله من خطر على صحة المجتمع».

ترى المختصة النفسانية أن المصاب بداء السيدا له حقوق كفلها له المشرع، فنجد بأن له الحق في العلاج والزواج والإنجاب والعمل، أي في الحياة بصفة عامة، غير أن هذه الحقوق يرفض بعض المرضى ممارستها ويسارعون إلى الانعزال والانطواء، وهو ما دفعهم إلى العمل على دعوة المرضى إلى الظهور والدفاع عن حقهم في الحياة.

وحول أكثر الأسئلة التي تم طرحها من طرف الزوار وتحديدا الشباب، كشفت المختصة النفسانية عن أن أكثر ما تم تداوله تمحور حول مدى توفر الدواء، وكيف يمكن الحصول عليه، وهل هناك مراكز لتحليل الدم؟ وكيف يتم التكفل بالمريض؟ تضيف: «في المقابل، قدمنا توضيحات حيال كل المعلومات الخاصة بالجانب الصحي، أما ما تعلق منها بالجانب النفسي، فقد تمحور حول كيفية  التعامل مع المريض دون الشعور بالخوف من انتقال المرض، والذي يدخل في إطار التضامن الاجتماعي مع المرضى».

تقبل مريض السيدا مرهون بتغيير العقليات

من جهته وفي تقييمه للحملة الإعلامية، أعرب الطبيب عبد الوهاب عروة، مشرف على خلية الإصغاء، عن استحسانه للإقبال الكبير الذي عرفته الحملة الإعلامية على مستوى دار الشباب بباش جراح، والذي يرى أنه عكس نوعا من الوعي المجتمعي والرغبة في التضامن مع هذه الفئة، مشيرا إلى أنه حاول من خلال التواصل مع الزوار من شرائح عمرية مختلفة، الحديث بإسهاب وتفصيل عن ماهية المرض وكل ما يتعلق بطرق انتقاله وكيفية الوقاية منه، موضحا بأن أكثر الاستفسارات التي رغب الزوار في معرفتها، تمحورت حول تصحيح بعض المعتقدات، فمثلا الحشرات كالباعوض، هل هي ناقلة للفيروس؟ وأجاب المختص: «لقد طمأنتهم بأنها ليست ناقلة للفيروس وأن الجلوس والحديث إلى مريض السيدا والتحاور معه لا يعدي، لأن السيدا ليس أنفلونزا وله طرق خاصة للانتقال ممثلة في العلاقات الجنسية غير المحمية وعن طريق الدم أو بين الأم والجنين».

يقول الطبيب في معرض حديثه؛ من بين الصعوبات التي  واجهتنا، أنه على الرغم من كل المعلومات التي تم تقديمها إلا أننا في كل مرة كنا نشعر بنوع من عدم الاقتناع  الممزوج بالخوف من المريض، والذي نفسره بعدم الفهم الصحيح للمرض، موضحا بأن الخوف مرتبط فقط بداء السيدا كمرض أرهب المجتمع، لأنه في المقابل نجد أن التهاب الكبد الفيروسي هو الآخر مرض قاتل وطرق انتقاله هي نفس طرق انتقال فيروس السيدا، غير أن الناس لا تخاف منه بقدر خوفها من السيدا، وهذا ما يقودنا إلى التكثيف من الحملات التحسيسية، لأننا نجد أنفسنا أمام تحد يتمثل في ضرورة تغيير العقليات اتجاه بعض الأمراض المزمنة، مثل داء السيدا، يضيف الطبيب.

مؤسسات الشباب مجندة لمحاربة الآفات الاجتماعية

دفع النجاح الكبير للأسبوع الإعلامي حول داء السيدا، إلى تفكير مؤسسة «ديوان الشباب»، حسب محمد فوزي جعفري، مدير مؤسسات الشباب، إلى تبني نفس المنهجية لمكافحة مختلف الآفات الاجتماعية ممثلة في المخدرات والعنف، من خلال الاعتماد على استراتيجية واضحة تتمثل في استقطاب اهتمام الشباب عبر مؤسساتها الممثلة في دور الشباب، وبرمجة العديد من التظاهرات والأنشطة، موضحا أن الاهتمام بالآفات الاجتماعية من حيث التوعية والتحسيس ضعيف في المجتمع، تتبناه بعض الحركات الجمعوية في نطاق ضيق.

 

❊❊ رشيدة بلال ❊❊