تيبازة

احتفال بنكهة الهدوء والتعايش مع الفيروس

احتفال بنكهة الهدوء والتعايش مع الفيروس
  • القراءات: 655
ق. م ق. م

بدت أجواء ثاني أيام عيد الفطر عبر شتى مناطق ولاية تيبازة ”هادئة”، في مشهد فرضته جائحة ”كورونا” التي تجتاح العالم بأسره، فيما فرض من جهتهم الأطفال ببراءتهم نوعا من الحيوية والنشاط عبر الأحياء، في مظهر من مظاهر التعايش مع الفيروس.

خلافا لليوم الأول من العيد، حيث بدت الأجواء التي رصدتها ”واج” بمدينة شرشال وبعض مناطق الولاية ”تعج بالحركة” الراجلة، وإصرار العائلات على عدم تفويت المناسبة، مع التقييد بالإجراءات الوقائية، أبرزها ارتداء الكمامات بشتى الأشكال والألوان، وظهر جليا خلال اليوم الثاني من العيد، خلو ”شبه تام” للحركة، ماعدا بعض الأطفال الذين يصنعون الفرجة داخل عدد من الأحياء.

تقريبا نفس الأجواء خيمت على المشهد بمدينة شرشال العريقة، من حي المهام غربا إلى قايد يوسف وتيزيرين، شوارع خالية، ماعدا بعض من ”حيوية” الأطفال ودوريات الشرطة بين الحين والآخر. وبوسط المدينة، حيث الساحة العمومية المصنفة كمعلم وطني محمي، ساحة مطلة على ميناء الصيد البحري التي عادة ما تكون مكتظة في مثل هذه المناسبات عن آخرها، بدت فضاء خاليا من الزوار، ماعدا القلة القليلة، منهم عمي ”موح” الذي بدا وكأنه يحتفل مع طيور الحمام بالمناسبة، جالسا على مقعد ويقدم الأكل لسرب منه، ”عادته المفضلة”.

يقول عمي ”موح”، الستيني المتقاعد، بأنه يحتفل بطريقته الخاصة ويغتنم فرصة الهدوء للاستمتاع، ولا يريد أن يعيش على وقع ضغط الفيروس الذي فرض نفسه على العالم، ”المطلوب اليوم أن يفرض العالم نفسه عليه”، يقول. وأبرز في هذا الصدد، أنه ملتزم منذ انتشار الجائحة عبر الوطن، بتدابير الوقاية ويصر على التمسك بالحياة، لذلك -يتابع- ”تقاسم لحظات السكينة والطمأنينة مع الحمام مهمة جدا بالنسبة لي، وفي كل الظروف لا أستطيع التخلي عنها”.

داخل أكبر حي شعبي بشرشال، حي المهام الواقع عند المخرج الغربي للمدينة، عدد قليل من الأطفال بحلة جديدة، يرافقهم أولياؤهم بأقمصة وألبسة رياضية داخل ساحات التجمعات، وبين العمارات، للاحتفال بعيد الفطر، رغم الجائحة، يقول ”مولود.غ” قاطن بشرشال، مشددا أن التعايش أصبح ”أكثر من ضروري”.

وبشيء من الأسف، يقول مولود لـ"وأج”، إنه ”بعد شهرين من الحجر الصحي وبحلول موعد عيد الفطر، أصبح لزاما علي كرب أسرة، أن أخفف الضغط على الأبناء وعدم تفويت فرصة العيد وما يصاحبها من فرحة واحتفال بعيدا عن الناس، وبتوخي اليقظة، من خلال التحلي بالوقاية والتباعد الاجتماعي. وعن سؤال ”واج” عما إذا كان قد شعر بالملل وبدأ يسلك طريق التراخي، يقول مولود.غ، -بالنسبة له-” الأمر مخالف تماما، بالعكس فقد بدأت في التأقلم والاعتياد على الوضع”، مؤكدا أنه ”لا يمكن أن تتوقف الحياة”.

وأبرز في هذا الصدد أن نصائح وتوصيات الخبراء والأطباء واضحة في هذا الشأن، فقط المطلوب الاقتداء بها لتفادي انتشار الفيروس، وضع الكمامة والتباعد الاجتماعي، ليست حركات مستعصية على الإنسان لكي يتأقلم معها، يضيف مولود. واسترسل يقول ”كنت مستعدا للحدث، وقمت باقتناء الكمامات، مع تحضير الأبناء لهذا الموعد الفريد من نوعه”، مشيرا إلى أن درجة اليقظة والحذر جعلته يكتفي في اليوم الأول من العيد بزيارة والدته بمفرده، للاطمئنان على صحتها، لكن دون الاحتكاك بها مباشرة، يقول وهو ”يتحسر” عن الموقف المحزن.