رمضان في الولايات : واد سوف

ابتهالات وختان وسمر ثقافي

ابتهالات وختان وسمر ثقافي
  • القراءات: 1237
هبة أيوب هبة أيوب
تتنوع تقاليد العائلات السوفية خلال الاحتفلات بليلة القدر في شهر رمضان الكريم، حيث تعتبر هذه الليلة المباركة من أفضل الليالي التي تحظى باهتمام سكان المنطقة رغم ارتفاع درجة الحرارة التي تصل إلى 50 درجة، ففي تلك الليلة يجتمع كل الأقارب والأصدقاء من أجل إقامة وعدة خاصة توزع فيها الصدقات على الفقراء و المساكين، إلى جانب توزيع كسوة العيد. ومن مميزات وعادات السوافة أنه خلال ليلة القدر يعبق المسجد العتيق بالمنطقة ببخور27 وهو عبارة عن بخور تستعمله العائلات يوم 27 رمضان لفك السحر والعين والرباط وتزويج البنات اللواتي تأخرن عن الزواج. كما تقيم العائلات في تلك الليلة حفلا خاصا بختان الذكور الصغار والذين تقدم لهم الهدايا، كما تحضر الأكلات الشعبية المرصعة بلحم الجمل والتي توزع على أهل سوف فرحة بحفل الختان الذي يدوم يومين كاملين أي بداية من ليلة القدر.
تحضر النسوة بمدينة الألف قبة مشروب عشبة لخور المتكونة من 10 أعشاب يتم استقدامها من الواحة والرمال وهي تزيد من مضاعفة طاقة الصائم بعد شهر كامل من الصيام والقيام، وعليه فإن هذه العشبة تساعد الصائمين خاصة الشيوخ والأطفال الذين صاموا لأول مرة على تقوية جهازهم المناعي.
حضرت مديرية الثقافة بوادي سوف حفلات كثيرة هذا الأسبوع حول الإنشاد الديني وهناك من العائلات من تفضل الاحتفال بليلة القدر بعد الانتهاء من صلاة التراويح، من خلال السمر على الرملة كما يطلقون عليها في اللهجة المحلية بوادي سوف أي بين جنبات القمر والواحات من أجل تناول الشاي الذي يتم إعداده على جمر سعف النخيل، وتستمر السهرات حتى السحور وهنا تحضر النسوة طبق السفة الذي يتكون من الكسكسي وبعض الأعشاب الصحراوية وعشبة «بورتلاق» التي تقطع إلى أجزاء وتوضع فوق الطبق وهي الأكلة المفضلة في الصحراء لأنها تقي من حرقة المعدة. كما يتبع هذا الطبق بالتمر أو الغرس والدقلة وأقداح اللبن، وتقدم في هذه الليلة المباركة المشويات وهو الطبق الذي تعده النسوة في أول يوم من رمضان فرحة باستقباله، ويتم تحضيره مرة ثانية ليلة القدر كفرحة باستكمال ليالي رمضان بعد شهر كامل من الصبر على الجوع والعطش، ويطلق على السهرات التي تقام خلال ليلة القدر بالسمر الثقافي، ويأتي مباشرة بعد صلاة التراويح حيث يجتمع أهل الصحراء لتبادل الأحجيات والألغاز، وقراءة الأشعار على ضوء القمر والفوانيس التي تبقى مشتعلة إلى غاية نهاية رمضان باعتبارها فال خير على أهل الوادي.