طباعة هذه الصفحة

خالد بن تركي رئيس جمعية «مستقبل الشباب»:

إنشاء مركز مرجعي لمعالجة المدمنين يعزز العمل الوقائي

إنشاء مركز مرجعي لمعالجة المدمنين يعزز العمل الوقائي
خالد بن تركي رئيس جمعية «مستقبل الشباب»
  • القراءات: 668
❊رشيدة بلال ❊رشيدة بلال

دعا رئيس جمعية «مستقبل الشباب»، خالد بن تركي، إلى ضرورة التعجيل في بناء مركز خاص بعلاج المدمنين على المخدرات، بعد موافقة رئيس المجلس الشعبي الولائي للعاصمة على إدراج المشروع في ميزانية الولاية لسنة 2020، وحسبه، فإن الدافع إلى ذلك، هو الإقبال الكبير للشباب المدمن على الجمعية، بعد الحملات التحسيسية التي قامت بها بالمؤسسات التعليمية ومراكز التكوين المهني، من أجل طلب التوجيه للعلاج والتعافي من تعاطي هذه الآفة. التقته «المساء» مؤخرا على هامش إشرافه على تنظيم ندوة بالعاصمة حول «آفة المخدرات»، ومجهودات الجمعية، وأهم النتائج المحققة، وكان هذا الحوار.

بداية، حدثنا عن مجهودات الجمعية في محاربة آفة المخدرات بالوسط المدرسي؟

❊❊ بعد النجاح الذي حققته الجمعية من خلال عملها الميداني في الأماكن العمومية سنة 2018، في ما يخص التوعية بآفة المخدرات مع فئة الشباب، والتجاوب الكبير مع مختلف الحملات، ارتأينا الانتقال إلى بعض الأوساط الأخرى التي تعرف تفشي تعاطي المخدرات، ممثلة في المؤسسات التعليمية ومراكز التكوين المهني، وعرفت الحملة التي امتدت على مدار سنة 2019 نجاحا، عكسه حجم المكالمات الهاتفية التي نتلقاها من شباب مدمن يطلب منا المساعدة على التحرر من هذه الآفة، حيث كنا نستقبل ما يزيد عن ألف مكالمة في اليوم الواحد من داخل وخارج الولاية، لأن الجمعية كان لها صدى كبيرا على مواقع التواصل الاجتماعي.

كيف تعاملت الجمعية مع المدمنين الباحثين عن المساعدة من المتمدرسين؟

❊❊ جمعية «مستقبل الشباب» لم تخرج عن إطار العمل التحسيسي والتوجيهي، حيث نبادر بعد الاتصال بنا مباشرة، إلى توجيه الباحث عن مساعدة إلى الجهات المعنية، ممثلة في المراكز المتخصصة التي عادة لا يجهلون وجودها، وإن وجد المدمن صعوبة في التنقل أو شعر بالخجل ولم تكن له جرأة التنقل، نرسل بعض أعضاء الجمعية لمرافقته، كل هذا من أجل حمله على القيام بهذه الخطوة وعدم التراجع، حيث لا يقتصر عملنا على مجرد التوجيه فقط، إنما نعمل أيضا على المرافقة حتى لا ينتكس المدمن، وليتمكن من تجاوز مرحلة الإدمان بنجاح، وبناء على المعطيات التي استقيناها من خلال عملنا الميداني، سجلنا بين 300 و350 مدمن باحث عن مرافقة ومساعدة.

حدثنا عن الشرائح العمرية التي تتعاطى المخدرات بالوسط المدرسي ومراكز التكوين المهني؟

❊❊ للأسف الشديد، المخدرات مست عددا كبيرا من الأطفال الذين لا تتجاوز أعمارهم العشر سنوات، وما يدعونا أيضا للشعور بالأسف، أن بعض الفئات الصغيرة في العمر، إن لم تكن مدمنة، تبين أنها على اطلاع بعالم المخدرات وبكل الأنواع المتوفرة، الأمر الذي يجعل إمكانية إدمانها كبيرة من باب الفضول، مما جعلنا كجمعية نحرص على بذل المزيد من الجهود من أجل حماية الفئات غير المدمنة، في محاولة لإبعادها عن هذه الآفة، وحمايتها بالتركيز على مخاطر الإدمان.

فيما تتمثل أكثر الأنواع التي يتم تعاطيها من طرف المتمدرسين؟

❊❊سمح احتكاكنا بالفئة المتمدرسة بتغيير منهجية عملنا، بعد أن تبين لنا بطريقة أو بأخرى، أننا ساهمنا في التعريف ببعض الأنواع، من خلال المطويات التي نقدمها، والتي كنا في كل مرة نتحدث فيها عن بعض الأنواع التي جعلت البعض يبحث عنها لتجربتها، حيث أصبح عملنا منصبا على مخاطر المخدرات، وعلى الجهات التي يمكن أن تساعد في التخلص من هذه الآفة، مثل تقديم معلومات حول الجمعية وخدماتها وكيفية التواصل معها، وتقديم معلومات عن بعض مراكز العلاج، وبالحديث عن الأنواع التي تفشت في الوسط المدرسي، فقد انحصرت في بعض أنواع الأقراص المهلوسة أو ما يعرف بـ«الحمراء» و«الزومبي» و«الطاكسي»، فيما تراجعت بعض الأنواع الأخرى ممثلة في الحشيش «الزطلة»، بالنظر إلى المجهودات التي تبذلها مصالح الأمن في محاربة المخدرات بمختلف أنواعها.

تحدثت عن الحاجة إلى إنشاء مركز متخصص، هل هذا يعني بأن المراكز الموجودة قليلة؟

❊❊ في الواقع، تبين لنا من خلال عملنا الميداني، أن هناك إدمان كبير من فئة الشباب على المخدرات، وفي المقابل أيضا، هناك رغبة كبيرة للشباب المدمن في التخلص منها، وبما أن الجمعية لا يمكنها التكفل بعلاج المدمنين، اقترحنا إنشاء مركز متخصص، يضاف إلى المراكز الموجودة التي رغم توفرها تظل غير كافية، حيث يستقبل المدمنين ويساعدهم طيلة فترة العلاج التي قد تمتد لأشهر على التعافي، من خلال المرافقة والتوجيه الذي يعتبر من صميم اختصاصات الجمعية.

إلى ما تتطلع الجمعية في آفاقها المستقبلية؟

❊❊ تفتح الجمعية أبوابها لكل الراغبين في التعاون معها، من جمعيات ومصالح الأمن والدرك في مجال التوعية والتحسيس ضد آفة المخدرات بالوسط الشباني، وبالمناسبة، فإن الجمعية ومنذ عام 2006 وهي تعمل في مجال التوعية والتحسيس بهذه الآفة، حيث تضع خبرتنا في خدمة كل  راغب في مساعدة الشباب على التعافي من الإدمان، بالتوجيه والمرافقة التي نتمنى من خلال توصيات الندوة التي تمت برعاية المجلس الشعبي الولائي للعاصمة، حول آفة المخدرات بالوسط المدرسي، والتي حملت شعار «لا للمخدرات بالعلم نبني المستقبل»، التسريع في تخصيص وعاء عقاري والشروع في بناء مركز مرجعي لمعالجة المدمنين ومرافقتهم.