“مزغنّة شان وهمة” الثقافية والاجتماعية

إنشاء مدرسة للتكوين في الحرف التقليدية

إنشاء مدرسة للتكوين في الحرف التقليدية
  • القراءات: 920
رشيدة بلال رشيدة بلال

اختارت رئيسة جمعية “مزغنة شان وهمة” الثقافية والاجتماعية سعاد مسعودي ميخالدي بمناسبة اليوم العالمي للسياحة، أن تطرح مشروعها المتمثل في التأسيس لمدرسة خاصة تهتم بتكوين وتأطير وتوجيه ودعم كل الراغبين في ولوج عالم الصناعات التقليدية بمن فيهم الحرفيون. وحسبها فإن هذه الخطوة جاءت بعد الوقوف على تدهور حالة الحرفي، واعتبار الحرف التقليدية التي تمثل الأصالة والهوية، مادة تجارية، تم إفراغها من بعدها التاريخي.

ترى رئيسة الجمعية سعاد مسعودي، أن تجربتها الطويلة في مجال التعامل مع الحرفيين في الصناعات التقليدية، جعلتها تكتسب خبرة واسعة في كل ما يتعلق بالصناعة التقليدية، مشيرة في هذا الصدد، إلى ضرورة التفريق بين الصناعة التقليدية التي تعكس التراث والصناعات التقليدية التي يكون الغرض منها البيع بدون الإساءة للهوية، معتبرة أن “هناك ترويجا لصناعات تقليدية لا تمت بأي صلة للتراث الجزائري”.

وحسب رئيسة الجمعية فإن “المدرسة التي ينتظر أن تفتح أبوباها في القريب العاجل، توجه دعوة لكل الحرفيين والمهتمين بعالم الصناعات التقليدية للالتحاق بها، والتي تَعد بتقديم دورات تكوينية احترافية على أيدي مختصين”، مشيرة إلى أن عنوان الدورة التكوينية يتحدد حسب طلبات الراغبين في التكوين؛ سواء تعلق الأمر بصناعة الحلويات التقليدية أو الزي التقليدي أو الحلي أو الفخار أو الخياطة أو الصناعات الشمعية، وذلك تحت إشراف حرفيين أساتذة من الذين أفنوا حياتهم في الصناعات التقليدية، ويقدمون منتجا يعكس الهوية والتراث.

والهدف من الدورات التكوينية، حسب رئيسة الجمعية، دعم قدرات الحرفي من جهة، ومساعدته من جهة أخرى، على مواجهة جملة المشاكل والعراقيل التي عادة ما تواجهه عندما يتعلق الأمر بالتسويق أو المادة الأولية، حيث يُنتظر أن تعمل المدرسة بدعم من جمعية “شان وهمة “ خلال فصلي الخريف والشتاء، اللذين عادة ما تعرف فيهما الصناعة التقليدية تراجعا في التسويق؛ بإيجاد الآليات التي تمكنهم من الترويج لمختلف صناعاتهم التقليدية، خاصة أن الصناعات التقليدية بالنسبة للفئة التي لاتزال متمسكة بها، تُعد السبيل الوحيد للاسترزاق.

وعلى صعيد آخر، أكدت رئيسة الجمعية أن اهتمامها بالصناعات التقليدية جعلها تحاول في كل مرة، ابتكار بعض الحلول، التي تهدف إلى دعمهم، خاصة أن البعض يزال متمسكا بها، مشيرة إلى أن الترويج للصناعات التقليدية عن طريق المعارض، يظل غير كاف، وهو ما أكدته جائحة كورونا، التي غيبت الحرفي، وأوقفت نشاطه، وبالتالي تقول: “الحاجة ملحّة على البحث عن أفكار ومشاريع جديدة ترمي إلى دعم الحرفي في الظاهر، والحفاظ على الصناعة التقليدية التي تُعد رمز الهوية في الباطن”.