سعاد شيخي رئيسة جمعية «إحسان» للشيخوخة المسعفة لـ «المساء»:

إنشاء تخصّص طبي يهتم بالمسنين ضرورة

إنشاء تخصّص طبي يهتم بالمسنين ضرورة
  • 1081
حاورتها:  رشيدة بلال حاورتها: رشيدة بلال

اختارت رئيسة جمعية «إحسان» للشيخوخة المسعفة السيدة سعاد شيخي، هذه السنة، أن تحيي اليوم العالمي للمسنين بولاية بجاية، حيث يُنتظر أن تنظّم في الأيام القليلة القادمة، ملتقى تطرح فيه للنقاش مع عدد من الأطباء المختصين، واقع المسن في الجزائر، وأهم التحديات التي يواجهها؛ سعيا منها للخروج ببعض الاقتراحات التي من شأنها أن تحسّن واقعه. «المساء» التقت السيدة شيخي التي تحدّثت معها عن أهم المشاكل التي يعانيها المسن، مقترحة بعض الحلول التي تعتقد أنّها كفيلة بدعم هذه الفئة الضعيفة من المجتمع.

بداية، حدثينا عن أهم المحاور التي يُنتظر مناقشتها في ملتقى بجاية؟

❊❊ ككلّ سنة نحاول من خلال إحياء اليوم العالمي للمسن الموافق للفاتح أكتوبر، تنظيم أيام علمية، نناقش فيها مع مختصين في المجال الطبي، أهم ما يعاني منه المسنّ من مشاكل صحية، تجعل حياته صعبة. وهذه السنة يُنتظر أن ينشط الملتقى المرتقب جملة من الدكاترة والباحثين الذين تكفّلوا بملف المسن في مجالات مختلفة، منها الطب الداخلي وتخصّص العظام والكلى والقلب، والمختصين في علاج داء الزهايمر، على اعتبار أنّه من أكثر الأمراض التي تصيب المسنين في الجزائر خلال السنوات الأخيرة لضعف التكفّل الصحي وغياب المرافقة النفسية.

كيف تشخّصين واقع المسن الجزائري اليوم؟

❊❊ عدد المسنين في الجزائر في تزايد مستمر لعدّة أسباب، منها تغيّر نمط الحياة. وحسبما تشير إليه الإحصائيات، فإنّ عددهم مطلع سنة 2020، سيصل إلى ما يقارب 3 ملايين مسن، وهو عدد كبير، يتطلّب منا التفكير بصورة جدية لتحسين آليات التكفّل بهذه الشريحة، سواء من الناحية الاقتصادية أو الاجتماعية  أو الصحية التي لا تبعث مطلقا على الارتياح.

المسن في مجتمعنا يعيش واقعا صعبا في ظلّ غياب تكفّل نوعي، خاصة من الناحية الصحية، يكفي فقط القول إنّنا لا نملك تخصّصا طبيا خاصا بالمسنين فقط، أو ما يُعرف بـ «الطب المجاور»، وهو التخصّص الذي نتطلع للمطالبة به من خلال الموعد المرتقب في الملتقى العلمي.

ألا تعتقدين أنّ الأسر أيضا تخلّت عن دورها في رعاية المسن؟

❊❊ بعد صدور القانون الخاص  بحماية المسن في سنة 2010 لمسنا نوعا من الانضباط؛ إذ لم يعد يجري التخلي على المسنين برميهم في مراكز الشيخوخة، خوفا مما يحويه القانون من عقوبات، لكن من ناحية أخرى، نجد أنّ هذا القانون في بعض النصوص الخاصة مثلا بالجانب الاقتصادي، غير مفعّلة، والمتعلقة بالمنحة التي تقدَّم للمسن حتى تتمكّن عائلته من تأمين كلّ احتياجاته، كون أسباب التخلي العائلي عادة ما كانت تنحصر في المشاكل المالية نتيجة الفقر. ولأنّ أغلب المسنين يعانون من عدة أمراض تستلزم مصاريف كثيرة لتأمين العلاج واقتناء الدواء ولا يملكون تغطية اجتماعية، نجد أنّ المسن حقيقة يظلّ في محيطه الأسري، لكنه يفتقر إلى  التكفّل الصح، الأمر الذي يجعله يعيش حالة من الإهمال والألم وحتى التهميش.

ما الذي تقترحينه بحكم تجربتك الطويلة في رعاية المسنين والتكفّل بانشغالاتهم؟

❊❊ أعتقد بالنظر إلى تجربتي الطويلة في التكفل بالمسنين، أنّه آن الأوان للتوجّه من الناحية الطبية إلى إنشاء تخصّص خاص بالمسنين، وهذا لا يتحقّق إلاّ بتكوين أطباء للعناية بهذه الشريحة فقط، وهذا لا يقتصر على الأطباء فقط، بل بالسعي أيضا إلى خلق وحدة صحية تعنى بالمسنين، هذا من ناحية. ومن ناحية أخرى،  أطلب كرئيسة جمعية ضرورة إعادة بعث نشاط المرافقة الاجتماعية على مستوى البلديات، التي من شأنها الدخول إلى المنازل لتقديم المساعدة للمسن من جهة، وللقيام بعملية إحصاء عدد المسنين بمختلف البلديات حتى تكون لدينا نظرة واضحة حول تعداد المسنين وحالتهم الاجتماعية والصحية، ومن ثمة رسم استراتيجية واضحة للتكفّل النوعي بهم على جميع الأصعدة.