جميلة عزوز مهندسة دولة في الكيمياء الصناعية لـ "المساء":
إنتاج الأجبان استثمار ناجح لولا مشكل العقار الصناعي

- 689

يعتبر العقار الصناعي من المشاكل التي تؤرق الكثير من المستثمرين على مستوى ولاية البليدة في مجالات مختلفة؛ إذ تتطلب أغلب الاستثمارات الصناعية وجود مساحات واسعة؛ الأمر الذي جعل البعض من حاملي المشاريع يتخلون عن أحلامهم، ويبحثون عن أخرى لتجنب الوقوع في شبح البطالة.
العيّنة التي استقتها "المساء" كانت لصاحبة مؤسسة أجبان الجميلة من بلدية بوعرفة بولاية البليدة، إنها السيدة جميلة معزوز، مهندسة دولة في الكيمياء الصناعية، التي قررت التخلي على مشروعها المتمثل في إنتاج الاجبان والتفرغ للبحوث، بعدما أعاق مشروعها الرامي إلى تزويد السوق بإنتاج وطني، العقارُ الصناعي، الذي لم يعد كافيا لممارسة نشاطها.
وتشير مهندسة الدولة في الكيمياء جميلة معزوز في معرض حديثها إلـى "المساء" على هامش مشاركتها مؤخرا في معرض للإنتاج الوطني بدار الصناعات التقليدية بأولاد يعيش، إلى أن انطلاقتها في عالم الشغل كانت باختيار الصناعات الخاصة بالمواد الكيميائية. وبالنظر إلى ما تحويه هذه المواد من خطر على الصحة، فكرت في التوجه إلى كل ما هو طبيعي، فكانت صناعة الأجبان أول ما فكرت فيه لعدة أسباب، أهمها، حسبما قالت: "لكوني ابنة منطقة فلاحيه تعنى بتربية الأبقار وما شابه. وبحكم تخصصي الذي يسمح لي بالاستثمار في المجال، ولأن خالي صاحب مؤسسة رائدة في مجال إنتاج الاجبان والذي كان من المحفزات التي دفعتني إلى ولوج عالم إنتاج الأجبان لاسيما أن الطلب عليه بالسوق الوطنية كبير".
الاستثمار في إنتاج مادة الأجبان من المشاريع الناجحة في الجزائر بالنظر إلى توفر العوامل المساعدة على تقدم المشروع وإنتاج أنواع مختلفة، هذا ما تَبين للسيدة جميلة، التي أوضحت بقولها: "من خلال تجربتي الأولى في الإنتاج والتسويق، تمكنت من طرح عدد من الأنواع بالسوق، وأصبح لدي إنتاجي الخاص من الجبن الطازج وغيره من الأنواع الأخرى، غير أن مشروعي لم يعمر طويلا لكون القطعة الأرضية التي قُدمت لي لتأسيس مشروعي، غير كافية، حيث قُدرت المساحة بـ 60 مترا، وكان ذلك في سنة 2010. ورغم أني تلقيت وعودا كثيرة من السلطات المحلية بتوسيع قطعة الأرض، إلا أنها ظلت مجرد وعود".
واضطرت المستثمرة جميلة للتخلي عن فكرة الإنتاج، والتوجه للبحث من خلال التواصل مع مختلف الشركات المهتمة بإنتاج الأجبان؛ إذ تكفلت بالإشراف على حل مشاكلها المتعلقة بالبحوث الخاصة بإنتاج الأجبان. وعلى الرغم من أن المستثمرة معزوز اتصلت بمؤسسات الدولة وحازت على القرض المطلوب للقيام بمشروعها، إلا أنها ترى أن مثل هذه القروض تظل غير كافية، خاصة إن كانت المشاريع المعول عليها تهدف إلى ولوج السوق الوطنية بإنتاج جزائري لديه مستقبل واعد للتسويق في الخارج. وبالمناسبة تؤكد أن كل ما تحتاج إليه من السلطات المحلية للعودة إلى مشروعها والاستثمار في إنتاج مادة الأجبان وفتح المجال لامتصاص اليد العاملة، منحها مساحات واسعة، تمكنها من العمل وتوسيع مشروعها.